الالتصاق بالهدف والاقتصاد في استخدام الموارد

تابعنا على:   13:54 2019-08-22

محمود مرداوي 

الشعوب التي تخضع للاحتلال لا يمكن أن تستقيم حياتها دون الخلاص من محتلها .
هذا الخلاص لا يتحقق إلا باستثمار الجهود بشكل جماعي لاستجماع واستثمار  الطاقات.
فعظمة الشعوب من خلال عظمة طلائعها.
مشروع التحرير يحتاج لموارد كبيرة، ومقدرات الشعوب لا تنفذ، لكن ينبغي أن تقتصد المقاومة في استخدام هذه المقدرات بما يتوافق مع احتياجات استمرارها حتى تحقق أهدافها، توازن بين احتياجات الصمود والعيش بكرامة وثبات وبين ممارسة الضغط على المحتل حتى لا يصبح احتلاله رخيصاً غير مدفوع الثمن .
ولكل محطة ومرحلة من النضال الوطني الفلسطيني ملامح ومفاتيح تحرك ماكنة المقاومة ، سمات هذه المرحلة في ظل التعقيدات والاجراءات مختلفة في توجيه وإدارة النضال الوطني الفلسطيني تعتمد على الصورة والرواية والكلمة الصادقة والحقيقة والذكرى والمشاهد الكامنة المكنوزة من طغيان الاحتلال وقهره وقمعه في قلوب وعقول الفلسطينيين.

الإعلام يلعب دوراً محورياً في الوصول والتخطي، الإرسال متيسر رخيص يمكن المستقبِل من التلقي ، يجعل التذكير بالمشهد والذكرى وإبراز الصورة وإرسال الرسالة في كل وقت ومكان بمنتهى السهولة واليسر ، حتى أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي السوشيال ميديا أحد أهم ميادين الصراع وساحات المواجهة العلنية والمخفية، تقاتل فيها كل التخصصات المتصارعة .
على الرغم من سهولة استخدامها وقلة تكاليفها قياساً مع اسلحة وميادين اخرى إلا أنها تملي على الفقير قليل الموارد التقنين والاقتصاد وإدارة المقدرات واستثمارها في المكان الصحيح ، ما يجري في الفضاء الافتراضي من مواجهات ضارية نحس فيها ونتأثر بنتاىجها في صراعات بينية بين الفصائل في الاونة الاخيرة الى جانب الجهود الموجهة ضد الاحتلال جهود مبددة لا توجه ضد العدو المركزي أسفرت عن نتائج وخيمة وأضرار جسيمة .
*بددت نسبة عالية من الجهود وحولتها من العدو المركزي إلى الخصومة الداخلية.
*زعزعت الثقة 
*قللت الهيبة 
*خدشت الحرمة للشعب الفلسطيني 
*تخطت الخطوط الحمراء
*كشفت عن الثغرات ونقاط الضعف وزودت العدو بمعلومات عن غير قصد 
*انزلقت وفتحت ثغرة أخرى للعدو يستفيد منها 
*أسهمت بتعزيز حالة من اليأس والقنوط من حتمية النصر.
*ما عاد الاحتلال يشكل العنوان وما عاد الهاشتاغ المتعلق بالاحتلال في غالبية الأحيان يصنع ترينداً في فلسطين .

إن الالتصاق بالغاية التي تشكل هدفاً تحددت وسائل وادوات لتحقيقه بناء على المقدرات والإمكانات وطبيعة الهدف يقتضي إدارة واقتصاداً في الموارد لضمان الاستمرار وسلامة الوجهة والمسار تعتبر قاعدة وأبجديات لنجاح المقاومة ، فلا ينبغي تبديد الجهود وضعف الاتصال بالهدف النهائي والارتباك والفوضى بالاولويات ، فتختلط الأمور فيصبح الصراع بين الفصائل المتخاصمة يتفوق في الأولويات والاهتمامات على العدو المركزي، يجب أن تنهي الفصائل هذه الحروب الجانبية التي تأتي على حساب إمكانات الشعب الفلسطيني في ظل هذا الحصار والشح في الإمكانات ، فلا بأس في الخصومة السياسية المضبوطة التي لا تأتي على حساب الجهود المبذولة من أجل مواجهة الاحتلال والالتصاق بالغايات وتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية المتمثلة بالتخلص من الاحتلال.

اخر الأخبار