استراتيجية من مسرح الفشل توصل للنجاح

تابعنا على:   09:00 2019-11-06

محمود مرداوي

أمد/ ظروف متعددة وأخطاء متكررة من خلال التدخلات من المقربين ( زوجته سارة وابنه يائير) في الدعاية الانتخابية للكنيست أدت لفشل نتنياهو بتحقيق نتائج تمكنه من ترجمتها إنجازات تحقق أهدافه الواضحة. 

ولكن بعد الاطلاع على النتائج وقراءة قيمتها في سوق تشكيل الحكومة أدرك أنه في مأزق ، فنظر نظرةً شمولية وضع كل المعطيات على الطاولة قرأها بتمعن واستنتج ضرورة اتخاذ استراتيجية لمواجهة تداعيات النتائج الانتخابية ، وكانت على النحو التالي: 
1- تشكيل بلوك يميني مكون من 55 عضواً 
الهدف منه :

ضمان تماسك وحدة اليمين والمتدينين في كتلة واحدة 

فرملة دور ليبرمان الذي مُنح من خلال النتائج القدرة على تشكيل حكومة سواءً يمينية أو وحدة وطنية أو مركز يسار تعتمد على حزبه 

ضرب حصار على المركز واليسار وفتح منفذ وحيد باتجاه القائمة العربية من أجل حرقهم وتثبيت الادعاء بأنهم شركاء مع من يرفض الاعتراف بدولة الاحتلال 

وضع ليبرمان أمام الجمهور الصهيوني في محل من يتحمل المسؤولية في عدم ذهابه لليمين لتشكيل حكومة أو لليسار وتشكيل حكومة 

تعزيز الخلافات والتباينات بين قيادات حزب أزرق أبيض

2- اعتماد محدد إعلامي مُلزم للجميع بشكل مركزي حديدي أن لا يتحدث باسم البلوك إلا نتنياهو.
3- اعتماد خط إعلامي يؤكد في محتواه ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية لاعتبارات مخاطر أمنية تحيك بالكيان، وقد نجح في ذلك 
4- تركيز المفاوضات باسم البلوك من خلال نتنياهو وطاقمه وفق تعهدات التزم بها لأحزاب البلوك وأوفى. 
هذه المعركة التي أدارها نتنياهو بعد فشل ذريع في إدارة العملية الانتخابية استدرك ولم يستسلم لليأس ، بارع صاحب تجربة وقدرة على اتخاذ القرارات ، لا يتعرقل في خياله ، تمكن من خلال اختيار هذه الاستراتيجية وتنفيذها من التخفيف من الخسارة الأساسية في المعركة الانتخابية وأصبح يمسك بكل الخيوط ويذهب بالحلبة السياسية بالاتجاه الذي يريده على أمل أن يُعوض في الانتخابات القادمة ما خسره، أو يكسر ليبرمان ويشكل حكومة يمينية في اللحظات الأخيرة، أو حكومة وحدة على مزاجه ووفق القواعد التي وضعها، فالسياسة ليست موقفاً يُتخذ إنما سياق كامل ممتد لا يقف عند حد إدارة حكيمة وفق رؤية واضحة واستراتيجية محددة تتخذ الخطوات اللازمة وفق الإمكانات والموارد الممكنة والملائمة لتحقيق الأهداف المطلوبة .

اخر الأخبار