الحرب على غزة لا تنتهي

تابعنا على:   18:08 2019-07-08

خالد صادق

في الذكرى الخامسة للعدوان الصهيوني على قطاع غزة, والذي أطلق عليه الاحتلال الصهيوني اسم عملية "الجرف صامد" عام 2014م والذي استمر لواحد وخمسين يوما, كأطول حرب يخوضها الاحتلال الصهيوني في تاريخه, ليس غريبا ان نسمع تهديدات جديدة من رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو, وتوعد لغزة بالويلات, وقال نتنياهو:" لقد عقدت جلسة المجلس الأمني المصغر "الكابينت" الأسبوع الماضي في الجنوب" وسياستي تتمثل بالبحث عن توفير الهدوء لسكان "جنوبي إسرائيل"، ولكن من جانب آخر نستعد لمعركة كبيرة مع قطاع غزة.

وبما أننا نتوقع دائما الأسوأ من هذا الاحتلال البغيض, فان مثل هذه التصريحات لم تفاجئ شعبنا, لأن الشعب يعلم تماما انه يقف على رماد بركان قد تتطاير حممه في أية لحظة, وينفجر هذا البركان في وجهه, والأغرب ان الشعب لم يعد يخشى انفجار البركان ولا حممه مهما كانت قوته, فقوة وصلابة الشعب الفلسطيني تكمن في التمسك بحقوقه وعدم التفريط بها مهما بلغت دموية المحتل.

نتنياهو الذي يتعرض لحملات كبيرة داخليا, وأخرها أحداث الشغب التي أشعلها اليهود "الفلاشا" بعد مقتل احدهم على يد شرطي صهيوني, والاتهامات التي تكال له بسبب إخفاقاته العسكرية في غزة, بالإضافة إلى قضايا الفساد التي تهدد مستقبله السياسي, وفشله الذريع في تشكيل حكومة جديدة بعد فوز حزبة بالنسبة الأكبر في مقاعد الكنيست, كل هذا يدفع نتنياهو لإبقاء ملف غزة مفتوحا امامة, فهو يريد ان ينتقم لنفسه, ويثبت للإسرائيليين انه قادر على تحقيق مكسب عسكري في غزة, وان يقضى على المقاومة هناك, وهو ما جعله يهدد بضرب غزة بقوة وصرامة, ولا يستجيب لجهود الوفد المصري الذي يشرف على تطبيق "تفاهمات التهدئة"بتنفيذ المرحلة الثانية من التفاهمات, ولعل نتنياهو يتعجل الهجوم على غزة الآن لكي يستخدمها كأفضل دعاية له في الانتخابات القادمة, فهذا كفيل ان يضمن له تشكيل حكومته بارتياح, بعيدا عن الضغوطات والابتزاز السياسي الذي يتعرض لها , فضرب غزة هو العنوان الأساسي والرئيسي لحملته الانتخابية القادمة.

لذلك نحن نؤمن ان الحرب على غزة لا تنتهي, قالاسرائيليون يتعاملون معها على أنها الحلقة الأضعف والتي تمثل قربانا يتم تقديمه للإسرائيليين عند الحاجة, رغم ان غزة بمقاومتها وصمود شعبها اثبتت أنها ليست الحلقة الأضعف, ولن تكون, إلا ان الاحتلال يعلم ان أي حرب أخرى يقودها على الجبهات الأخرى كالجبهة الشمالية مثلا, ستكون تكلفتها باهظة, وهى مغامرة ليست مضمونة النتائج, ومن الصعب ان يتحكم في مسار المعركة أو وقت نهايتها, عكس غزة ان يكثر الوسطاء لإيجاد صيغة تفاهم تضمن انتهاء المعركة بشروط تضعها المقاومة وتصر عليها, ويقبل بها الاحتلال لكنه في النهاية لا ينفذها لأن من يرعى الاتفاق ويشرف عليه لا يملك أوراق ضغط قوبة على الاحتلال يمكن من خلاله ان يجبره على تنفيذ ما وقع عليه, كما ان الأمم المتحدة لا تقوم بدورها في محاسبة الاحتلال الصهيوني عندما يتنصل من تطبيق التفاهمات, ويمارس سياسة المماطلة والتسويف والالتفاف على الاتفاقات, وهو معني بأن لا يضع حدا لعدوانه على غزة, ويريد ان يبقى هذا الخيار مفتوحا أمامه, وذلك لخدمة سياساته وأغراضه الانتخابية.

كلمات دلالية

اخر الأخبار