القاهرة: ندوة نقاش للحديث عن حرب أكتوبر من منظور إسرائيلي بوثائق تظهر لأول مرة

تابعنا على:   23:47 2019-10-28

أمد/ نظمت مؤسسة الإعلام البديل مساء الإثنين، ندوة نقاش بعنوان: "أكتوبر في عيون إسرائيلية" للحديث عن الحرب من منظور العدو الإسرائيلي بوثائق تظهر لأول مرة، وتتضمن الوثائق فيديوهات جديدة واعترافات لأول مرة على لسان قائد الجيش الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر موشي ديان، وبعض قيادات الجيش حول أحداث الحرب وبسالة الجندي المصري في أرض المعركة، وعدد كبير من المعلومات والحقائق التي تكشفها الوثائق حول أحداث الحرب من وجهة نظر إسرائيل وقادة جيشها.

كما تضمنت وثائق تثبت كذب الإدعاءات الإسرائيلية بشأن أشرف مروان الرجل الذي حير الموساد الإسرائيلى وما ساقته إسرائيل من قصص حول أنه عميل مزدوج، ودوره خلال حرب أكتوبر والكثير من الحقائق التى تكشفها الوثائق.

وكان لأشراف مروان دور بارز خلال حرب أكتوبر بجانب بلاده في نفس الوقت الذي تعتبره إسرائيل جاسوساً مثالياً، وهو ما يضع الكثير من علامات الإستفهام التي لا تجد إجابة حتى الأن حول شخصية أشرف مروان الذي تم قتله فى 2007 من جانب جهة غير معلومة بغلقائه من شرفة منزلة في العاصمة البريطانية لندن.

ولا زالت ملابسات موته غير معلومة حتى الآن، حيث أوضح الكثيرون من المقربين من مروان أنه تلقى الكثير من التهديدات قبيل وفاته وكان شديد الحذر في الفترة الاخيرة.

وأدارت الندوة الإعلامية "إيمان مبارك"، والباحثة في الشأن الإسرائيلي  "ياسمينا حمدي"، وطارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والباحث في الشأن الإسرائيلي. 

قال د.فهمي خلال الندوة في مؤسسة الإعلام البديل، إنه كان هناك اتصالات نجحت فى وقف إطلاق النار بصورة غير رسمية حتى الآن، جاء ذلك تعقيبًا على نجاح الجهود المصرية والأممية فى الاتفاق على إقرار التهدئة فى قطاع غزة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل .

وأضاف أن هناك تحسباً مصريًا هامة فى هذا التوقيت مرتبطة بأمرين، الأمر الأول منهم هو توقع حدوث سلسلة من الاختراقات من قبل الطرفين، أما الأمر الثانى فهو الترتيب للعودة إلى المرحلة المتعلقة بدخول الوقود والاتفاق على الخطة "ب "، مشيراً إلى أن وجود قنوات التواصل بين الطرفين هذا ما يسعى إليه الوسيط المصري، لافتًا إلى أن هناك هدف استراتيجى تسعى إليه إسرائيل وهو إبقاء حكم حركة حماس فى غزة.

وأردف "علينا أن نتعامل بجد مع الكيان الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن آثار حرب 67 لا تزال موجودة حتى وقتنا الحالي بدليل وجود بعض المناطق العربية تحت الاحتلال حتى الآن.

وأشاد "فهمي" بالترتيب المتقدم للجيش المصري من بين القوات العسكرية العالمية، مؤكداً على أن هذا التقدم ليس مجرد تسليح فقط وإنما تأهب واستعداد للأزمات والحروب التي يمكن أن تقع في أي وقت أيضاً.

تأتى الوثائق السرية الإسرائيلية عن حرب أكتوبر في أكثر من 10 آلاف صفحة تدعو كل مصرى للفخر عندما يلمس الأسانيد التي تقدمها هذه الوثائق عن النجاحات المصرية بألسنة القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، وتلمس عبقرية معركة الذكاء المخابراتى التي قادها الرئيس السادات بنفسه والتى أطلقت عليها تسمية عملية الخداع الإستراتيجى، عندما تجد رئيسة الوزراء جولدا مائير وهى تعترف بالفشل وأنها هي وحكومتها وقادة المخابرات وقادة الجيش قد تعرضوا لعملية خداع مذهلة.

في هذه الوثائق مثلاً، عبقرية السادات عندما تقرأ نص شهادة رئيسة الوزراء أمام لجنة أجرانات وهى تطلب رسميا في وثيقة سرية أن يسمح لها بأن تقدم اعتذاراً للرئيس السادات لأنها وحكومتها صدقوا الصورة الهزلية التي تعمد هذا الزعيم أن يروجها عن نفسه. 

تقول جولدا إنه بهذا نجح في أن يرسخ في عقول القادة الإسرائيليين أنه رجل هزلى غير جاد وأنه رجل مذعور من مجرد التفكير في شن الحرب فوضعهم في حالة استرخاء وهى حالة لم يفيقوا منها إلا في الثانية بعد ظهر السادس من أكتوبر عندما كان مجلس الوزراء مجتمعا للتباحث في الوضع فتم إبلاغ الأعضاء أن الهجوم المصرى والسورى قد بدأ.

أيضا تلمس من أقوال القادة الإسرائيليين قدرة المخطط العسكرى المصرى على شل الطيران الإسرائيلى ومنعه من التدخل في المعركة وقدرته على شل المدرعات الإسرائيلية بقوة جنود وضباط المشاة المصريين. 

كذلك تطالع عبارات صريحة بألسنة كبار القادة والضباط الميدانيين تتحدث عن بسالة الجنود والضباط المصريين واندفاعهم بروح بطولية مصممة على النصر أو الموت، كذلك تتأكد بنفسك من أقوال القادة الإسرائيليين من صحة ما صرح به الرئيس محمد أنور السادات في خطاب النصر أمام مجلس الشعب في أوج عمليات حرب أكتوبر من أن جيش مصر قد حقق معجزة بكل المقاييس وأنه حطم نظرية الأمن الإسرائيلى وتتثبت باعترافات القادة الإسرائيليين أنه لم يكن يبالغ في حرف واحد.

أيضا ستتثبت بنفسك من صدق ما صرح به الرئيس في المرحلة الثانية من حرب أكتوبر من أننا أصبحنا نحارب أمريكا وأنه لم يكن أيضا يبالغ في حرف، ذلك أنه في عام ٢٠١٠ ثم في عام ٢٠١٣ بعد أربعين عاما على الحرب نشر أرشيف الدولة وأرشيف وزارة الدفاع الإسرائيلية مجموعات كبيرة من الوثائق المتنوعة التي شملت محاضر مجلس الحرب بقيادة رئيسة الوزراء جولدا مائير وشملت أيضا شهادات المسؤولين السياسيين والعسكريين أمام لجنة أجرانات التي تم تشكيلها للتحقيق في أسباب الهزيمة التي أطلقوا عليها اسم التقصير، وأخيرا نشرت وثائق خط بارليڤ التي تتضمن شهادات الجنود والضباط عن تجربتهم في الحرب، جاءت هذه الوثائق لتؤكد جميعها على ألسنة القادة الإسرائيليين صدق الرئيس السادات فيما قال.

وعندما تطالع نصوص هذه الوثائق تكتشف أنه منذ اليوم الثانى للمعارك، بدأ التفكير لدى وزير الدفاع "موشيه ديان" ورئيس الأركان داڤيد العازار في سحب جميع القوات الإسرائيلية إلى الخلف تجنبا لإعصار الاندفاع الهجومى المصرى وتقليلا للخسائر الإسرائيلية من ناحية ومن ناحية ثانية للاحتماء بخط المضايق الجبلى وإقامة خط دفاع جديد للقوات الإسرائيلية هناك، وسترى أن رئيسة الوزراء قد قلقت وشعرت أن كلام ديان والعازار قد يحمل بعض الذعرمن هول المفاجأة فقررت أن ترسل للجبهة المصرية قادة عسكريين متقاعدين مثل الجنرال إسحق رابين رئيس هيئة الأركان في حرب يونيو ١٩٦٧ ومثل الجنرال "حاييم بارليڤ" الذي ترك الخدمة العسكرية.

عاد المبعوثون ليؤيدوا رؤية ديان وينصحوا بعدم محاولة دفع فرق المدرعات في اتجاه القناة لإنقاذ الحصون وطرد المصريين بعد أن أثبتت جميع محاولات التقدم بالدبابات فشلها. وعندما تطالع الوثائق ستدرك أن مجلس الحرب قرر أمرين الأول أن يخفى الوضع الميدانى المهزوم عن أعين الأمريكيين والثانى أن يبدأ في طلب المساندة السياسية والمساندة العسكرية من كيسنجر. 

كلفت "جولدا مائير" وزير خارجيتها أبا إيبان الذي كان موجوداً في نيويورك، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن يطلب من مجلس الأمن إصدار قرار بوقف إطلاق النار يلزم المصريين بسحب قواتهم إلى مواقعهم السابقة على نشوب القتال وجاءت إجابة كيسنجر مخيبة للآمال حيث قال إن الدول الكبرى الأخرى لم توافق على هذا الطلب. 

هنا بدأ الإلحاح من القادة العسكريين على جولدا بأن تستعجل وصول الإمدادات الأمريكية، مهم أن نلاحظ أنه صدرت الأوامر لقادة الفرق المدرعة الثلاث التي تم دفعها إلى سيناء بتجنب الاقتراب من خط القناة والبقاء بعيدا عن مرمى المدفعية المصرية وهو حظر لم يرفع إلا بعد وصول الإمدادات الأمريكية، تفاصيل عديدة تقدمها الوثائق توكد جميعاً على أن الثغرة لم تكن ممكنة بدون الدعم الأمريكى المباشر وأن المبارزة الثنائية كانت لصالح الجيش المصرى بجنوده وضباطه وقيادته.

كما أشاد بجهود القوات المسلحة المصرية في مواجهة الإرهاب والعمليات الإجرامية التي تستهدف المدنيين في سيناء، مضيفاً أن ذلك يمكن اعتباره تدريب حقيقي في أرض المعركة لقواتنا المسلحة البواسل.

وشدد فهمي على خطورة الشائعات، مؤكداً على أن ما يُشاع في وسائل الإعلام بشأن اقتطاع جزء من أرض سيناء ليكون مسكنًا للشعب الفلسطيني غير صحيح بالمرة، بل هو مجرد أكاذيب يروجها الغرب للمساس بالأمن الداخلي للدولة المصرية.

حضر الندوة لفيف من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة بالكلية، وطلاب وطالبات من مختلف كليات جامعة الأزهر بالقاهرة.

يذكر أن "أشرف مروان" هو رجل أعمال مصري وزوج ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وقد أشاد به الكثير من الزعماء وبدوره خلال حرب أكتوبر المجيدة في المساعدة بالخداع العسكري للجيس المصري وإخفاء موعد الحرب عن الجيش الإسرائيلي، وهو ما ساهم في إحداث عنصر المفاجأة للهجوم المصري وأربك القوات الإسرائيلية وشجع بشكل كبير في تحقيق الانتصار للجيش المصري.

واحتفل الشعب المصري منذ أيام بالذكرى الـ46 لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة والتي سطر فيها الشعب والقوات المسلحة المصرية، أسمى مواقف البطولة التي لا تنسى، وحقق نصراً مؤزراً سطر في تاريخ مصر والعالم بدماء الشهداء الطاهرة.

البوم الصور

اخر الأخبار