١٠٢ عام علي وعد بلفور ولا زال الجرح ينزف والمعاناة مستمرة

تابعنا على:   08:57 2019-11-02

د صالح الهمص

أمد/ ١٠٢ عام علي وعد بلفور ولا زالت المعاناة مستمرة والجرح ينزف

هل كان يدري بفور وهو يكتب إعلان الشهير الذي سمي بوعد بلفور بأنه سيتسبب في نكبة مستمرة للشعب الفلسطيني امتدت عن ما يزيد قرن من الزمان

هل كان يدري وهو يصوغ هذا الإعلان المكون من ١١٣ كلمة حسب النص الانجليزي و٧٢ كلمة حسب النص العربي بأنه سيغير جغرافية وتاريخ منطقة بالكامل وسيقتلع شعبا من أرضه وسيتسبب في نكبة مستمرة لهذا الشعب لا زالت تلازمه ونحن في القرن الحادي والعشرين

لقد كان وعد بلفور نكبة الشعب الفلسطيني الأولي حيث اعطي الوعد من لا يملك لمن لا يستحق هو النكبة الأولي للشعب الفلسطيني فإن اتفاق أوسلو المشئوم يعتبر النكبة الثانية فمن يملك تنازل عن ٧٨% من أرضه لمن لا يملك بل والأدهى والأمر ان ٢٢% المتبقيات من الارض اخضعت للتفاوض والكارثة الكبري ان صاحب الأرض أصبح موظفا عند المحتل بل يدافع عنه وينسب معه أمنيا لا بل أصبح التنسيق الأمني مع هذا المحتل مقدسا

لقد أظهر وعد بلفور وما تبع ذلك أن الخيانة متجذرة في الزعماء العرب لا بل ان بقاء هذه الزعامات نفسها مرتبط ببقاء هذا الكيان

فقد استثنت بريطانيا فلسطين من التفاهمات مع الشريف حسين الخاصة بالمطالب القومية العربية بل الادهى من ذلك أن ابنه الأمير فيصل اجتمع أثناء وجوده في باريس مع وايزمان عام ١٩١٩بوساطة بريطانيه وفيها تعهد الأمير فيصل بتوثيق التعاون مع الحركة الصهيونية وفتح باب الهجرة لليهود واعترافه بوعد بلفور

وما ظهر حديثا من وثيقة الملك عبد العزيز مؤسس المملكة العربية السعودية والتي تفهم فيها حاجة اليهود الي إقامة وطن قومي لهم

ان بلفور وما تلاه يؤكد أن العالم لا يحترم إلا القوي وان قرارات الشرعية الدولية مجلس الامن تبقي حبرا علي ورق ما لم تدعمها القوة

فكل يوم نري العربدة الأمريكية والإسرائيلية في العالم بصورة عامة والعالم العربي بصورة خاصة بقذائف التنديد والاستنكار ومناشدة الضمير العالمي لا تساوي قذيفة من حديد

المطلوب من الشعب الفلسطيني وفي هذه الذكري المؤلمة البقاء علي حالة الصراع مع العدو وبكل الاشكال المتاحة في ظل هرولة عربية نحو التطبيع مع هذا الكيان وان تبقي جذوة الصراع الي ان يقضي الله أمرا كان مفعولا وان تتغير المعطيات باتجاه نصرة مشروع المقاومة علي مشروع التطبيع والتخاذل

لقد مات الكبار ولا ولم ولن ينس الصغار وستبقي فلسطين هي بوصلة الأحرار في هذا العالم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كلمات دلالية

اخر الأخبار