صحفي من غزة يوثق الحياة المائية في "أعماق البحر"- صور وفيديو

تابعنا على:   00:00 2019-10-21

أمد/ غزة- أحلام عفانة: نقل الصورة من عمق البحر يعتبر حدثاً نادراً بالنسبة لقطاع غزة، الذي انشغل ومصوريه بالأحداث السياسية والمجريات الميدانية المتسارعة، إلى أن استطاع مصور صحفي توثيق الحياة المائية في بحر غزة، إذ نجح في نقل مشاهد جمالية من عمق البحر في مناطق لم تغزها عدسات الكاميرات من قبل.

الصحفي محمد أسعد محيسن (35 عاماً)، عشق التصوير منذ زمن حتى تمكن من صقل هوايته ليتحول إلى مصور محترف لدرجة وضعته في مكانة متميزة، إذ يعمل لدى عدة وسائل إعلام عربية ودولية.

وقال محيسن لـ "أمد للإعلام": "أعمل مصوراً صحفياً منذ 12 عاماً حصلت خلالها على 10 جوائز عربية دولية في مجال التصوير، ثم بدأت هواية التصوير تحت الماء منذ 6 أعوام تقريباً من خلال رحلاتي واحتكاكي بمجموعة راكبي الموج والقوارب الشراعية، وبدأت باستقلال مراكب والدخول إلى البحر أو السباحة لمئات الأمتار".

ومؤخراً تطورت إمكانيات محيسن، بعد حصوله قبل ثلاثة أعوام على كاميرا من نوع "جوبرو" التي تمكن من خلالها التصوير تحت الماء، حتى استطاع توثيق أنشطة الصيادين تحت الماء بطرق صيدهم المختلفة، وصولاً إلى مرافقة الغواصين الذين يصطادون بـ "المسدس البحري" وهي طريقة صيد معروفة على مستوى العالم إذ يتنافس الغواصون فيها بأعماق مختلفة وقدرة نفس أطول.

وأضاف: "خلال رحلاتي وجدت الكثير من الصخور والمشاهد الجميلة، كما وجدت الأسماك الدائمة التي تأتي إلى شاطئ غزة، وبعضها الموسمي المهاجر الذي يمر أمام الشاطئ".

وتابع قائلاً: "الناس يتعاملون مع الأسماك كما هي في الأسواق أو على طبق الطعام، ولكنهم لم يعرفوا عنها شيئاً أو كيف تتنقل في الماء، وكيف تعيش وتنام بين الصخور، تلك الحالات التي أغوص في الأعماق كيف أكتشفها وأتعرف عليها"، مضيفاً: "أسرار هذا البحر ربما لا يعرفه سوى بعض الصيادين الذين يمتلكون نظارات مائية خلال عملهم".

وأردف لـ "أمد للإعلام": "خلال عملي على توثيق عملية الصيد، كل يوم أشاهد وأكتشف شيئاً جديداً، إذ أن الأسماك وجدتها تعيش في أسراب مجتمعة، وأخرى تعيش منفردة، كما أنها تعيش كقبائل وعائلات".

ويعكف محيسن حالياً على إنتاج فيلم حول الصيد بـ "المسدس البحري"، يوضح خلاله "كيف تعمل هذه الفئة من الغواصين، وماذا ينقصها، وكيف تحصل على معداتها، وطرق الصيد المختلفة بالليل والنهار، والأنواع التي يحصلون عليها".

التلوث هي مشكلة متفاقمة يعانيها بحر قطاع غزة، وذلك بسبب أزمة الصرف الصحي، ما يؤثر بالسلب على الحصول على صورة جيدة، سوى انتظار تقلب المناخ وهبوب الرياح الشمالية مع بدء موسم الخريف، إذ تأتى بالمياه النظيفة وتنقل التلوث جنوباً، عوضاً عن صفاء مياه البحر خلال الأشهر (9/10/11) وصولاً إلى فصل الشتاء الذي تكون فيه المياه نظيفة في اعتدال البحر.

وأشار إلى أن الغوص يتم بطريقة "الغوص الحر" وهو ما يعتمد على طول النفس، دون الاعتماد على أجهزة تنفس خارجية، موضحاً: "دقيقة تزيد أو تنقص مع عمق لا يتجاوز 5 أمتار تقريباً هي قدرتي في توثيق الصيد والغوص في الحياة المائية، علماً بأن الصخور تتواجد عند أعماق متفاوتة".

وبيّن محيسن أن عدم توفر المعدات بشكل دائم من أهم الصعوبات التي تواجه هذه المهمة، حيث أن الأدوات التي يستخدمها: "زعانف، ونظارة، وكاميرا جوبرو"، مضيفاً أن "الصورة تكون متواضعة أيضاً وذلك لعدم توفر كاميرات مائية كبيرة، وعدم توفر بدلة غوص وأكسجين".

وأعرب محيسن عن أمله في أن يتمرن بشكل أكبر ويحصل على دورات تدريبية للتمكن من امتلاك نفس أطول والوصول إلى أعماق أكثر، حتى يتسنى له تحقيق إنجازات وتقديم مواد أفضل عن بيئتنا البحرية.

اخر الأخبار