الأسيرات الفلسطينيات جرح نازف واستهداف متعمد

تابعنا على:   22:15 2019-07-16

إسلام صالح عبده

لقد شكلت المرأة الفلسطينية نموذج للتحدي والصمود ومثال مشرف للمرأة العربية المسلمة التي تناضل وتضحي جنباً الى جنب مع الرجل في معركة التحرر والخلاص من الاحتلال الجاثم على الأرض ، ولا تزال كل يوم تقدم التضحيات المستمرة والمتواصلة فهي شهيدة وأسيرة ومصابة وزوجة ومناضلة من أجل الحرية.
لقد وضع الاحتلال الاسرائيلي المرأة الفلسطينية في دائرة الاستهداف المباشر أما بالقتل والأسر والتشريد والإبعاد شأنها كشأن باقي مكونات المجتمع الفلسطيني الذي يعاني من هذا الاحتلال الغاصب، ولا يراعي أي قوانين دولية أو حقوق إنسان في التعامل مع الإنسان الفلسطيني بشكل عام والمرأة بشكل خاص .
وتشكل الأسيرات داخل سجون الاحتلال جرح نازف في خاصرة النضال الفلسطيني، فالاحتلال يمارس بحقهن أقسى وأبشع أنواع التعذيب الجسدى والنفسي والاهمال الطبي حيث يتعرضن بين الحين والآخر إلى اعتداءات وحشية سواء بالإيذاء اللفظي الخادش للحياء أو الاعتداء الجسدى من قبل السجينات الجنائيات الإسرائيليات، وما يتعرضن لهو من قبل إدارة سجن "هشارون" الذي يتواجدن فيه .
وتعانى الأسيرات من اعتداءات الاحتلال المتواصلة بحقهن مثل واقتحام غرفهم ليلاً دون استئذان، كما يعانين من الحرمان من الزيارة أو إرسال الرسائل لذويهن، ويحرمن من العلاج والتعليم، وتتعرض الأسيرات في كثير من الأحيان من المضايقات السجينات الجنائيات، حيث تتعمد إدارة السجن على دمج الأسيرات الفلسطينيات مع الأسيرات الجنائيات بهدف معاقبتهم واذالالهم، مشيراً إلى أن المخابرات الإسرائيلية لا تفرق بين الأسرى الرجال والأسيرات النساء إذ كثيرا ما صاحبت عملية اعتقال النساء ضرب وإهانة، وتعذيب وضرب مبرح دون مراعاة لجنسهن.
يتواجد اليوم في سجون الاحتلال ما يقارب من 48 أسيرة من حرائر فلسطين ، ويتعرضن لحملة قمع منظمة، ويحرمن من كافة حقوقهن، و يعانين من ظروف صعبة وقاسية في سجنى "هشارون" والدامون"، ويشتكين من الاكتظاظ ، وعدم توفر الخصوصية في سجون الاحتلال، نتيجة وجود كاميرات مراقبة على مدار الساعة وضعتها ادارة السجن في ممرات السجن وساحة "الفورة" ساحة السجن، اضافة الى افتقارهن الى الملابس والأغطية الشتوية واغراض للكنتينة، والأدوات الكهربائية وخاصة ان غالبيتهن أسيرات جديدات اعتقلن خلال انتفاضة القدس ويفتقرن الى كل مقومات الحياة.
كما أن ربع الأسيرات يعانين من ظروف صحية متدهورة فى ظل استمرار الاهمال الطبي بحقهن، وتعتبر حالة الأسيرة الجريحة " اسراء الجعابيص" من القدس أكثرهن خطورة حيث تعانى من حروق بنسبة 60% وبتر لثمانية من اصابعها وتحتاج الى عمليات جراحية لا يزال الاحتلال يماطل في اجراءها مما يشكل خطورة على حياتها .
تبقى الأسيرة الفلسطينية حالة فريدة وخاصة، بحاجة إلى كل صوت ونفس مدافع عن حقوقهن، وهناك يبقى السؤال المطروح ما هو دور دعاة حقوق الإنسان والمدافعين عن حقوق المرأة أمام هذا الملف الذي يشكل جريمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، والعمل على فضح هذه الممارسات التي تتم بحق المرأة الفلسطينية ووقف ملاحقة واعتقال زوجات الأسرى وأمهات الأسرى.

كلمات دلالية

اخر الأخبار