دور الترغيب والترهيب عند الطلاب في المدارس في قطاع غزة 

تابعنا على:   19:26 2019-07-29

عصام سمير دلول

مقدمة :
كثيرا ما نسمع عن قصص مأساوية ومعاملات خاطئة يعاني منها كثير من أبنائنا وطلابنا سواءً مع أسرهم أو في مدارسهم جراء المفهوم الخاطئ (لقضية العقاب) الذي جعله البعض عقوبة انتقامية لا علاجا تربويا!!، والعقاب مما لا شك فيه أحد أساليب التربية فإن التربية الإسلامية لا تغفل أي أسلوب تربوي توجه به الإنسان وترشده، فإذا لم يفد أسلوب القدوة والموعظة لجأت إلى أسلوب الترغيب تارة والترهيب تارة أخرى، ولقد استخدم القرآن الكريم أسلوب هذا الترغيب لبيان النتائج الطيبة للإيمان بالله ومراقبته، والتحلي بالقيم والأخلاق الكريمة. قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}ولكن ينبغي للمربين أن يعوا أن مع أهمية الترغيب والترهيب ينبغي أن يُعلم أن هذا الأسلوب لن يؤتي ثماره إلا إذا كان استخدامه استخداماً سليماً فلا تستخدم صيغة الأمر والنهي دائماً وإنما بالتوجيه تارة(1), وبالتعزيز والتحفيز تارة أخرى مادياً ومعنوياً. والترغيب والترهيب أسلوبان تربويان من أساليب التربية وهما أسلوبان متضادان فالترهيب (هو وعد يصاحبه تهديد الإنسان بالعقوبة وتحذيره من الأعمال التي تؤدي إلى الوقوع في المخالفات) وأما أسلوب الترهيب فهو أسلوب تربوي جيد لا يمكن الاستغناء عنه في مجال التربية وخاصة تربية الطفل (2)وهو من أساليب التربية المهمة ولأهميته ورد ذكره في عدة مواضع من القرآن الكريم ومنها قوله: {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا}، وقوله تعالى : {وَإِن مِّنكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا ** ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا}ولأهمية أسلوب الترهيب في العملية التربوية فقد استخدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يربي الصحابة على تجنب المنهيات والوقوع فيها ومن هذه النصوص ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: (ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره)، وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (... إياكم والكذب فإن الكذب يهتدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما زال الرجل يكذب، ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) متفق عليه. 
_____________
1)    السويدي ،وضحة ، تنمية القيم الخاصة بمادة التربية الإسلامية لدى تلميذات المرحلة الإعدادية،1989،ص69.
2)    عقله ، محمد ، تربية الأولاد في الإسلام، عمان، مكتبة الرسالة الحديثة،1990،ص52.

وهكذا يكون أسلوب الترغيب والترهيب وسيلة من وسائل التربية في تحقيق أهدافها التي ينبغي على المربين أن يهتدوا بها في استعمال أسلوب الإثابة والعقاب وفيما يتعلق بالعقوبة فيجب أن تأخذ الأمور التالية في الحسبان(1):

§    عدم الإكثار منها خشية أن تصبح مألوفة فيقل تأثيرها. 
§    الحرص على أن تكون من نوع الخطأ, ومناسبة له، وبذا يكتسب العقاب صبغة الإصلاح لا مظهر التشفي والانتقام. 
§    استعمال أسلوب العقوبة بهدوء ونزاهة حتى لا تخدش الكرامة، ولا تؤلم النفس ولا تولد الحقد والكراهية. وإن كانت العقوبة بالضرب فلا تزيد عن عشرة أسواط, ويتجنب الوجه والأماكن الخطرة من الجسم, ويكون بعد مرحلة التوجيه والنصح والموعظة. 
§    نعاقبه على قدر الخطأ، مع تفهيمه السلوك الخاطئ و كذلك مراعاة حساسية المعاقب ومشاعره.
§    أن أسلوب العقاب ثابت بالكتاب والسنة وخصوصاً الضرب غير المبرح.

وقبل أن نختم حديثنا هنا, علينا أن نتنبه إلى أمر مهم وهو أن (العقاب) لا يعني الضرب أو التعنيف والقسوة!! وإنما يشمل أموراً كثيرة منها: حرمانهم من بعض ما يحبون من هدايا أو حلوى أو ألعاب أو ممارسات خاصة بهم, أو إشعارهم بالغضب وعدم الرضا من خلال عدم التحدث معهم لفترة غير طويلة أو (بعدم مجالستهم فترة من الزمن) أو بأي وسيلة يصل من خلاله (عدم رضانا مما أحدثوه أو فعلوه من عمل غير سوي أو عمل غير تربوي)... ويجب أن يشعروا أن عدم الرضي أو الهجر (هو من سلوكه السيئ لا من شخصه)!! ومن واجبنا أيضا تعليم الطفل (أن يعتذر)، وعلينا أن نشجعه على ذلك، لأن الاعتذار أمر مهم جداً في منظومة العقاب، ولكن بعد توقيع العقوبة وليس قبله.. ويجب التأكد على أن الرسالة التي نريد إيصالها له قد وصلت وهي (أن الغضب كان من سلوكه الخاطئ، وليس من شخصه. والسؤال هنا متى نخطئ في العقاب؟ والجواب: نخطئ عندما نعاقبهم على فعل صدر منهم لمرة واحدة أو لمرات قليلة، والقلة تعتبر بحسب سن كل طفل(2). 

نخطئ عندما نعاقبهم بشدة على إخفاقهم الدراسي أو التأخر عن الحضور إلى المدرسة. 
نخطئ عندما نعاقبهم على سلوك دون أن ندربهم على السلوك الصحيح، أو السلوك البديل. نخطئ عندما نعاقبهم تحت ضغط متاعبنا اليومية ومشاكلنا الذاتية النفسية. 
_____________
1)    الجريبة ،ليلى ،أساليب التربية ، ط2، دار الصفا للنشر و التوزيع ،ص32.
2)    وضحه السويدي، تنمية القيم الخاصة بمادة التربية الإسلامية لدى تلميذات المرحلة الإعدادية،1989،ص70.
نخطئ إذا عاقبنا الطفل بأسلوب (تدمير المشاعر) كحرمانه (من العاطفة) أو التهديد بعدم (محبته) أو(لمزه بألقاب التحقير والتندر)!! بل يجب أن يشعر دوماً بأن كل ما نفعله لن يمنعنا من محبته بل هو في مصلحته ومن أجله . 
للتربية أساليب متعددة، منها:
أولاً: التربية بالملاحظة: 
تعد هذه التربية أساساً جسَّده النبي _صلى الله عليه وسلم_ في ملاحظته لأفراد المجتمع تلك الملاحظة التي يعقبها التوجيه الرشيد، والمقصود بالتربية بالملاحظة ملاحقة الولد وملازمته في التكوين العقيدي والأخلاقي، ومراقبته وملاحظته في الإعداد النفسي والاجتماعي، والسؤال المستمر عن وضعه وحاله في تربيته الجسمية وتحصيله العلمي، وهذا يعني أن الملاحظة لا بد أن تكون شاملة لجميع جوانب الشخصية.(2)
ويجب الحذر من أن تتحول الملاحظة إلى تجسس، فمن الخطأ أن نفتش غرفة الولد المميز ونحاسبه على هفوة نجدها؛ لأنه لن يثق بعد ذلك بالمربي، وسيشعر أنه شخص غير موثوق به، وقد يلجأ إلى إخفاء كثير من الأشياء عند أصدقائه أو معارفه، ولم يكن هذا هدي النبي _صلى الله عليه وسلم_ في تربيته لأبنائه وأصحابه.

كما ينبغي الحذر من التضييق على الولد ومرافقته في كل مكان وزمان؛ لأن الطفل وبخاصة المميز والمراهق يحب أن تثق به وتعتمد عليه، ويحب أن يكون رقيباً على نفسه، ومسؤولاً عن تصرفاته، بعيداً عن رقابة المربي، فتتاح له تلك الفرصة باعتدال.
وعند التربية بالملاحظة يجد المربي الأخطاء والتقصير، وعندها لا بد من المداراة التي تحقق المطلوب دون إثارة أو إساءة إلى الطفل، والمداراة هي الرفق في التعليم وفي الأمر والنهي، بل إن التجاهل أحياناً يعد الأسلوب الأمثل في مواجهة تصرفات الطفل التي يستفز بها المربي، وبخاصة عندما يكون عمر الطفل بين السنة والنصف والسنة الثالثة، حيث يميل الطفل إلى جذب الانتباه واستفزاز الوالدين والإخوة، فلا بد عندها من التجاهل؛ لأن إثارة الضجة قد تؤدي إلى تشبثه بذلك الخطأ، كما أنه لا بد من التسامح أحياناً؛ لأن المحاسبة الشديدة لها أضرارها التربوية والنفسية.(2)
_____________
1)    الجريبة ،ليلى ،أساليب التربية ، ط2، دار الصفا للنشر و التوزيع ،ص35.
2)    سويد ،محمد نور بن عبدالحفيظ ،منهج التربية النبوية للطفل، مع نماذج تطبيقية من حياة السلف الصالح وأقوال العلماء العاملين؛ ، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، الطبعة الأولى، 1419هـ - 1998م، ص 307.


ثانياً: التربية بالعادة: 
المبحث الأول: أصول التربية بالعادة: 
الأصل في التربية بالعادة حديث النبي _صلى الله عليه وسلم_ في شأن الصلاة؛ لأن التكرار الذي يدوم ثلاث سنوات كفيل بغرس العبادة حتى تصبح عادة راسخة في النفس، وكذلك إرشاد ابن مسعود – رضي الله عنه – حيث قال: "وعودوهم الخير، فإن الخير عادة"، وبهذا تكون التربية بالعادة ليست خاصة بالشعائر التعبدية وحدها، بل تشمل الآداب وأنماط السلوك.(1)
المبحث الثاني: كيفية التربية بالعادة: 
ولكي نعوِّد الطفل على العبادات والعادات الحسنة يجب أن نبذل الجهود المختلفة ليتم تكرار الأعمال والمواظبة عليها بالترغيب والترهيب والقدوة والمتابعة وغيرها من الوسائل التربوية. 
يبدأ تكوين العادات في سن مبكرة جداً، فالطفل في شهره السادس يبتهج بتكرار الأعمال التي تسعد من حوله، وهذا التكرار يكون العادة، ويظل هذا التكوين حتى السابعة، وعلى الأم أن تبتعد عن الدلال منذ ولادة الطفل، ففي اليوم الأول يحس الطفل بأنه محمول فيسكت، فإذا حمل دائماً صارت عادته، وكذلك إذا كانت الأم تسارع إلى حمله كلما بكى، ولتحذر الأم كذلك من إيقاظ الرضيع ليرضع؛ لأنها بذلك تنغص عليه نومه وتعوده على طلب الطعام في الليل والاستيقاظ له وإن لم يكن الجوع شديداً، وقد تستمر هذه العادة حتى سن متأخرة، فيصعب عليه تركها، ويخطئ بعض المربين إذ تعجبهم بعض الكلمات المحرمة على لسان الطفل فيضحكون منها، وقد تكون كلمة نابية، وقد يفرحون بسلوك غير حميد لكونه يحصل من الطفل الصغير، وهذا الإعجاب يكون العادة من حيث لا يشعرون.(2)
وترجع أهمية التربية بالعادة إلى أن حسن الخلق بمعناه الواسع يتحقق من وجهين، الأول: الطبع والفطرة، والثاني: التعود والمجاهدة، ولما كان الإنسان مجبولاً على الدين والخلق الفاضل كان تعويده عليه يرسخه ويزيده.
ولكي نعوِّد الطفل على العبادات والعادات الحسنة يجب أن نبذل الجهود المختلفة ليتم تكرار الأعمال والمواظبة عليها بالترغيب والترهيب والقدوة والمتابعة وغيرها من الوسائل التربوية.(3)

_____________
1)    الجريبة ،ليلى ،أساليب التربية ، ط2، دار الصفا للنشر و التوزيع ،ص37.
2)    عقله ، محمد ، تربية الأولاد في الإسلام، عمان، مكتبة الرسالة الحديثة،1990،ص53.
3)    مرجع السابق ،ص54.
ثالثاً: التربية بالإشارة: 
تستخدم التربية بالإشارة في بعض المواقف كأن يخطئ الطفل خطأ أمام بعض الضيوف أو في مَجْمَع كبير، أو أن يكون أول مرة يصدر منه ذلك، فعندها تصبح نظرة الغضب كافية أو الإشارة خفية باليد؛ لأن إيقاع العقوبة قد يجعل الطفل معانداً؛ لأن الناس ينظرون إليه، ولأن بعض الأطفال يخجل من الناس فتكفيه الإشارة، ويستخدم كذلك مع الطفل الأديب المرهف الحس.
ويدخل ضمنه التعريض بالكلام، فيقال: إن طفلاً صنع كذا وكذا وعمله عمل ذميم، ولو كرر ذلك لعاقبته، وهذا الأسلوب يحفظ كرامة الطفل ويؤدب بقية أهل البيت ممن يفعل الفعل نفسه دون علم المربي.(1)
رابعاً: التربية بالموعظة وهدي السلف فيها: 
تعتمد الموعظة على جانبين، الأول: بيان الحق وتعرية المنكر، والثاني: إثارة الوجدان، فيتأثر الطفل بتصحيح الخطأ وبيان الحق وتقل أخطاؤه، وأما إثارة الوجدان فتعمل عملها؛ لأن النفس فيها استعداد للتأثر بما يُلقى إليها، والموعظة تدفع الطفل إلى العمل المرغب فيه.
ومن أنواع الموعظة: 
1- الموعظة بالقصة، وكلما كان القاص ذا أسلوب متميز جذاب استطاع شد انتباه الطفل والتأثير فيه، وهو أكثر الأساليب نجاحاً.
2- الموعظة بالحوار تشد الانتباه وتدفع الملل إذا كان العرض حيوياً، وتتيح للمربي أن يعرف الشبهات التي تقع في نفس الطفل فيعالجها بالحكمة.
3- الموعظة بضرب المثل الذي يقرب المعنى ويعين على الفهم.
4- الموعظة بالحدث، فكلما حدث شيء معين وجب على المربي أن يستغله تربوياً، كالتعليق على مشاهد الدمار الناتج عن الحروب والمجاعات ليذكر الطفل بنعم الله، ويؤثر هذا في النفس؛ لأنه في لحظة انفعال ورِقّة فيكون لهذا التوجيه أثره البعيد.(2)
وهدي السلف في الموعظة: الإخلاص والمتابعة، فإن لم يكن المربي عاملاً بموعظته أو غير مخلص فيها فلن تفتح له القلوب، ومن هديهم مخاطبة الطفل على قدر عقله والتلطف في مخاطبته ليكون أدعى للقبول والرسوخ في نفسه، كما أنه يحسن اختيار الوقت المناسب فيراعي حالة الطفل النفسية ووقت انشراح صدره وانفراده عن الناس، وله أن يستغل وقت مرض الطفل؛ لأنه في تلك الحال يجمع بين رقة القلب وصفاء الفطرة، وأما وعظه وقت لعبه أو أمام الأباعد فلا يحقق الفائدة.
_____________
1)    الجريبة ،ليلى ،أساليب التربية ، ط2، دار الصفا للنشر و التوزيع ،ص32.
2)    مرجع السابق ،ص33.
ويجب أن يَحْذَر المربي من كثرة الوعظ فيتخوَّل بالموعظة ويراعي الطفل حتى لا يملّ، ولأن تأثير الموعظة مؤقت فيحسن تكرارها مع تباعد الأوقات.
خامساً: التربية بالترغيب والترهيب وضوابطها: 
الترهيب والترغيب من العوامل الأساسية لتنمية السلوك وتهذيب الأخلاق وتعزيز القيم الاجتماعية.(1)
المبحث الأول: الترغيب: 
ويمثل دوراً مهماً وضرورياً في المرحلة الأولى من حياة الطفل؛ لأن الأعمال التي يقوم بها لأول مرة شاقة تحتاج إلى حافز يدفعه إلى القيام بها حتى تصبح سهلة، كما أن الترغيب يعلمه عادات وسلوكيات تستمر معه ويصعب عليه تركها.
والترغيب نوعان: معنوي ومادي، ولكلٍّ درجاته فابتسامة الرضا والقبول، والتقبيل والضم، والثناء، وكافة الأعمال التي تُبهج الطفل هي ترغيبٌ في العمل.
ويرى بعض التربويين أن تقديم الإثابة المعنوية على المادية أولى؛ حتى نرتقي بالطفل عن حب المادة، وبعضهم يرى أن تكون الإثابة من جنس العمل، فإن كان العمل مادياً نكافئه مادياً والعكس. (2)
وهناك ضوابط خاصة تكفل للمربي نجاحه، ومنها: 
• أن يكون الترغيب خطوة أولى يتدرج الطفل بعدها إلى الترغيب فيما عند الله من ثواب دنيوي وأخروي، فمثلاً يرغب الطفل في حسن الخلق بالمكافأة ثم يقال له: أحسن خلقك لأجل أن يحبك والدك وأمك، ثم يقال ليحبك الله ويرضى عنك، وهذا التدرج يناسب عقلية الطفل.
• ألا تتحول المكافأة إلى شرط للعمل، ويتحقق ذلك بألا يثاب الطفل على عمل واجب كأكله وطعامه أو ترتيبه غرفته، بل تقتصر المكافأة على السلوك الجديد الصحيح، وأن تكون المكافأة دون وعد مسبق؛ لأن الوعد المسبق إذا كثر أصبح شرطاً للقيام بالعمل.
• أن تكون بعد العمل مباشرة، في مرحلة الطفولة المبكرة، وإنجاز الوعد حتى لا يتعلم الكذب وإخلاف الوعد، وفي المرحلة المتأخرة يحسن أن نؤخر المكافأة بعد وعده ليتعلم العمل للآخرة، ولأنه ينسى تعب العمل فيفرح بالمكافأة.(3)
_____________
1)    الجريبة ،ليلى ،أساليب التربية ، ط2، دار الصفا للنشر و التوزيع ،ص32.
2)    النحلاوي ،عبدالرحمن ، أصول التربية الإسلامية وأساليبها ،ط ،دمشق ،دار الفكر،1979،ص98.
3)    مرجع السابق ، ص99.

المبحث الثاني: الترهيب: 
أثبتت الدراسات الحديثة حاجة المربي إلى الترهيب، وأن الطفل الذي يتسامح معه والداه يستمر في إزعاجهما، والعقاب يصحح السلوك والأخلاق، والترهيب له درجات تبدأ بتقطيب الوجه ونظرة الغضب والعتاب وتمتد إلى المقاطعة والهجر والحبس والحرمان من الجماعة أو الحرمان المادي والضرب وهو آخر درجاتها.
ويجدر بالمربي أن يتجنب ضرب الطفل قدر الإمكان، وإن كان لا بد منه ففي السن التي يميز فيها ويعرف مغزى العقاب وسببه.(1)
وللترهيب ضوابط، منها: 
• أن الخطأ إذا حدث أول مرة فلا يعاقب الطفل، بل يعلم ويوجه.
• يجب إيقاع العقوبة بعد الخطأ مباشرة مع بيان سببها وإفهام الطفل خطأ سلوكه؛ لأنه ربما ينسى ما فعل إذا تأخرت العقوبة.
• إذا كان خطأ الطفل ظاهراً أمام إخوانه وأهل البيت فتكون معاقبته أمامهم؛ لأن ذلك سيحقق وظيفة تربوية للأسرة كلها.
• إذا كانت العقوبة هي الضرب فينبغي أن يسبقها التحذير والوعيد، وأن يتجنب الضرب على الرأس أو الصدر أو الوجه أو البطن، وأن تكون العصا غير غليظة، ومعتدلة الرطوبة، وأن يكون الضرب من واحدة إلى ثلاث إذا كان دون البلوغ، ويفرقها فلا تكون في محل واحد، وإن ذكر الطفل ربه واستغاث به فيجب إيقاف الضرب؛ لأنه بذلك يغرس في نفس الطفل تعظيم الله.
• ويجب أن يتولى المربي الضرب بنفسه حتى لا يحقد بعضهم على بعض.
• ألا يعاقبه حال الغضب؛ لأنه قد يزيد في العقاب.
• أن يترك معاقبته إذا أصابه ألم بسبب الخطأ ويكفي بيان ذلك.(2)
المبحث الثالث: ضوابط التربية بالترغيب والترهيب: 
وهذه الضوابط _بإذن الله_ تحمي الطفل من الأمراض النفسية، والانحرافات الأخلاقية، والاختلالات الاجتماعية، وأهم هذه الضوابط:
1- الاعتدال في الترغيب والترهيب: 
لعل أكثر ما تعانيه الأجيال كثرة الترهيب والتركيز على العقاب البدني، وهذا يجعل الطفل قاسياً في حياته فيما بعد أو ذليلاً ينقاد لكل أحد، ولذا ينبغي أن يتدرج في العقوبة.
_____________
1)    الجريبة ،ليلى ،أساليب التربية ، ط2، دار الصفا للنشر و التوزيع ،ص33.
2)    مرجع السابق ،34.
لأن أمد التربية طويل وسلم العقاب قد ينتهي بسرعة إذا بدأ المربي بآخره وهو الضرب، وينبغي للمربي أن يتيح للشفعاء فرصة الشفاعة والتوسط للعفو عن الطفل، ويسمح له بالتوبة ويقبل منه، كما أن الإكثار من الترهيب قد يكون سبباً في تهوين الأخطاء والاعتياد على الضرب، ولذا ينبغي الحذر من تكرار عقاب واحد بشكل مستمر، وكذلك إذا كان أقل من اللازم.(1)
وعلى المربي ألا يكثر من التهديد دون العقاب؛ لأن ذلك سيؤدي إلى استهتاره بالتهديد، فإذا أحس المربي بذلك فعليه أن ينفذ العقوبة ولو مرة واحدة ليكون مهيباً.
والخروج عن الاعتدال في الإثابة يعوِّد على الطمع ويؤدي إلى عدم قناعة الطفل إلا بمقدار أكثر من السابق.
كما يجب على المربي أن يبتعد عن السب والشتم والتوبيخ أثناء معاقبته للطفل؛ لأن ذلك يفسده ويشعره بالذلة والمهانة، وقد يولد الكراهية، كما أن على المربي أن يبين للطفل أن العقاب لمصلحته لا حقداً عليه.
وليحذر المربي من أن يترتب على الترهيب والترغيب الخوف من المخلوقين خوفاً يطغى على الخوف من الخالق _سبحانه_، فيخوّف الطفل من الله قبل كل شيء، ومن عقابه في الدنيا والآخرة، وليحذر أن يغرس في نفسه مراعاة نظر الخلق والخوف منهم دون مراقبة الخالق والخوف من غضبه، وليحذر كذلك من تخويف الطفل بالشرطي أو الطبيب أو الظلام أو غيرها؛ لأنه يحتاج إلى هؤلاء، ولأن خوفه منهم يجعله جباناً.
وبعض المربين يكثر من تخويف الطفل بأن الله سيعذبه ويدخله النار، ولا يذكر أن الله يرزق ويشفي ويدخل الجنة فيكون التخويف أكثر مما يجعل الطفل لا يبالي بذكره النار؛ لكثرة ترديد الأهل "ستدخل النار" أو "سيعذبك الله؛ لأنك فعلت كذا"، ولذا يحسن أن نوازن بين ذكر الجنة والنار، ولا نحكم على أحد بجنة أو نار، بل نقول: إن الذي لا يصلي لا يدخل الجنة ويعذب بالنار.(2)
2- مراعاة الفروق الفردية: 
تتجلى حكمة المربي في اختياره للأسلوب التربوي المناسب من أوجه عدة، منها:
• أن يتناسب الترهيب والترغيب مع عمر الطفل، ففي السنة الأولى والثانية يكون تقطيب الوجه كافياً عادة أو حرمانه من شيء يحبه، وفي السنة الثالثة حرمانه من ألعابه التي يحبها أو من الخروج إلى الملعب.
• أن يتناسب مع الخطأ، فإذا أفسد لعبته أو أهملها يُحرم منها، وإذا عبث في المنزل عبثاً يصلُح بالترتيب كُلِّف بذلك، ويختلف عن العبث الذي لا مجال لإصلاحه.
_____________
1)    الجريبة ،ليلى ،أساليب التربية ، ط2، دار الصفا للنشر و التوزيع ،ص32.
2)    النحلاوي ،عبدالرحمن ، أصول التربية الإسلامية وأساليبها ،ط ،دمشق ،دار الفكر،1979،ص94.

• أن يتناسب مع شخصية الطفل، فمن الأطفال من يكون حساساً ليناً ذا حياء يكفيه العتاب، ومنهم من يكون عنيداً فلا ينفع معه إلا العقاب، ومنهم من حرمانه من لعبه أشد من ضربه، ومنهم من حرمانه من أصدقائه أشد من حرمانه من النقود أو الحلوى.
• أن يتناسب مع المواقف، فأحياناً يكون الطفل مستخفياً بالخطأ فيكون التجاهل والعلاج غير المباشر هو الحل الأمثل، وإن عاد إليه عوقب سراً؛ لأنه إن هتك ستره نزع عنه الحياء فأعلن ما كان يسر.
وقد يخطئ الطفل أمام أقاربه أو الغرباء، فينبغي أن يكون العقاب بعد انفراد الطفل عنهم؛ لأن عقابه أمامهم يكسر نفسه فيحس بالنقص، وقد يعاند ويزول حياؤه من الناس.
• المراوحة بين أنواع الثواب والعقاب؛ لأن التكرار يفقد الوسيلة أثرها.
• مراعاة الفروق الفردية في التربية فالولد البالغ أو المراهق يكون عقابه على انفراد؛ لأنه أصبح كبيراً، ويجب أن يحترمه إخوانه الصغار، ويعاتَب أمامهم عتاباً إذا كان الخطأ معلناً؛ لأن تأنيبه والقسوة عليه في الكلام يحدثان خللاً في العلاقة بين المراهق والمربي، ويكون ذلك أوجب في حق الولد البكر من الذكور؛ لأنه قدوة، وهو رجل البيت إذا غاب والده أو مرض أو مات.
• ومن الفروق الفردية جنس الطفل فالبنت يكفيها من العقاب ما لا يكفي الذكر عادة؛ لأن جسدها ضعيف وهي تخاف أكثر وتنقاد بسهولة.
أسلوب التربية بالترغيب والترهيب: 
من أساليب تربية الطفل أسلوب ترغيبه في كل ما هو خير وترهيبه من كل ما يزعجه ويضايقه بطريقة هادئة تتصف بالمرونة والصبر وينبغي أن يرسخ في ذهن الطفل أن السلوك الطيب نتائجه طيبة وأما السلوك الشرير فنتائجه شريرة(1).ويعد أسلوب الترغيب والترهيب من أهم الأساليب التربوية وأبعدها أثراً لكونه يتمشى مع ما فطر الله عليه الإنسان من الرغبة في اللذة والنعم والرفاهية وحسن البقاء والرهبة من الألم والشقاء وسوء المصير(2).واجمع علماء التربية من المسلمين على أن استعمال أسلوب التشجيع والثواب والمكافأة أمر ضروري في تربية الطفل ،كلما قام بعمل يستحق التشجيع ومن ثم تقدموا لكل مرب بأن يجزي الطفل عن كل عمل مرغوب فيه يقوم به الطفل ولم يحددوا وجوب الإثابة لأنها تتسع وتضيق وتتباين باختلاف الأفراد والبيئات وتبعا لاختلاف حيثيات الموقف ومن ثم يستوي أن تكون المكافأة مادية أو معنوية "ومن المعروف أن أسلوب الترغيب إيجابي باقي الأثر.
_____________
1)    سويد ،محمد نور بن عبدالحفيظ ،منهج التربية النبوية للطفل، مع نماذج تطبيقية من حياة السلف الصالح وأقوال العلماء العاملين؛ ، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، الطبعة الأولى، 1419هـ - 1998م، ص 308.
2)    النحلاوي ،عبدالرحمن ، أصول التربية الإسلامية وأساليبها ،ط ،دمشق ،دار الفكر،1979،ص98.
دائم التأثير في الإنسان والرغبة الداخلية ويخاطب وجدانه ومشاعره وقلبه ،بينما أسلوب الترهيب سلبي ،لأنه يعتمد على الخوف وهو أي يزول بزوال المؤثر ،ولا بد من مراعاة الحكمة والاعتدال في استخدام أسلوب الترغيب والترهيب بحيث لا يؤدي الترغيب إلى المخادعة أو الخنوع ولا يؤدي الترهيب إلى الخوف أو الضعف أو الاستسلام. ومن الأمثلة القرآنية على أسلوب الترغيب قوله تعالى:{مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ}.وقوله تعالى:{ هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَان}.ومن الأمثلة على الترهيب قوله تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}. 
بعض الآباء يظن أن استخدام أسلوب الترهيب في تربية الأبناء هي الطريقة المثلى في تقويم سلوك الأبناء فتراه يضربهم على كل صغيرة وكبيرة ويشتمهم ويلعنهم، ويلوح دائماً باستخدام العصا حتى بات الأبناء في خوف دائم منه لأنهم يرونه دائماً عابساً بوجوههم لا يبتسم أبداً ولا يتجرأ الأطفال بالتفوه بأي كلمة أمام والدهم .. وإذا دخل والدهم البيت هرب الجميع.(1)
ماذا ننتظر من هؤلاء الأطفال الذين تربوا في هذا العنف ؟ هل سيكونون أسوياء في المستقبل ؟ هل سيعبرون عن أرائهم بكل حرية ؟ هل ستكون لديهم الجرأة في التعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم عند الإجحاف بحقوقهم ؟ هل سيتمكنون من الاندماج في المجتمع وتكوين صداقات جديدة ؟
هذا الأب الذي يستخدم الترهيب مع أبنائه لن يجني منهم سوى العناد والتمرد في المستقبل. ونتيجة لذلك يظن الأبناء أن الأسلوب الأمثل في التعامل مع أقرانهم هو الترهيب وخصوصاً مع من هم أصغر سناً ونجد هذا جلياً في المراحل الدنيا من التعليم. إن العنف لا يولد إلا عنفاً وربما نشأ الأطفال عدوانيين في سلوكياتهم مع أصدقائهم.
إن استخدام الترهيب مع الأبناء وسيلة غير نافعة وغير مجدية وغير فعالة فربما أطاع الابن والده أمامه خوفاً من العقاب ويفعل ما يحلو له عند غياب الأب، وربما قام الابن بإخفاء أي مضايقات يتعرض لها من فبل الآخرين خوفاً من أن يزجره الأب وذلك لأن الحوار مفقود بينهما بسبب الأب الذي لم لا يوجد في قاموسه سوى الضرب والسب والزجر وبالتالي لا يوجد حوار صريح بينه وبين ابنه ولا مكشفات بينهما.
ومن خلال تتبعي لما تبثه بعض وسائل الإعلام الغربية عن التربية أجد أنهم يميلون أكثر لاستخدام أسلوب الحوار مع الأطفال بينما في بعض المجتمعات الشرقية نجد أن الترهيب واستخدام العنف والضرب والزجر هو سيد الموقف عند تقويم سلوكيات الأبناء.(2)
_____________
1)    عقله ، محمد ، تربية الأولاد في الإسلام، عمان، مكتبة الرسالة الحديثة،1990،ص54.
2)    النحلاوي ،عبدالرحمن ، أصول التربية الإسلامية وأساليبها ،ط ،دمشق ،دار الفكر،1979،ص98.

إن الوسطية والاعتدال أمر مطلوب في كل الأحوال وخصوصاً في التربية فلا أرى بأساً من استخدام الضرب غير المبرح في حالات محدودة وكأخر الحلول فقد أمرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بأن نأمر أبنائنا بالصلاة في سن السابعة ونضربهم عليها في سن العاشرة.
الترغيب وسيلة فعالة وناجعة في التربية فلماذا لا يستخدمه الأب والمربي والمعلم من خلال تشجيع النشء على القيام بالأعمال التي يرغبها منهم باستخدام التحفيز وبإعطائهم الوعود الصادقة بمكافأتهم عند قيامهم بما هو مطلوب منهم وذلك لتعزيز مواقفهم وسلوكياتهم الإيجابية وهنا يجب أن ننبه بأن لا نستخدم هذا الأسلوب في كل وقت لكي لا يكون هناك اقتران شرطي لدى الطفل فتجده لا يلبي لك طلباً إلا بمكافأة.
يجب أن تكون هناك جرعات توعوية مكثفة للأسرة وللمربين عن أهمية استخدام أسلوب الترغيب والبعد عن الترهيب إلا في أضيق الأحوال حسب ما يقتضيه الموقف السلوكي.
وأخيراً : تذكر عزيزي القارئ أن الأبناء كالنبتة إن تعهدتها بالعناية والحرص تجدها تنمو وتثمر وتؤتي أكلها بإذن الله وستجني ثمارها والله لا يضيع اجر من أحسن عملا، وإن اهملتها لن تجني منها شيئاً سوى الخسران والندامة.(1)
أرجو أن أكون قد وفقت في إيصال الفكرة فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي، والله من وراء القصد.
يطلق الترغيب والترهيب على الوسائل الدافعة لفعل شيء أو لمانعه من فعله , ففى الإنسان حسب طبيعته الإنسانية جانبان: جانب الخير , وجانب الشر وتدور معه التربية الصحيحة بالترغيب والترهيب لتدفعه إلى الخير وتنمى في نفسه دوافعه , وتبعده عن الشر وتحاصر فيه!نوازعه.
ويمكن استخدام هذا الأسلوب في معاملة الطلاب وتربيتهم على الفضائل ومحاسن الأخلاق , فيكرم المعلم ويثبت من يظهر خلقا محمودا وسلوكا فاضلا , ويلوم ويعاتب بل ويعاقب من يظهر سلوكا مشينا على أن يكون العقاب ملائما للمخالفة ليحذر المخطئ العودة إلى خطئه , ويرتدع غيره عن صنيع فعله.(2)
واستخدام العقاب في التربية الإسلامية محاط بحدود دقيقة ففي البداية ينبغي التغافل عن خطأ الطفل لاسيما إن ستره عن غيره , فإذا عاد للخطأ مرة أخرى عاقبه المعلم سرا , فإن لم يرتدع يعاقب أمام زملائه فإن لم يرتدع ضربا تأديبا وزجرا ضربا غير مبرح ومتفقا مع حالة المعلم وسنه , , وألا يكون في المواضع الخطرة كالوجه والبطن وما إليهما ومن غير إسراف , وأن يكون يقصد التأديب والتربية. ويلجأ المعلم إلى العقوبة مستخدما التدريج , وأن يكون يقصد التأديب والتربية. ويلجأ المعلم إلى العقوبة مستخدما التدريج .
_____________
1)    عقله ، محمد ، تربية الأولاد في الإسلام، عمان، مكتبة الرسالة الحديثة،1990،ص57.
2)    النحلاوي ،عبدالرحمن ، أصول التربية الإسلامية وأساليبها ،ط ،دمشق ،دار الفكر،1979،ص98.
فهو مرة يهدد بعدم رضاء الله , وذلك أيسر التهديد وإن كان له فعله الشديد في نفوس المؤمنين ومرة يهدد بغضب الله صراحة وتلك درجة أشد , ومرة يحدد بحرب من الله ورسوله، ومرة يهدد بعقاب الآخرة , ثم يهدد بالعقاب في الدنيا ثم يوقع العقاب. وتل طريقة الإسلام في العقوبة بدرجات متفاوتة لدرجات من الناس , فمن الناس من تكفيه الإشارة البعيدة فيرتجف قلبه ويهتز وجدانه , ويعدل عما هو مقدم عليه من انحراف , ومنهم من لا يروعهم إلا الغضب الصريح , ومنهم من يكفيه التهديد بعذاب مؤجل التنفيذ , ومنهم من لابد من تقريب العصا منه حتى يراها على مقربة منه, ومنهم بعد ذلك فريق لابد أن يحس لذع العقوبة على جسمه لكي يستقيم. 
والمجال المناسب لاستخدام الترغيب والترهيب هو درس التهذيب في التربية الإسلامية. فمن أهداف تدري تدريس التهذيب مساعدة التلاميذ على تعديل السلوك الخاطئ لديهم , والوقوف على نماذج من السلوك البشرى فيها نقاء وصفاء حتى نستطيع أن نفيد بها. ومن وسائل تحقيق ذلك استخدام الترغيب والترهيب بعض نماذج من تلك المشاهد والرؤى في الوقت المناسب لها مع التعليق عليها وربطها بنظائرها في القرآن والسنة وتكرار المواقف وتعددها أمام التلاميذ أمر ضروري يساعد على إدراك مغزاها والتشبع بها.(1)
استنتاجات البحث:
فيما يخص أسلوب العقاب ينصح بعمل دورات تدريب للمعلمين لتوضيح وتصحيح بعض الاتجاهات السلبية المستخدمة في العقاب، ودراسة الحالات التي يلجأ فيها المعلم إلى استخدام هذا الاسلوب، وإشراك ولي الامر قبل أن يلجأ المعلم إلى استخدام أسلوب العقاب، وأن لا يكون العقاب حلاً اوليًا، وأن تسعى وزارة التربية لإيجاد رؤية موحدة اتجاه العقاب والترهيب.
التوضيح للمعلمين بأن أثر الترغيب والثواب في التعليم أقوى وأبقى من أثر العقاب والترهيب.
العمل على زيادة الوعي لدى المعلمين واولياء الامر للابتعاد عن استخدام العنف كوسيلة تربوية.
كدراسات وبحوث مستقبلية ينصح الباحثون بتوسيع مجال البحث ليشمل المدارس الثانوية، ودراسات لمعرفة مواقف أولياء الامور من العقاب البدني وأساليب التعامل مع المتعلمين الاخرى كي تعطي الاتجاه المفضل للاستعمال في المؤسسات التربوية.(2)

_____________
1)    سويد ،محمد نور بن عبدالحفيظ ،منهج التربية النبوية للطفل، مع نماذج تطبيقية من حياة السلف الصالح وأقوال العلماء العاملين؛ ، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، الطبعة الأولى، 1419هـ - 1998م، ص 309.
2)    النحلاوي ،عبدالرحمن ، أصول التربية الإسلامية وأساليبها ،ط ،دمشق ،دار الفكر،1979،ص98.


أخطاء تربوية في استخدام الترغيب والترهيب :
لا تخلوا تصرفاتنا اليومية التربوية من الوعيد أو الترغيب أو التهديد مع أبنائنا وطلابنا وكل من نريد تربيته وتوجيهه ، ولكن هل استخدامنا للترغيب والترهيب صحيح ؟
هناك أخطاء تربوية كثيرٌ ما نقع فيها عند استخدامنا للترغيب والترهيب ، وهي :
1) أن يَعِدَ المربي المتربي بوعود ترغيبية، ثم لا يفي بوعده. وهذا يغرس فيه عدم الثقة في وعود المربي سواء كان أباً أو معلماً. إضافة إلى أنه يُعَلِّم المتربي الكذب، كنتيجة تربوية لما يشاهده من سلوك القائم على أمره .
2) أن يَعِدَ المربي بوعود عقابية ثم لا ينفذ شيئاً من ذلك على وجه الاستمرار، وهذا يجعل المتربي لا يأبه ولا يكترث لتهديدات المربي؛ لأنه يعرف أنها بعيدة عن التطبيق، وبالتالي تقل جدواها التربوية .
3) الإفراط في استخدام الترغيب أو الترهيب فيصبح أثرهما ضعيفاً لكثرة ما يسمع ذلك من أبويه أو من معلمه .
4) الإفراط في الترهيب دون الترغيب، مما يجلب اليأس عند المتربي، حيث لا يقرع سمعه إلا العقاب والتهديد .
5) الإفراط في الترغيب دون الترهيب مما يدفع المتربي على التمادي، والتراخي، وعدم الجدية، ولا يعني هذا أن يتجه للترهيب، بل تقديم الترغيب أولى، يقول ابن سحنون في وصيته لمعلم ابنه : (لا تؤدبه إلا بالمدح ولطيف الكلام، وليس هو ممن يؤدب بالضرب والتعنيف) .
ولكن هناك مواقف يظهر فيها أولوية الترهيب، ومثال ذلك : أن يقترف الابن إثماً أو عملاً مشيناً، فالأولى هنا الترهيب .
فالمقصود أن على المربي أن يعتدل في استخدام الترغيب والترهيب، وأن يوائم بينهما، فلا يغلب أحدهما على الآخر, وأن يستخدم كل واحد منهما بحسب الحاجة .
_____________
1)    عقله ، محمد ، تربية الأولاد في الإسلام، عمان، مكتبة الرسالة الحديثة،1990،ص57.
2)    سويد ،محمد نور بن عبدالحفيظ ،منهج التربية النبوية للطفل، مع نماذج تطبيقية من حياة السلف الصالح وأقوال العلماء العاملين؛ ، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، الطبعة الأولى، 1419هـ - 1998م، ص 310.

ملحق صور :
صور الترغيب :

صور الترهيب :


المصادر و المراجع :
1)    القران الكريم .
2)    السنة النبوية .
3)    محمد عقله، تربية الأولاد في الإسلام، عمان، مكتبة الرسالة الحديثة (1990) .

4)    عبدالرحمن النحلاوي ، أصول التربية الإسلامية وأساليبها ،ط ،دمشق ،1979، دار الفكر 

5)    وضحه السويدي، تنمية القيم الخاصة بمادة التربية الإسلامية لدى تلميذات المرحلة الإعدادية،(1989).

6)    الجريبة ،ليلى ،أساليب التربية ، ط2، دار الصفا للنشر و التوزيع .


7)    سويد ،محمد نور بن عبدالحفيظ ،منهج التربية النبوية للطفل، مع نماذج تطبيقية من حياة السلف الصالح وأقوال العلماء العاملين؛ ، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، الطبعة الأولى، 1419هـ - 1998م.

كلمات دلالية

اخر الأخبار