سخط إيراني بسبب بيان حركة حماس حول العملية التركية في سوريا

تابعنا على:   11:20 2019-10-20

لارا أحمد

أمد/ تحولت الأراضي السورية منذ أكثر من خمسة سنوات إلى أرض نزاع تعددت فيها الأطراف المتقاتلة ودوافعها، ما بين تركيا التي تسعى إلى تحجيم مساحة الأراضي السورية الواقعة تحت سيطرة الأكراد وروسيا التي لا رغب في خسارة حليفها الاستراتيجي بشار الأسد كلفها ذلك ما كلف وهو ما تشترك فيه مع طهران وميلشيات حزب الله التي لم تتخاذل لحظة في مساندة النظام السوري منذ بداية الربيع السوري، والغرب الذي يخشى تحول سوريا إلى معقل للجماعات الإسلامية المتطرفة أو أفغانستان جديدة.
اليوم ومع توغل القوات التركية داخل التراب السوري يبدو أن الصراع سيتخذ منحى جديداً قد يؤثر على أمن المنطقة ككل.
نسلط الضوء في مقال اليوم على العملية العسكرية التركية شمال سوريا وأبرز ردود الأفعال والتعليقات تجاهها.
بمجرد أن اخترقت أول دبابة تركية الأراضي السورية بهدف تصفية الجماعات الكردية المسلحة، توالت رسائل الشجب والرفض الدولية الداعية لضبط النفس وإعمال العقل بدل منطق التشفي والتصفية الذي يسيطر على الخطاب الرسمي التركي في هذا الخصوص.
حماس تشق الصف العربي
خلافاً لإجماع الدول عربية حكومة وشعباً على إدانة العدوان التركي على سوريا خيرت حركة حماس الإسلامية الانحياز إلى حليفها التركي في خطورة رأى فيها البعض محاولة جديدة من القيادات الحمساوية للتقرب من أنقرة بهدف تجاوز الخلافات التي نشبت مؤخراً بين الحلفين الاستراتجيين بعد ترحيل عدد من قيادات حماس من الأراضي التركية.
يظهر من بيان حماس الذي نشرته للعموم صباح الاثنين الرابع عشر من أكتوبر تشرين الأول محاولة التملق الصريح الذي تنتهجه القيادة الحمساوية لكسب ود الحكومة التركية لاسيما وأن تركيا تمثل المعقل الأول لحماس لإدارة أعمالها وعقد صفقاتها، فتبرير عدم احترام تركيا لسيادة الأراضي السورية واعتبار ذلك دفاع مشروع عن الأمن القومي للشعب التركي لا يمكن أن ينطلي بسهولة على المتابع العربي الذي أضحى اليوم وبفعل تواتر الأزمات على المنطقة خبيراً استراتجياً في الطرق الملتوية التي تنتهجها بعض الجماعات لتبرير مواقفها السياسية المتناقضة.
إيران تدخل على الخط
الوقع السلبي للبيان الذي أصدرته حماس لم يقتصر على المواطن العربي البسيط الذي يرفض أن تنتهك سيادة أي دولة عربية بل شمل أيضاً السلطات الإيرانية التي بدأت تشعر بنوع من عدم الارتياح لمواقف حماس لاسيما وأن هذا البيان يشرعن استباحة السيادة السورية ما يقوض الأساس الذي قام عليه التحالف الوثيق بين النظام الإيراني وبشار الأسد، فطهران تعتبر مساعدتها لبشار تدعيماً للسيادة السورية وللشعب السوري.
تجدر الإشارة إلى أن القيادات الحمساوية حاولت استمالة نظام الملالي في بيانها عبر دعواتها لاحترام السيادة السورية، إلا أن الكواليس التي تأتينا من طهران تشير إلى أن هذه الخدع لا تنطلي على الإيرانيين الذي لا يحبذون أنصاف الحقائق وأنصاف المواقف.

اخر الأخبار