وصلنا للتطبيع الأمني

تابعنا على:   15:49 2019-10-21

خالد صادق

أمد/ تسابق مملكة البحرين الزمن وتلهث وراء التطبيع مع الاحتلال الصهيوني, فبعد ان استضافت مؤتمر الدوحة الاقتصادي الذي يكشف عن الشق الاقتصادي فيما تسمى بصفقة القرن المشؤومة, حيث شارك اسرائيليون في هذا المؤتمر الذي قاطعته السلطة الفلسطينية عادت البحرين مجددا لتستضيف الاحتلال في مؤتمر امني لتدلل على قناعتها وايمانها المطلق بدور «اسرائيل» في المنطقة لحماية العروش العربية الواهنة, حيث ان البحرين لم تكتف بالتطبيع السياسي, والتطبيع الاقتصادي, وانتقلت الى التطبيع الامني, فما هي المعلومات الامنية التي ستقدمها البحرين لإسرائيل, وماذا بمكن لإسرائيل ان تقدم من معلومات امنية للبحرين ودول المنطقة, سوى زيادة الفرقة بينهم, وخلق العداوات والبغضاء, واثارة المشكلات والنزعات الطائفية, هذا دور لعبه اليهود في كل العصور والازمات, وهى صفة تلازمهم دائما, فهم لا يتعايشون الا في اجواء متوترة ومشحونة.

مملكة البحرين لا يعنيها ردة فعل الفلسطينيين على خطواتهم التطبيعية مع الاحتلال, وفي كل لحظة يؤكدون ولاءهم لما تسمى بدولة «اسرائيل» فهم يحتفلون بالأعياد اليهودية, ويفتحون المجال لليهود لإقامة طقوسهم الدينية في البحرين, وقادة البحرين يهنئون اليهود بأعيادهم, ويستضيفون المغتصبين الصهاينة في كل المحافل, وينظمون الزيارات الرسمية والشعبية للأراضي المحتلة, فقد وصلوا الى قناعة ان مملكتهم قائمة وقوية طالما بقيت «اسرائيل» قائمة وقوية, لذلك تشابكت المصالح بينهما, ويسعون الى اقامة تحالف مع الشيطان المسمى «اسرائيل» انهم ينسجون خيوط نهايتهم بأيديهم, «فإسرائيل» لا تحمي الضعفاء ولا تراهن عليهم, لأنها تدرك ألا مستقبل لهم, وان شعوبهم ستلفظهم عما قريب, وهى لا تريد ان تستنزف من طاقتها لحماية الضعفاء, لأن «اسرائيل» نفسها ضعيفة وتحتاج الى اقوياء يحمونها ويدافعون عنها.

فصائل المقاومة الفلسطينية دانت مشاركة وفد من حكومة الاحتلال في مؤتمر أمني في البحرين. واعتبرت ان المشاركة هو فعل مدان، ويتعارض مع ضمير الأمة العربية ومصالحها, واعتبرت ان الجهات التي تطبع مع الاحتلال، تتحمل جزءاً من المسؤولية عن الاعتداء الاسرائيلي على الإنسان الفلسطيني، واستباحة المسجد الأقصى المبارك من المستوطنين, وتغول الاحتلال على شعبنا وارضنا ومقدساتنا, واكدت ان محاولات البعض لدمج الاحتلال في المنطقة العربية والتحالف معه لن تنجح، فالأمة ستظل تعتبر «اسرائيل» عدوها المركزي، ولن تغفر لها جرائمها المتواصلة ضد كل مكونات الأمة, ولا يمكن للاهثين للتطبيع مع الاحتلال ان يتحكموا في قرار الأمة التي تعتبر «اسرائيل» عدوها المركزي, وتعتبر ان أي تحالف معها يصب في مستنقع العمالة والخيانة التي لن يغفرها الشعب لحكامة, وسيأتي اليوم الذي يحاسبهم عليها, ألا تأخذون العبرة ممن سبقكم. ألم ترون كيف تتعامل اسرائيل مع الاردن, وكيف تهدد اقتصادها ومصالحها رغم ان هناك معاهدة سلام بينهما, اليوم «اسرائيل» تتحدث عن رفع الوصاية الاردنية عن المسجد الاقصى المبارك, تمهيدا لتقسيمة واقامة الهيكل المزعوم على انقاضة, وتتحدث عن ضم الاغوار, وتتحدث عن كونفدرالية بين الضفة الغربية والاردن, وتتحدث عن اقامة مشروع قناة البحرين بالتوسع في الاراضي الاردنية, لا يمكن لأي عاقل ان يراهن على اسرائيل, فإسرائيل ليس لديها اصدقاء وحلفاء, لأن لها اطماعاً كبيرة في المنطقة, ومشروعها التوسعي لن يتوقف الا بتحقيق حلم اقامة دولة اسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل, وهذا المطمع الاسرائيلي معلن, ومكتوب على باب الكنيست الصهيوني, لكن العرب الضعفاء لا ينظرون اليهم, انما ينظرون الى تكهنات وتقديرات واهية وغير حقيقية صنعها الاعداء في اذهانهم, فباتوا يعتبرون الحلفاء اعداء, والاعداء حلفاء, فيا ايها الزعماء افلا تبصرون, يا أيها الزعماء افلا تعقلون, يا ايها الزعماء افلا تتفكرون, اعتبروا يا اولي الابصار.

كلمات دلالية

اخر الأخبار