مصر ومعادلة سياسية جديدة مع قطاع غزة!

تابعنا على:   09:26 2019-09-09

كتب حسن عصفور/ سواء اعترف لم يعترف، القائمين على مسيرات كسر الحصار، بأنها فقدت كثيرا من قيمتها الكفاحية، وبدأت تنحو الى كونها "عبئ مضاف" الى أعباء قطاع غزة المتراكمة منذ العام 2007، وحصار فاق كل أشكال الحصار التي مرت في منطقتنا، وكلما زاد "عناد" القائمين عليها كلما تحولت الى سلاح مضاد، حيث أن كل ما يمكنها تحقيقه قد تلخص في نهاية الأمر الى معادلة تتراوح بين حين وآخر، وفقا لمسار "مناورة التسخين" محسوبا كان، ام "فرديا" كما حاولت حماس ان تصف عمليات خارج المألوف.

معادلة تهدئة مقابل مقال" لم تكمل طريقها، ويبدو أنها لن تكملها، بعد أن نجحت قوى إسرائيلية بالضغط لوقف نقل الحقائب المالية القطرية والحد منها كثيرا، بل دفعت قطر للاستجابة الى ذلك وتسحب يديها من تنفيذ مشاريع حيوية في قطاع غزة، وتخفض دعم أموال الوقود الى النصف، بعيدا عن مواقف ساذجة حاولت حماس تمريرها تبريرا للموقف القطري.

بعد تصعيد كاد ان يصل الى فتح معركة عسكرية واسعة، قد تخرج عن السيطرة، وصلت مصر مجددا الى قطاع غزة، في رحلة مهامها محددة، في ضوء لقاءات القاهرة بين حماس والمخابرات المصرية، التي كان لها دورا هاما في تعطيل عجلة التدهور الأمني في القطاع، وكذا تصريحات ملفتة للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقاء زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، حول مسؤولية مصر نحو قطاع غزة، ما يؤكد أن هناك "جديد" في المسؤولية المستقبلية، دون مساس بالتمثيل الوطني العام، ولكن دون أن يسمح بفيتو في غير مكانه وزمانه!

لذا الوفد الأمني المصري، سيعمل وفق تلك الإشارة، التي قد تفوق في بعض ملامحها معادلة "تهدئة مقابل تسهيلات"، المرتبطة بالعلاقة مع دولة الكيان، وتضع قواعد خاصة بالعلاقة بين مصر وقطاع غزة بما يعمل على تغيير قواعد المشهد السياسي، وفقا لكون قطاع غزة جزءا من "بعد مصر القومي – الأمني"، بكل ما يترتب على ذلك من مسؤوليات.

المعادلة التي سترى النور، تشمل فيما تشمل فتح باب الجامعات المصرية من جديد لتحتضن أبناء قطاع غزة، ومعها تنشيط باب التبادل الاقتصادي الى الحد الأعلى لكسر جانبا كبيرا من الحصار المفروض.

الرؤية المصرية "المستحدثة" لن تبقى المعادلة القديمة كما كانت بيد الكيان والفصائل، بل ستدخل لها وعليها "مضامين" تمنحها حيوية وفعالية، ولكنها تفترض أولا رؤية فصائلية جادة وعملية للوضع الأمني العام في قطاع غزة، خاصة في مواجهة "التكفيريين" بكل أشكالهم" وقطع دابر أي علاقة مع قوى الإرهاب في سيناء.

معادلة مصرية جديدة، قد تجد طريقها لكسر الحصار فعلا، ولمنع أي حرب عدوانية تفوق في تدميرها حروبا سابقة بعد الانتخابات الإسرائيلية، تمهيد لفرض واقع سياسي جديد يتماشى والخطة الأمريكية للسلام (صفقة ترامب).

التحرك المصري، ليس استنساخا لما سبق، ولكنه يحمل جديدا وفق تصريحات السيسي الأخيرة، التي اثارت الاهتمام بها توقيتا ومناسبة، باختياره لقاء مع شخصية عربية ليرسل رسالته السياسية لكل من يعنيه الأمر، حول أهمية القطاع للأمن القومي المصري.

هل تستطيع "قيادة غزة السياسية" إدراك البعد الجديد في الحراك المصري وتضع رؤيتها المقابلة، ام تستمر وفقا لمسارها الذي أصابه "اهتراء وطني وشعبي"...تلك هي المسألة.

ملاحظة: رئيس حركة حماس هنية، أشار الى أن هناك مؤامرة لتهجير شباب القطاع، وهذا صحيح جدا جدا، لكن من هم أطرافها، وهل فقط هم العدوين الأمريكي والإسرائيلي ام هناك من بين "أضلعنا" عدو كامن...فكروا أكثر!

تنويه خاص: الإعلام العبري يواصل حرب "الاستفراد" بحركة الجهاد، يعمل جاهدا لتحميلها مسؤولية حول أي تسخين...الهدف ليس فرق تسد فقط بل اضرب طرفا لترهب غيره...لعبة مش حتزبط!

كلمات دلالية

اخر الأخبار