جُمعة البيئة وجُمعة الكاوتشوك !

تابعنا على:   16:20 2019-09-25

توفيق أبو شومر

أمد/ "انتظروا جمعة البيئة العظيم" سيُنظَّم يوم، 27-9-2019م" ليس في غزة، بل في عواصم العالم.

هذا الشعار رفعتْهُ فتاةٌ سويدية صغيرة، في الصف التاسع، ولدت عام 2003م، اسمها Greta Thunberg ، هي أولا من ذوي الحاجات الخاصة، ومن أسرة فنيَّة، بدأتْ جهودها البيئية عام 2018م عندما كان عمرها خمسَ عشرة سنة، فرضتْ على والديها عدم استخدام مُلوثات البيئة، وامتنعت عن أكل اللحوم، كانت تخرج من المدرسة، وتحتج أمام البرلمان السويدي على انتهاك البيئة، كانت ترفع شعارا يقول: "إضراب طلاب المدارس حتى تنظيف البيئة" 

"أنا أُضرب من أجلكم"

 "أيها الكهول لا تهيمنوا على مستقبلنا"

في شهر أغسطس 2019 أبحرت الطفلة، غريتا، في سفينة صديقة للبيئة، تستخدم الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح فقط، أبحرتْ إلى نيويورك، استمرتْ الرحلة خمسة عشر يوما، لتحضر مؤتمرَ البيئة في الأمم المتحدة، لهذه السنة.

ألهمت، غريتا الطلابَ لكي يحتجوا ضد انتهاك البيئة في مائتين وسبعين مدينة في العالم، وبلغ عددهم مليونا ونصف المليون، يحتجون على الانتهاك البيئي!

أصبحتْ صورة هذه الفتاة غلافا لأشهر المجلات، وخطاباتُها في اليوتويب، أشهر الخطابات، ومنحتها الدولُ الجوائز، وفازت بأفضل مقال بيئي، قريبا ستصبح شعارا لدولة السويد!

غريتا ثانبيرغ، تستخدم شبكات التواصل الإعلامية بكفاءة، وتوزع المطويات على المشاركين في الاحتجاجات بجهودها الشخصية.

تستعد هذه الفتاة لإحياء يوم الجمعة العظيمة، يوم 27-9-2019م بمشاركة عدد كبير من أنصارها، باعتبار هذا اليوم يوما لخفض انبعاث الكربون، وفق اتفاقية باريس.

يومُ جمعتِها العظيمُ أعادني إلى يومِ جمعتنا في غزة، جُمعة الكاوتشوك، جمعةِ تجميع أطفالنا في مواجهة جيش الاحتلال، في مسيرات العودة في غزة. حيثُ يَجمعُ الكهولُ أطفالَ غزة، ممن هم في سن، غريتا ثانبيرغ، يشعلون عجلات السيارات المهترئة عند الحدود الفاصلة، بين غزة، وبين جيش الاحتلال، كشعارٍ احتجاجي ضد المحتلين الغاصبين، فيُقتلون بدم بارد، ومن يبقَ حيا يستنشق  الدخان السام، تختزنه أجسادُهم الغضة سرطاناتٍ مؤجَّلة!

إن ضحايا أطفال جمعة الكاوتشوك، الذين تجاوز عددهم الثلاثمائة شهيد بريءٍ، وعدة آلاف من إصابات الإعاقات، لم يحظوا بإعلامٍ مشابهٍ لإعلام الطفلة السويدية، غريتا، ولم أجد قصصا في شبكة الإنترنت تماثل قصة الفتاة ذات الستة عشر ربيعا، في محرك البحث غوغول، وفي شبكات التواصل الاجتماعية، الفيس بوك، والتويتر، ولم أجد صفحات موثَّقة في الشبكة حتى  لقصص الصحفيين المتطوعين، ممن قتلوا، أو أُصيبوا بإصابات أقعدتهم عن العمل.

هذا العدد الكبير من ضحايا أطفالنا الأبرياء، هم في الحقيقة ضحايا الاحتلال المجرم بالدرجة الأولى، ولكنهم في الوقت نفسِه ضحايا آبائهم الكهول، ممن صمتوا عن ركوبهم للمخاطر، ولم يقوموا حتى اليوم  بإعادة تقييم التجربة، واستخلاص العِبر والدروس، وتغيير التكتيك المُتَّبع، بحيث يكون الشعار  الأول لهذه المسيرات: "تجريم وتحريم مشاركة القاصرين في أنشطة هذه المسيرات الخطيرة، و تعديل نمط مشاركتهم، مع المحافظة على حياتهم!

 أقترح كل يوم جمعة:

 أن نعلم أطفالنا غرس الأشجار، وأن نُحبِّب إليهم تنظيف محيطهم، وأن نُنظِّم لهم حملات للتوعية البيئية، وأن نُدربهم على الإسعافات الأولية، ونشركهم في تنظيم حركة المرور في الشوارع، هذه المهمات، يمكنها أن تكون ذات تأثيرٍ كبيرٍ في ساحتنا النضالية ترسل للعالم أجمع أروع الرسائل:

"نحن نُحبُّ أطفالنا، نحافظ على أرواحهم، نُعِدُّهم للمستقبل"!!

كلمات دلالية

اخر الأخبار