سياسة التعنت والقهر

تابعنا على:   13:44 2019-10-10

خالد صادق

أمد/ اليوم يدخل اضراب الاسير القائد طارق قعدان يومه الواحد والسبعين, ورغم سوء وضعه الصحي وسقوطه مغشيا عليه مما ادى لكسر قدمه, ودخوله مرحلة الخطر الشديد, الا ان الاحتلال قام بتجديد اعتقاله الاداري لمدة ستة اشهر للأسير قابلة للتجديد, وهذا ان دل فإنما يدل على عنصرية هذا الاحتلال, وتعامله المنحط والسيء والفج مع الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية, متجاوزا ابسط حقوقهم المعيشية, والغريب والعجيب ان كل هذا يحدث والمنظمات التي تعنى بحقوق الاسرى لم تحرك ساكنا, ولم تستنكر ممارسات الاحتلال القمعية بحق الاسرى, ولا انتهاكته لأبسط قواعد حقوق الانسان التي اقرتها المؤسسات الدولية, وكأن الاسرى الفلسطينيين يجب ان يعيشوا خارج نطاق القانون, فلا تسرى عليهم قوانين حقوق الاسرى وطرق معاملاتهم وفق القانون والشرائع الدولية, وهذه سياسة متعمدة الهدف منها كسر ارادة الاسرى, ومحاولة النيل منهم, ومعاقبتهم على نهجهم المقاوم الذي سلكوه لمواجهة الاحتلال والتصدي لمؤامراته ومخططاته, وكأن العالم بمؤسساته الحقوقية والدولية مسخر لخدمة "اسرائيل" ومعاقبة الفلسطينيين.

الاحتلال وبعد سبعين يوما من اضراب القائد طارق قعدان, خرج بقرار التجديد الاداري له, ليوصل اليه رسالة واضحة ان معركة الامعاء الخاوية التي تخوضها منذ سبعين يوما لن تصل بك الى التحرر من الاسر, وان التجديد لفترة اعتقال اداري اخرى يأتي كرد على سياسة الضغط التي تضغط بها علينا, وتدلل على ان هذا الاضراب لن يمنحك شيء, وان سياسة الاعتقال الاداري لن تتوقف مهما خضتم ايها الاسرى من اضرابات, فهذه السياسة هي التي تضمن لنا ان نبقى نمارس عليكم الضغط والقهر حتى نكسر ارادتكم, بهذا المنطق تواجه "اسرائيل" معركة القائد طارق قعدان, لكن كل هذا القهر لم يكسر ارادة الاسرى, ولم يدفع القائد قعدان لفك اضرابه المفتوح عن الطعام, وهو يثق تماما في حتمية النصر والخضوع لمطالبه, فلا تجديد الاعتقال الاداري سيدفعة لوقف اضرابه المفتوح عن الطعام, ولا تعرض حياته للخطر الشديد سيدفعه الى ذلك, فهو عندما اتخذ قرار الاضراب عن الطعام كان يعلم جيدا طبيعة هذه المعركة والمخاطر التي سيتعرض لها, لكنها الارادة التي تتحدى كل شيء لأجل الحرية, والقائد طارق قعدان اهلا لها ولن يتوقف نضاله حتى نيل حريته.

تهديدات الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي القائد زياد النخالة للاحتلال بأنه سيكون هناك رد قوي اذا استشهد أي من الاسرى المضربين عن الطعام في السجون الصهيونية, لم تكن مجرد تصريحات جماهيرية, والاحتلال يدرك ذلك جيدا, ويعلم ان استشهاد طارق او أي من زملائه في معركة الامعاء الخاوية لا سمح الله لن يمر مرور الكرام, وسيؤدى الى معركة غير محسوبة النتائج, والاحتلال لا يعرف الى اين ستصل الامور, لكنه في نفس الوقت يعلم جيدا مكانة الاسرى لدى شعبنا وفصائله المختلفة, وان هذا الشعب ضحى كثيرا وسيضحي من اجل الاسرى, الاحتلال الذي فقد جنودا له في غزة يدرك تماما ان هذا الشعب تعرض للحروب والحصار والاغلاق والحرمان من ابسط مناحي الحياة والفقر والبطالة المستشرية, كل ذلك تحمله الشعب من اجل الاسرى, وهو مستعد ان يتحمل اكثر في سبيل الخروج بصفقة تبادل مشرفة نبيض فيها السجون من الاسرى, وينعمون بحريتهم بعيدا عن قيود الاحتلال الصهيوني وعذاباته, لذلك لن تتوقف المعارك مع الاحتلال سواء داخل السجن او خارجه, حتى يكتب الله الحرية للأسرى جميعا, والنصر على الاحتلال.

اخر الأخبار