غزة: معلم يبتكر طرقاً إبداعية لتعليم البرمجة دون استخدام الحاسوب

تابعنا على:   08:58 2019-10-04

أمد/  

غزة: ابتكر المعلم صلاح الجزار، من مدرسة الزهاوي الأساسية بمديرية تعليم غرب غزة، طُرقاً إبداعية لتعليم مادة البرمجة لطلبته في الصف الثامن الأساسي، بدون استخدام الحاسوب.

وتعليم البرمجة، يتم بالأساس عبر الحاسوب من خلال تعريف الطلبة بالأوامر واللبنات واللغات البرمجية الموجودة، وكيفية استخدامها للتعامل مع الصور والرسومات والصوت وأفلام الفيديو والموسيقي لإنتاج برنامج معين، أو إنتاج شكل محوسب، وفق ما وصل "دنيا الوطن". 

وبسبب الحصار المفروض على غزة، وجد المعلم الجزار نفسه أمام تحديات كبيرة أبرزها انقطاع الكهرباء عن مدرسته ونقص الحواسيب، فلم يستسلم وبادر بالعمل على تذليل الصعوبات، وكان لديه إصرار كبير على تعليم طلبته مادة البرمجة؛ حتى لو كان بدون استخدام الحاسوب.

فقام بتحليل المنهاج المقرر، ووجد تعلم البرمجة يركز على برنامج (سكراتش)، (SCRATCH) وهو عبارة عن  بيئة برمجة سهلة وبسيطة، تهدف إلى تنمية الإبداع والابتكار للمتعلمين، وتسمح لمستخدميها بإنشاء ألعابهم وقصصهم التفاعلية من خلال لغة برمجية بسيطة، مجانية ومفتوحة المصدر، تستخدم الكائنات الرسومية بدلاً من الأكواد المعقدة التي تستعمل عادة في لغات البرمجة الأخرى.

وبعد التعرف على برنامج (سكراتش) بشكل كامل شرع المعلم الجزار بإعداد بعض المجسمات والحاويات والألواح، وأطلق عليها مصطلحات تشابه مصطلحات علم البرمجة، وهذه المجسمات هي:  اللبنات البرمجية، وهي عبارة عن قطع مصنوعة من الكرتون والورق الملون، وحاوية اللبنات، وهي عبارة عن خزانة مصنوعة من الكرتون أيضاً، توضع بها اللبنات البرمجية،  والألواح المغناطيسية، وهي إطار خشبي به لوح معدني من صفائح سمن يتم استخدامه لتركيب اللبنات البرمجية.

كما قام المعلم صلاح بإعداد مجموعة من الأوراق المكتوب عليها الأوامر والإيقونات والإحداثيات التي تتشابه تماماً مع عناصر البرمجة الموجودة في البرنامج المحوسب، بحيث يستطيع الطالب محاكاة البرمجة والتفاعل معها وتطبيقها، وتعلمها بشكل يدوي.

وقد أدخل المعلم الجزار إنتاجه إلى الفصل، وشرع بتعليم الطلبة ووجد تفاعلاً قوياً.

ونوه الجزار، وهو خريج تخصص تعليم العلوم والتكنولوجيا من الجامعة الإسلامية بغزة عام 2012 إلى أن مبادرته تساعد في تبسيط وتجسيد مفاهيم البرمجة التي تعتمد على خلق واقع افتراضي، يوضع فيه الطلاب، فيستخدمون الألواح المغناطيسية واللبنات البرمجية في التعلم، ويتحول التعلم إلى لعبة مثيرة وشيقة، يملؤها المرح والتنافس.

يشار إلى أن هذه المبادرة والأفكار، قد أحدثت حراكاً في المدرسة وإشادة من قبل الطلبة والمعلمين، كما أنها تعد واحدة من المبادرات الأفكار الريادية التي يستخدمها المعلمون المبادرون في قطاع غزة، ضمن الاستفادة من المواد والخامات الموجودة في البيئة وتسخيرها للتعليم، إضافة إلى أنها تصنف ضمن المبادرات التي تأتي  للتغلب على الصعوبات التي تواجههم في عملهم، خاصة صعوبات نقص المواد والأجهزة وانقطاع الكهرباء.
 

اخر الأخبار