غربة غزاوية ...!!

تابعنا على:   09:27 2019-10-08

د. محمد أبوسمرة

أمد/ بعد شهر من وجودي في غزة بعد غيابٍ طويل عنها لأربع سنوات متتالية ، بدأتُ أشعر وكأنَّها هذه ليست غزة كنا نعرفها من قبل ..!!
شعرتُ أنَّ كل شيء قد تغيَّر فيها ..باتت مدينتتا الجميلة المسكينة ، غريبة عنا... مالذي جرى لك يامسقط الرأس ومهوى الفؤاد ... ؟؟!!!
مازلتُ أشعر بالصدمة والعجز ، وعدم القدرة على فهم مسار التغيير والتحوَّل الكبير الذي طرأ عليك خلال  هذه السنوات الأربع ، مع إدراكي لحجم التراكمات الهائلة طيلة السنوات الماضية ..!!، مما دفعني وأوصلني  إلى الحد والدرجة التي بتُ أتساءل فيها بمنتهى الاستغراب والاندهاش  : 
هل أنتِ غزة التي ولدنا وترعرنا وكافحنا وقاموا المحتل وناضلنا ضده فيها ؟؟!! ... ليست الناس هي الناس التي نعرفها ..!!، ولا الوجوه هي الوجوه ، وليست الشوراع هي الشوراع ، ولا الأسواق الشعبية والمحال التجارية والتجار والبائعين والمشترين والباعة الجائلين ، والحارات والأزقةو المباني والعمارات والبيوت والمدارس والمعاهد والجامعات ، تغيَّرت ..!!! ، أيضاً المساجد والجوامع العتيقة القديمة الجميلة ، لم تعد تلك التي تربينا وترعرعنا في جنباتها ومحاربها وزواياها .. ، حتى ملامح الناس وعيونهم ونظراوتهم وطريق وأسلوب كلامهم وكلماتهم ومصطلحاتهم ، لم تعد كما كانت ..!! ،  والبحر الذي عشقناه وعشقنا ودفنا بين رمال شواطئه وفي عمق مياهه وبين أمواجه مشاعرنا وأحاسيسنا وأسرارنا وهمومنا ، وكذلك ساحله وكورنيشه لم يعد ذلك البحر والساحل والكورنيش الذي يعرفنا ونعرفه ، ويحبنا ونحبه ، ويحن إلينا ونذوب شوقاً له ولرؤيته ، أصبح هو البحر الغريب عنا ، وبتنا نحن غرباء عنه..!!!
ياغزة : كأنك لستِ أنتِ التي كنتُ أعرفها من قبل ، ياجميلة مدن شرق البحر المتوسط..!!
أعذريني حبيبتي غزة ، لم تعودِ أنتِ التي أعرفها وتعرفني .. !!

كلمات دلالية

اخر الأخبار