واقع شباب اليوم مأساوي... من المسئول ؟؟؟

تابعنا على:   20:35 2019-10-09

باسل سلمان أبو عاذرة

أمد/ يعيش شباب اليوم ظروفاً يصبغها متغيرات متلاحقة على جميع الأصعدة ( هذه المتغيرات لا تخدم الشباب مطلقا ) فأصبح الشاب مهيئا للكثيرة من الاضطرابات مثل: القلق، الاكتئاب، السكر، الضغط، اللامبالاة، الاغتراب بأشكاله المتعددة كالاغتراب الموضوعي والذي يتمثل بالهجرة المؤقتة أو الدائمة خارج البلد و المجتمع . فضلاً عن الاغتراب الذاتي الذي يعبر عنه الفرد عادة بسلوك لا يوافق المجتمع كالسلبية واللامبالاة والعنف والجريمة. وبذلك ينعزل الفرد عن الجماعة وبالمقابل تنعزل الجماعة عن الفرد. وهذا أمر يدعو لنشوء تفكك في بنية الأسرة والمجتمع ككل
و مما لا شك فيه أن العامل الاقتصادي يلعب دوراً هاماً في إدراك الشباب لأهمية وقت الفراغ، وقد أتاح العصر الحالي قدراً كبيراً من أوقات الفراغ، وكان من نتائجه مشكلة البطالة التي أتاحت قدراً كبيراً من أوقات الفراغ، وعلى ذلك يؤسس أنه لا بد من إدراك حقيقة أن وقت الفراغ ووقت العمل هما الأساس الذي تنهض عليه التنمية والتطور الاجتماعي في المجتمع كله، ووقت العمل هو الوقت الذي نحقق من خلاله كسباً مادياً واستقلالاً اقتصادياً يمكن استثماره في تنمية دوافع العمل وتنمية الشباب عقلياً ونفسياً وبيولوجياً، والحياة في كافة الأزمنة لم تخلُ من تعقيدات ومشكلات تعود في جذورها إلى أسباب اقتصادية واجتماعية تنعكس سلباً على قدرات الشباب ونفسياتهم. وفي وقتنا الحالي باتت مسألة الفراغ مسألة واقعية تحمل بين طياتها العديد من المشكلات الحقيقية التي بات الشباب يعاني منها وأصبح الاهتمام بمشكلات الشباب التزاماً يتحمل مسؤوليتها الجميع وهنا يبرز السؤال الهام والأساسي :-
هل لقيت مشكلات الشباب الاهتمام الاجتماعي والرسمي اللازم؟؟ وهل الشباب قادر على الاندماج والمشاركة في قضايا المجتمع بظروفه المعقدة (أصلاً)؟؟؟
إن أهم ما يعانيه الشاب في يومنا هذا هو (البطالة) التي تنعكس سلباً واضحاً عليه وعلى المجتمع بصورة عامة، وكوننا نتحدث عن الشباب فلا بد أن نذكر أنه في بلادنا تزداد بطالة الشباب وتتسع حيث بلغت نسبة البطالة بين الشباب بشكل عام في فلسطين فوق 40 % ففي قطاع غزة بلغت ما يقارب 60% وهذه النسبة قد تظهر انعكاس مشكلة البطالة على نفوس الشباب والنتائج السلبية المترتبة نتيجة ذلك والمنطق يقتضي النظر إلى الشباب كمعنيين بالدرجة الأولى بل ومساهمين في حل هذه المشكلة وليسوا المسببين لها، وهذا يتطلب التشديد على ضرورة تشجيع الشباب على المشاركة في مناحي الحياة جميعها أي عدم تهميشهم أو تحجيم دورهم ومكانتهم وضرورة إشراكهم في وضع السياسات الخاصة بهم وعند وضعها حيز التنفيذ، وهذا يقتضي إدراج مشكلات الشباب وهمومهم في صدر أولويات خطط التنمية الوطنية حيث تبدي الخطط الاستجابات الملائمة لتطلعات الشباب، كذلك لا بد من توسيع دور الرؤية لدى الشباب ومهامهم في حل المشكلات والأطروحات الوطنية ولا بد من التوقف عند دور الشباب في الحياة العامة ولا بد من التأكيد على أن الحل الأمثل لمشكلات الشباب بما في ذلك توفر فرص العمل لهم يبدأ من خلال مشاركة أجيال الشباب واندماجها في عملية التنمية والإدارة السياسية الديمقراطية ومن ثم وجوب تدريبهم على ممارسة هذه المسؤولية في المؤسسات.
أخيرا إن عدم اهتمام أصحاب القرار بجميع مكوناتهم وألوانهم عن توفير فرص عمل للشباب يترتب عليه مواقف سلبية في الانتماء للوطن ومن ثم السخط عليهم ناهيك عن الانحراف والتفكك لذلك يتوجب زيادة الاهتمام والوعي بمشكلات تشغيل الشباب والتي يجب وضعها في قائمة التدابير التي يجب اتخاذها بهذا الشأن إذ لم يعد من الممكن أو المسموح به تجاهل الشباب كفئة اجتماعية عريضة وتناول مشكلاتهم فالشباب طاقة هائلة ومن المجحف تبديد هذه الطاقة، وهم يشكلون في الوقت ذاته مصدر خطر جسيم في حالة إهمالهم أو تجاهلهم وليس من المتصور في مجتمعاتنا الراهنة وجود مجتمع لا يواجه مشكلات شبابية بصورها ومظاهرها المختلفة والاتفاق على تجاهل الشباب واستبعادهم بتهميش دورهم وعطائهم يشكل دون شك خللاً استراتيجياً في شروط نجاح التنمية الشاملة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نصرت بالشباب )
قال تعالى " وقفوهم إنهم مسئولون "
 

اخر الأخبار