إسرائيل وسؤال الحكومة والانتخابات الثالثة

تابعنا على:   18:12 2019-10-31

د. ناجي شراب

أمد/ عاد السؤال من جديد وبقوة بعد فشل نتانياهو تشكيل حكومة إسرائيليه ثانيه بعد انتخابات للكنيست أجريت مرتين في غضون شهور قليله ، وهذا الفشل قد يحمل في طياته أيضا تساؤلات كثيره تتعلق بنتانياهو نفسه هل إنتهت مرحلته كرئيس للوزراء؟ وهل يقبل بسهولة إعطاء الفرصة لمنافسه غانتس لينجح في تشكيل حكومة جديده فشل فيها ويحول دون إجراء انتخابات ثالثه قد يرى فيها نتانياهو مخرجا له وفرصة للإستمرار؟ إسرائيل أمام خياران لا ثالث لهما إما حكومة والخروج من عنق الزجاجة الذى فرضته نتائج الانتخابات ألأخيرة ، وإما الذهاب لإنتخابات ثالثه قد تكون تداعياتها اكثر خطورة على المستقبل السياسى لإسرائيل في وقت تتزاحم فيه التطورات السياسية في المنطقة ، وبروز مخاطر جديده ، وتطورات غير متوقعه على الساحة الفلسطينية الأقرب وألأكثر تأثيرا وتحولات غير متوقعه في السياسة الأمريكية تتعلق ببقاء ترامب من عدمه ومعها مصير صفقة القرن. بداية لا بد من الإشارة إلى ان الانتخابات الثالثه القادمه قد تترتب عليها نتائج وتداعيات سلبية ستنعكس على بنية النظام السياسى الإسرائيلى ، اول هذه التداعيات تراجع وإنحسار في قوة اليمين، وراينا هذا في تراجع وزن وعدد مقاعد الليكود، وبالمقابل لتنامى قوة اليسار واليسار الوسط ، وقوة القائمة العربية المشتركة بزيادة مقاعدها لمقعدين أو أكثر مما يعنى تنامى قوتها السياسية داخل الكنيست كقوة معارضه لا يمكن تجاهل مطالبها.ومن توقعات هذه الإنتخابات زيادة فرص قوة ليبرمان وحزبه بالحصول على مزيد من المقاعد على حساب الأحزاب اليمينية الأخرى، ومع هذه الإنتخابات قد تبرز أحزاب صغيره جديده تزيد من تشتت ىالأصوات على حساب الأحزاب الكبيرة كالليكود وازرق ابيض، ولعل من التوقعات السلبية فقدان ثقة المواطن الإسرائيلى في الأحزاب والقيادات ويؤدى ذلك إلى تراجع نسبة المشاركة السياسية في التصويت مما قد ينعكس سلبا على عدد المقاعد التي يمكن ان يحصل عليها الحزبان الكبيران. ناهيك ان الإنتخابات لها كلفتها المالية الكبيرة .لهذه الأسباب ورغم زيادة إحتمالات الذهاب لإنتخابات ثالثه تدرك كل الأحزاب القائمه بعدم الرغبة للذهاب لهذا الخيار الذى قد يكون المستفيد منه نتانياهو ،وهذا قد يعطى غانتس فرصة اكبر للنجاح في تشكيل حكومة جديده. وغانتس امامه سيناريوهات كثيره للذهاب لتشكيل الحكومة ، الأول تشكيل حكومة مع الليكود بالتناوب على رئاسة الوزارة أولا لنتانياهو لكن الخلاف والمساومة هنا على الكتلة النيابية ، وهذا السيناريو قائم على شرط ان فتح ملف الإتهام لنتانياهو يجعل من غانتس رئيسا للوزارة ، وهو بهذا قد يكون اوفى بوعده لناخبيه على تشكيل حكومة ليبراليه موحده. ومن السيناريوهات التي يبنى عليها غانتس إحتمال تفكيك اليمين وقيام إنقلاب على نتانياهو من داخل حزبه وهذا إحتمال مستبعد لحصوله على ضمانات ببقائه زعيما ورئيسا للحزب.وكما أوضحت جريدة يديعوت احرنوت :ليس لنتانياهو حكومة بدون غانتسن وليس لغانتس حكومة بدون نتانياهو، وان العائق الرئيسى مبدا التناوب أولا الذى يجعل من الإنتخابات الإحتمال الواقعى .ومن السيناريوهات ان يبدا غانتس رئاسة الوزراء ويساوم على موضوع الكتلة ،ويشكل حكومة مع الأصوليين إلى جانب حزب العمل،ةويبقى السؤال هنا عن مدى إستعداد ليبرمان لهذا السيناريو.أو أن يتنازل أولا ولكنه يمكن أن يقبل إذا رفعت لا ئحة إتهام ضد نتانياهو، وهكذا عمليا يصبح هو رئيس الوزراء. وإذا ما فشل في هذا الخيار يمكن أن يفكر في حكومة أقليه مؤقته من إسرائيل بيتنا وحزب العمل بدعم من ميرتس والعرب من الخارج، والهدف هنا إستبعاد نتانياهو . إلا أن هناك من حزب أزرق أبيض ألأكثر يمينية يرفضون هذا التوجه.او ان يشكل حكومة وحده وطنيه مع الليكود دون مشاركة يئير ليبيد وحزب هناك مستقبل،إلا أن خطورة هذا الخيار التداعيات السلبية لفك الشراكة في حال الدعوة لإجراء إنتخابات ثالثه.ويبدو من كل هذه السيناريوهات صعوبة مهمة غانتس في تشكيل حكومة جديده ،وفى حال فشله يبقى ان يوجه رئيس الدولة الدعوة لأحد نواب الكنيست لتشكيل الحكومة بموافقة اغلبية الكنيست، وهذا إحتمال فرص نجاحه ضعيفه مع فشل كل من نتانياهو وغانتس, وأخيرا وما قالت المديرة العامة للجنة الانتخابات المركزية بدأت اللجنة تتفهم بأن الانتخابات ألأخرى تقترب ، وإذا كان هذا ما سنحتاجه فسنفعله. وفى حال فشل خيار الحكومة فمعنى ذلك ان تذهب إسرائيل للإنتخابات إما في شهر فبراير او مارس القاديم. وهو ما يعنى مزيد من الإنتظار الفلسطيني لإنتخابات غير معلومة النتائج مسبقا، وتاجيل جديد لصفقة القرن. ويبقى نتانياهو رئيسا للوزراء حتى إجرائها ، ولا احد يمكن أن يتوقع ماذا يمكن أن يحث وخصوصا في العلاقة مع السلطة وغزه.
 

اخر الأخبار