قضية

تابعنا على:   15:56 2019-11-05

أمل محمود الملفوح

أمد/ حتى أنت يا وطني لم تعد وطنا ينعم بالأمان ..
فلا النسر أضحى محلقا .. ولا الطير بات مغردا ...
حتى ذاك القمر .. ما اكتمل كما ينبغي ..
في حين ان كل قمر في هذا الكون بدا مكتملا ...
إلا قمرك يا وطني فقد ارتدى رداء أسودا محزنا .. حدادا عليك يا وطني ..
حتى ذاك البحر الذي لطالما كان ملهمنا الأول والأخير ..
فقد أصبح مستنقغ للامنيات الميتة ..
تلك الأمنيات التي زعمنا انها لا تموت .. ذاك البحر بزرقته أصبح شاحبا ..
كعروسٍ احتلوا وطنها يوم عرسها فتشردت لتنجب من الغربة اشلاء تحملُ وطنا جريحا .. ويطوفون به بين العواصم مكلومين ... لتلفظهم تلك العواصم .. التي عبثا أسموها عربية .. وعبثا أسموها إسلامية ...
اواهٌ يا وطني ما أصبرك .. !
كطفل أصبح الوطن أكبر همومه ... في وقت كان يفترض به أن يلهو بدميته .. عذرا يا وطني .. فذاك الطفل لم يعرف الدمى أصلا .. فكل ما بمخيلته مخيم لا يعرف فيه سوى صوت الرصاص .. وصوت زغاريد الأمهات في أعراس الشهداء ... كل ما بمخيلته هو وطن .. لانه اشتاق إلى ذاك الوطن الذي يسمى فيه مواطنا .. لا ذاك المخيم الذي أسموه فيه لاجئا ..
ذاك الطفل الذي حمل عبأ القضية.. ذاك الطفل الذي عمل جاهدا بوصية أبيه الذي اختطفه الوطن شهيدا في أحداث النكبة ... ذاك الطفل الذي هو أمل كل أم رملوها قسرا .. وأفقدوها ابنائها الأربعة أو يزيد .. ذاك الطفل هو أمل كل بيت هدموه ... وكل طير قتلوه .. وكل شجر زيتون قلعوه.. وكل يتيم فهم الموت مبكرا .. ذاك الطفل هوا أمل لذاك الوطن الذي خذله شبابه وكباره حين تركوك يا وطني خوفا وهربوا إلى كل أصقاع الأرض ..
لا عليك يا وطني .. فهناك طفل يحمل عبأ القضية ..

اخر الأخبار