احترف ثلاث رياضات.. اللاعب صلاح "قصة حلم" تبلورت لتصبح حقيقة

تابعنا على:   22:30 2019-10-19

أمد/ غزة - أروى صلاح: من قلعة مدينة رفح جنوب قطاع غزة، خفقت القلوب لحلم شارف على بلوغ الحقيقة، في بلد تزداد صعوباتها أمام الشباب وتقتل ملايين الأحلام، لكن اللاعب الفلسطيني أحمد باسل صلاح (21عاماً) أثبت عكس ذلك ليصبح بطلاً رياضياً محترفاً لثلاثة أندية رياضية. 

طموح صلاح يمتزج بمعاناة الحرب

داخل الحي الذي يقطن به صلاح، وبالتحديد بالقرب من الحدود المصرية الفلسطينية، وتحت قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي، أبصر أحمد على عائلة حلم كبيرها بابن يكون أمل لبلاده، وأم دعمته منذ البداية ليتحدى جميع المعيقات التي تواجهه، ليجعل لنفسه هدفاً واحداً من أجل البقاء، وليحمل فوق كاهله الكثير من الطموح والموهبة الفريدة التي جعلته يمارس ثلاث ألعاب مختلفة في آن واحد دون إحداث خلل بينهم، وإكماله لمسيرته التعليمية بدراسة قسم التربية الرياضية في جامعة الأقصى. 

يحترف ثلاثة أندية في آن واحد
لم يكن صعباً على أحمد أن يمسك الكرة بين يديه يشكلها في كل مرة بما يتوافق مع الملعب، فلعلها في التشكيلة الأولى يثبت فوق الأرض ليقذفها داخل سلة دائرية، والثانية يصوبها نحو المرمى، أما الثالثة يطير ليكون حائط صد خلف شبكة، وأمام خصم في الجانب الآخر ليحقق الفوز لفريقه.  

وقال خلال حديث له: "لم يكن لدي أي فكرة بأني سأمارس ثلاث رياضات في آن واحد يوماً ما، ولكن الشغف دفعني لاحترافهما، فكانت البداية من كره اليد التي كنت أمارسها في صغري مع زملائي في المدرسة خلال حصة الرياضة المخصصة،  وأكون حارس مرمى في الفريق، ليكتشف موهبتي الكابتن تامر جودة ويقرر إلحاقي بفريق نادي خدمات رفح، ومن ثم انتقلت إلى نادي خدمات تل السلطان الرياضي، ومؤخراً إلى نادي خدمات النصيرات الرياضي". 

وأضاف: "لم أكتف بهذا، فكانت حكايتي مع كرة الطائرة مشابهة لكرة اليد، حينما كنت أمارسها في أوقات الفراغ مع زملائي في المدرسة، واستمريت في ممارستها خلال حياتي الجامعية، ليكتشف موهبتي لاعب نادي خدمات جباليا ومنتخب فلسطين حسن أبو زعيتر، ويلحقني إلى فريق نادي خدمات جباليا في الوقت الذي كان النادي على موعد مع بطولة للناشئين".

وسرد قائلاً: "أثناء مشاهدتي للاعب نادي خدمات رفح محمود أبو شعر، الذي كان يمارس أمامي كرة السلة، إ1 أُعجبت بطريقة لعبه، فأصبح لدي طموح لضرورة معرفة قوانين اللعبة واحترافي لها".

 الحياة الرياضية وعدم توفر الأندية
 يبدأ أحمد صباحه منذ شروق الشمس ليتجه راكضاً إلى شاطئ مدينة رفح ليمارس طقوسه الرياضية، بمعدل ساعتين إلى ثلاث ساعات يومياً، ليكن قادراً على الإلمام بجميع قوانين اللعبة، وتنشيط لياقته العالية التي سمحت له باحتراف ثلاث ألعاب مختلفة.  

وقال: "إننا نعاني من عدم توفر الإمكانيات اللازمة داخل الأندية الرياضية لممارسة التمارين المطلوبة، وحصر الأندية لنا كلاعبين، وعدم توفر دعم ومدربين محترفين لمتابعتنا".

وحصل صلاح على بطولة دوري كرة الطائرة مع نادي خدمات جباليا، وبطولة كأس السوبر لكرة اليد مع فريق خدمات النصيرات، وتتويجه باللقب الأول لنادي خدمات رفح بكأس قطاع غزة لكرة السلة.  

أما عن مشاركته مع المنتخب الفلسطيني لكرة الطائرة في التصفيات المؤهلة لكأس الاتحاد الآسيوي لهذا العام في البحرين، فإن صلاح لم يوفق به نتيجة عدم التحضير الجيد لأعضاء الفريق، واندماجهم وتدريبهم مع فريق الضفة المحتلة، بسبب وصولهم إلى مملكة البحرين متأخرين، وعدم وجود وقت للتدريب، نتيجة تأخر الجانب الإسرائيلي في إصدار موافقة على التصريح لسفرهم.  

وتابع: "المشكلة الأساسية للرياضيين في غزة، هي أن لاعب المنتخب الفلسطيني مقيد الحركة، ومشاركته في أي بطولة مرتبطة بالحصول على تصريح من الجانب الإسرائيلي، وكان هذا السبب الأكبر لعدم حصولنا على الفوز، ولكننا لا نختلف عن اللاعبين في أي دولة، بل إننا نملك أحلاماً وطموحاً لتحدي الظروف بشكل أكبر". 

وأشار إلى معاناة اللاعبين مع الأندية بالرغم من امتلاكهم الموهبة وباعتبارهم لاعبين محترفين، إلى جانب معاناتهم الأكبر بسبب الوضع الاقتصادي القائم والحصار المفروض على القطاع.

وأوضح "أننا كلاعبين لم نحصل على راتب رسمي من الأندية، فحالنا كلاعبين رياضيين محترفين في غزة، ليس كحال اللاعبين خارج فلسطين"، مردفاً: "بل يجب علينا العمل إلى جانب النشاطات الرياضية لتوفير أبسط احتياجاتنا كلاعبين". 

ولفت إلى أنه كلاعب رياضي في غزة يحصل على مكافأة شهرية تبلغ ما بين 200 إلى 250 دولاراً فقط، وجميعها لا تكفي للمصاريف الشخصية حتى يكمل حلمه الرياضي.

طموحاته ورسالته

ويطمح صلاح في المستقبل القريب، باللعب مع اللاعب المصري لكرة الطائرة أحمد صلاح، والكثير من اللاعبين في الوطن العربي.  

ووجه رسالته إلى رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب، مطالباً بضرورة النظر إلى اللاعبين في المحافظات الجنوبية، ودمجهم مع جميع محافظات الوطن، وعدم التفريق بينهم.

كما طالب بتوفير مجمعات رياضية في غزة بأقرب وقت، وتوفير الأجهزة الرياضية اللازمة للأندية، وتنفيذ معسكرات للمنتخبات المشاركة في البطولات الخارجية بمعدل شهر على أقل قبل البطولة.

وأردف قائلاً: "من حقنا أن نحلم في تمثيل بلادنا فلسطين"، فهو يحلم أن يمثل منتخب فلسطين في البطولات الدولية ليوصل رسالة أن الشعب الفلسطيني ما زال يقاوم من أجل الوطن. 

مدرب صلاح
وقال الكابتن تامر جودة مدرب تربية رياضية وبدنية في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، إن "طموح أحمد، كان فوق المعتاد وحبه للتعلم كان مميز، والتزامه بشكل كبير في جميع النوادي وإتقانه لجميع التمارين وتقبله الدائم للنصائح". 

وأكد على أن حالة أحمد كانت نادرة ومن الصعب تكرارها في السنوات القريبة المقبلة.

كلمات دلالية

اخر الأخبار