محطات تاريخية للمرأة الفلسطينية، تزامناً مع ذكري وعد بلفور.

تابعنا على:   09:10 2019-11-02

د. حكمت المصري

أمد/ إذا استعرضنا المحطات التاريخية لنضال المرأة الفلسطينية نجد أن نضالها يعود لأواخر القرن التاسع عشر عندما خرجت نساء القدس في مسيرة ضد إقامة أول مستوطنة إسرائيلية صهيونية على أرض فلسطين وتحديداً في العفولة في عام 1893م ، كما رفضت نساء القدس قرارات الهجرة الصهيونية وشاركن بمظاهرات ضد الاحتلال البريطاني الذي بدأ عام 1917م وسياساته الجائرة بحق أرض فلسطين ، وقد عقد أول اجتماع نسائي للمرأة الفلسطينية في مدينة القدس في 16 تشرين أول/ أكتوبر 1929 في منزل السيدة طرب زوجة المناضل عوني عبد الهادي وابنة الشهيد سليم عبد الهادي، وأسفر الاجتماع عن جملة قرارات ، منها انتخاب وفد منهن لمقابلة المندوب السامي البريطاني الذي استقبلهن بحضور قرينته لتقديم وثيقة اعتراض ضد وعد بلفور ، يذكر أن النساء المقدسيات امتنعن عن شرب القهوة التي قدمت لهن، تمشياً مع العادة العربية القديمة التي لا تقبل الضيافة في ظروف مماثلة، إلا إذا نالت وعداً صادقا بقبول ما جاءت بشأنه، فكانت المقولة الشهيرة منهن نحن لا نشرب القهوة في بيوت الأعداء ".

عاد الوفد النسائي دون رداً إيجابياً فانطلقت مظاهرة نسائية ضخمة باستخدام مائة سيارة لتجوب شوارع القدس، وقد أثارت هذه المظاهرة النسائية في حينها حماساً شعبياً كبيراً، فقد كانت نقطة انطلاق للقطاع النسائي الذي كان منصرفاً للعمل الاجتماعي كي يبدأ العمل السياسي الذي استمر حتى وقتنا هذا.

102 عاما مرت على وعد بلفور، هذا الوعد الذي حقق حلم وايزمان، الذي قدم خدمة لبريطانيا إبان الحرب العظمى، عندما ساعد بريطانيا في استخراج مادة الأسيتون التي تستخدم في صنع الذخائر الحربية ، والتي كانت تستخرج من خشب الأشجار، وكان استخراجها بكميات كافية يحتاج إلى مقادير هائلة من الخشب، وبما انه ليس هناك في إنجلترا غابات كثيرة تفي بهذه الحاجة، فكانت تستورد الخشب من أمريكا، بأسعار مرتفعة، فقام وايزمان الأستاذ البارع في الكيمياء بوضع موهبته تحت تصرف بريطانيا واستطاع بعد بضعة أسابيع أن يستخرج المادة المطلوبة من الأسيتون من عناصر أخرى غير الخشب، مثل الحبوب والذرة على وجه الخصوص، وبذلك حلَّ لبريطانيا أكبر مشكلة عانتها أثناء الحرب.

ورفض الدكتور (وايزمان) أي جزاء مقابل عمله، وطلب من بريطانيا أن تصنع شيئاً في سبيل الوطن القومي اليهودي في فلسطين . فتم الأمر بموافقة فرنسا وإيطاليا وأمريكا و اليابان.

وإذا استعرضنا ما وصلنا اليه كشعب فلسطيني من تهويد واستيلاء على هويتنا الفلسطينية في ذكري الوعد المشئوم، فانه حسب المركز الفلسطيني للإحصاء المركزي فإن الإحتلال الإسرائيلي يستحوذ على أكثر من 85% من مساحة فلسطين التاريخية والبالغة حوالي 27,000 كم2، حيث لم يتبق للفلسطينيين سوى حوالي 15% فقط من مساحة فلسطين التاريخية، وتبلغ نسبة الفلسطينيين حالياً حوالي 48% من إجمالي السكان في فلسطين التاريخية. حوالي 60% من مساحة الضفة الغربية والتي ما زالت تقع تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة.

المستعمرات الإسرائيلية هي كالخلايا السرطانية التي تتكاثر وتتوسع بشكل مستمر، فقد بلغ عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في نهاية العام 2017 في الضفة الغربية 435 موقع، منها 150 مستعمرة و116 بؤرة استعمارية، وشهد العام 2018 زيادة كبيرة في وتيرة بناء وتوسيع المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية حيث صادق الاحتلال الإسرائيلي على بناء حوالي 9,384 وحدة استعمارية جديدة، بالإضافة إلى إقامة 9 بؤر استعمارية جديدة.

-           عدد المستعمرين في الضفة الغربية بلغ في نهاية العام 2017 حوالي 47% منهم يسكنون في محافظة القدس .

-           تشكل نسبة المستعمرين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 22.6 مستعمراً مقابل كل 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس حوالي 70 مستعمراً مقابل كل 100 فلسطيني.

أما قطاع غزة الذي أنهكه الحصار المستمر والكثافة السكانية العالية فقد أقام فيه الاحتلال الإسرائيلي منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة والذي يعتبر من أكثر المناطق ازدحاما وكثافة في السكان في العالم بحوالي 5,204 فرد/كيلومتر مربع بينما تبلغ الكثافة السكانية في الضفة الغربية حوالي 509 فرد/كيلو متر مربع.

واقع مرير وحال وادعاء كاذب استندت اليه الحركة الصهيونية لتحقيق مأربها وهو أن فلسطين: " أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" ما زلنا ندفع ثمنه حتى يومنا هذا على مسمع ومرأي من العالم بأكمله.

اخر الأخبار