"الرسمية الفلسطينية" لن تغضب نتنياهو أبدا!

تابعنا على:   08:57 2019-09-02

كتب حسن عصفور/ في خطوة "استعراضية"، أصدرت حكومة رام الله بيانا إعلاميا، بإلغاء التصنيفات الخاصة بتقسيم الضفة الى (أ ب ج)، وستعتبر من تاريخه كل الأراضي تابعة لها، ستبدأ في رسم مخططات البناء والاستثمار فيها وفقا لـ"المصالح الفلسطينية".

ولأنها خطوة بلا أسنان، فسلطات الاحتلال لم تقدم على الرد على بيان مسرحي، لكسب "شعبية وهمية" في ظل مصائب تلاحق هذه الحكومة بعد أن باعت "الوهم" للفلسطيني، وأدخلته في متاهات متلاحقة، ولأن السذاجة كانت هي الحاضرة تجاهلت هذه "الحكومة"، ان مثل هذه القرارات يجب ن تكون جزءا من موقف شامل، يتم الإعلان عنه من قبل "تنفيذية المنظمة" صاحبة الحق الأول في التعامل مع الاتفاقات، والحكومة ليست سوى جهة تنفيذية، ما لم تصبح حكومة دولة فلسطينية.

ويبدو، أن نتنياهو أراد أن يصفع حكومة سلطة الحكم المحدود بشكل عملي، فأعلن يوم الفاتح من سبتمبر 2019 وبصوت عال، ان المستوطنات في الضفة الغربية والقدس، هي جزء من "السيادة الإسرائيلية"، مضافا لها ما سبق الإعلان عنه، ان السيادة ستفرض على منطقة الأغوار، والأمن من البحر الى النهر سيكون إسرائيليا.

ما قاله نتنياهو ليس سوى إعلان عن "الواقع القائم"، حيث المستوطنات باتت جزءا من "دولة الكيان" منذ سنوات، وهناك مؤشرات عدة لتلك "الحقيقة" التي تجاهلتها عن "عمد سياسي" سلطة رام الله، وتنفيذية المنظمة، ولذا جاء تصريح رأس الطغمة الفاشية ليكشف "عورة" الرسمية الفلسطينية.

قبل فترة خرجت بعض الفصائل والشخصيات ترقص على أنغام صراخ رئيس سلطة المقاطعة، بأنه قرر بحث وقف التعامل مع الاتفاقات، وشكل لجنة وجدت لها صورة يتيمة في الاعلام، وغاب عنها أي موقف يمكن له أن يمنحها بعضا من "مصداقية"، لكنها غابت وأصبحت جزءا من كوم اللجان التي تشكلت منذ عام 2005 حتى تاريخه، غابت كلها عن الفعل سوى لجان قهر المواطن والموظف وأهل قطاع غزة، التي تنفذ قرارتها قبل أن تصل الى وسائل الإعلام.

إعلان نتنياهو، يمثل نهاية الوضع القائم واستبداله بوضع جديد، تصبح فيه مدن وبلدات الضفة كـ "مستوطنات" داخل "دولة إسرائيل اليهودية"، خاصة بعد ان تم فرض قوانين جديدة من قبل "الإدارة المدنية" في أساليب التعامل مع سكانها، وهو ما تتجاهله "القيادة الرسمية"، وبدلا من الذهاب لاتخاذ قرارات فعل ردا على انهاء "ملامح الكيانية الفلسطينية" خرجت أصواتها لتشرح أن القرار يمثل خرقا للقانون والاتفاقات...

نتنياهو، بدأ رسميا في تنفيذ الخطة الأمريكية بطريقته، ما سيضع أي اعلان لاحق لها أمام "واقع سياسي " عليها التكيف معه، وليس عكس ذلك.

موقف "الرسمية الفلسطينية" بات واضحا، انها لن تذهب الى أي خطوة يمكن ان تضعها في مواجهة مباشرة مع دولة الكيان وسلطات احتلالها، وأن ما تتطلع له ان لا يصل الغضب الإسرائيلي حدا بسحب بطاقات "الشخصيات المهمة" منها، ما يحرمها من التحرك بمرافقين ومسلحين، وسفر مرفه، لمن لا يملك "جوازا أجنبيا".

"رسمية" استبدلت صراعها مع المحتل بصراع مع المواطنين وخاصة في قطاع غزة، فمع كل قرار إسرائيلي ضد القضية الفلسطينية تذهب تلك "الرسمية" لتعاقب الانسان الفلسطيني.

السؤال، هل هذه "الرسمية" البليدة لا تزال تمثل "قيادة" للشعب الفلسطيني حقا...أم بات لها مسمى آخر...تلك هي المسألة التي تستحق التفكير!

ملاحظة: ما كان بين حزب الله وإسرائيل حدث محسوب تماما، له حسنة واحدة انه كشف حب الناس لضرب المحتلين، لكنه لا يستحق "حركة التطبيل السريع" من فصائل أصابها "العجز السياسي"...عفكرة غزة فعلت أكثر!

تنويه خاص: بيان مكتب رئيس حماس حول الوقود القطري، محاولة تبريرية فاقدة للمنطق...بيان شرعن لقطر وقف دعهما للنصف تحت ذريعة الخرق الإسرائيلي...فعلا "عذر أقبح من ذنب"!

اخر الأخبار