بيان حماس الأخير...حين تضرب الانتهازية السياسية بأطنابها

تابعنا على:   11:06 2019-10-20

رامي عبدالله

أمد/ توالت ردود الفعل الدولية والإقليمية عقب العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا بالشمال السوري تحت مسمى أطلق عليها "نبع السلام". وقد طالبت العديد من الدول أنقرة بوقف هجومها الذي سيؤدي حتماً إلى زعزعة استقرار المنطقة وأمنها، في حين ساندت بعض الجماعات الموالية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحركات الجيش التركي داخل التراب السوري.
نسلط الضوء في مقال اليوم على بيان حركة حماس الإسلامية الأخير في خصوص العملية العسكرية التركية في سوريا.
أصدرت حركة حماس صباح الاثنين الرابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول بياناً حول الأحداث الجارية في شمال شرق سوريا أعلنت فيه تفهّماً لما اعتبرته حق تركيا في حماية حدودها وإزالة التهديدات التي تمسّ أمنها القومي أمام عبث بعض الجماعات التي تتلقى تمويلات سخية من أطراف خارجية تسعى لضرب الأمن القومي العربي والإسلامي.
الموقف الحمساوي وإن كان متوقعاً نظراً للعلاقة الدافئة التي تجمع قيادات هذه الحركة بأنقرة، إلا أن البيان الأخير تسبب في موجة انتقادات واسعة داخل الأوساط الإعلامية العربية نظراً للانتهازية السياسية والميكيافلية المتطرفة التي أضحت حماس تنتهجها بكل صفاقة في سياساتها الخارجية، فحماس التي تقتات على التجارة بقضية الشعب الفلسطيني التواق للحرية لم تكلف نفسها عناء الإشارة تلميحاً أو تصريحاً إلى الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الكردي المضطهد لاسيما وأن القاصي والداني يعلم حجم التجاوزات التي طالت المدنيين الأكراد منذ انطلاق الحملة التركية.
يرى الكثير من المحللين أن مواقف الحمساويين الأخيرة تكشف بوضوح أن حركة حماس قد أتقنت كل فنون السياسة وألاعيبها خالعة عنها بذلك كل اسدالات العفة والاخلاقوية الزائفة التي لطالما روجت لها سابقاً، فازدواجية الخطاب الذي تضمنها هذا البيان خير دليل على ذلك، فرغم المساندة المطلقة التي أبداها رجال الحركة للجيش التركي في عمليته داخل التراب السوري فقد دعوا في ذات البيان إلى "ضمان وحدة الأراضي السورية وتماسكها" ما يعد تناقضاً صريحاً وانتهازية مفضوحة.
تدرك حماس اليوم أن العداوة لا تدوم وكذا الحال مع الصداقة لهذا لم يعد يُتوقع منها أي بيانات نارية أو مواقف حدية ما يفسر سر سعيها لاستمالة إيران حليفة سوريا الأولى وتركيا في آن واحد، فدونما الانتهازية السياسة بما هي الممارسة الواعية للاستفادة الأنانية من الظروف، لا يمكن لحركة الحماس الإسلامية استعادة وزنها الإقليمي التي بدأت تفقده منذ مدة.

اخر الأخبار