العلماء يكشفون سر انهيار الإمبراطورية الآشورية

تابعنا على:   17:03 2019-11-15

أمد/ توصل العلماء إلى نظرية جديدة تفسر سقوط الإمبراطورية الآشورية الجديدة التي كانت قوة عظمى سيطرت على الشرق الأوسط لمدة 300 عام قبل انهيارها.

ووفقا لصحيفة جارديان البريطانية، فقد نشأت الإمبراطورية في حوالي عام 912 قبل الميلاد، وامتدت من البحر الأبيض المتوسط ​​إلى العراق ومصر ثم إلى الخليج وبلاد فارس، ولكن بعد وقت قصير من وفاة الملك آشوربانيبال حوالي عام 630 قبل الميلاد، بدأت الإمبراطورية في الانهيار خاصة مع دمار مدينة نينوى الكبرى في عام 612 قبل الميلاد والتي تلاها سقوط الإمبراطورية بحلول نهاية القرن السابع قبل الميلاد.

وقال العلماء: إن انهيار الإمبراطورية يتزامن مع التغير المفاجئ للمناخ من الرطب إلى الجاف، وهو سبب محتمل لانهيار الإمبراطورية التي تعتمد على الزراعة.

وقال مؤلف الدراسة إن هطول الأمطار ساعد على ازدهار الزراعة لمدة قرنين كاملين، مما ساعد على توسع الإمبراطورية ولكن عندما تحول المناخ إلى آخر شديد الجفاف خلال القرن السابع قبل الميلاد أدى إلى تغيير قوتها.

وأوضح البروفيسور نيكولاس بوستجيت، خبير آشور من جامعة كامبريدج الذي لم يشارك في الدراسة أن ربما الحرب الأهلية، ورغبة القادة في التوسع أدت إلى الهزيمة العسكرية والتي كان لها دورا في انهيار الإمبراطورية، وكان السبب في تدهور الزراعة.

وتابع بوستجيت إنه يرجح بشكل كبير أن تير المناخ هو الذي ساعد في إنهاء الإمبراطورية، وقال "ليس لدينا أي تفسير أفضل لما حدث للإمبراطورية الآشورية خلال تلك الأوقات"، مضيفًا أن هناك ندرة في السجلات المكتوبة من حوالي 645 قبل الميلاد.

ولدراسة التأثير المحتمل للمناخ، قام فريق من العلماء بتحليل عينتين من كهف كونا با في شمال العراق، للبحث في نسبة نوعين مختلفين من ذرات الأكسجين، داخل الرواسب المعدنية التي تشكلت في المياه المتدفقة إلى كهف، وجمع الفريق العينات التي يرجع تاريخها بين عامي 925 و550 قبل الميلاد، حيث كانت مرحلتين متميزتين في المناخ.

وتميزت المرحلة الأولى التي استمرت حتى حوالي عام 725 قبل الميلاد، تميزت بظروف أكثر رطوبة، ويقول الفريق إن الفترة ما بين 850 قبل الميلاد و 740 قبل الميلاد كانت واحدة من أكثر فترات الأمطار التي امتدت إلى 4000 عام، فيما تميزت المرحلة الثانية بظروف طقس جافة في الفترة بين عامي 675 قبل الميلاد و550 قبل الميلاد.

وقال البروفيسور آشيش سينها من جامعة ولاية كاليفورنيا، وهو عالم مناخ قديم ومؤلف مشارك في الدراسة، إنه على الرغم من أن الإمبراطورية الآشورية الجديدة كانت على مساحة شاسعة إلا أن بيانات هطول الأمطار تظهر أنها تأثرت بظروف مماثلة مثل الكهف العراقي.

وكشفت المعلومات من الأقمار الصناعية أن إنتاجية المحاصيل في شمال العراق حساسة للغاية للتغيرات في هطول الأمطار فعندما تكون الأمطار قليلة، يقل إنتاج المحاصيل في جميع أنحاء المنطقة خلال فترات الجفاف، مؤكدا أن أزمات الجفاف الحديثة الشديدة خلال عامي 1999-2001 و2007-2008 أدت إلى تدهور خطير في المحاصيل وموت الماشية وتسبب في صعوبات اجتماعية في شمال العراق.

وقال البروفيسور جيمس بالديني، الخبير في تحليل الأزمات إنه على الرغم من تعدد أسباب الانهيار إلا أنه يتفق مع أن الجفاف هو سبب سقوط الإمبراطورية خاصة أن أنماط المناخ المماثلة حدثت خلال ازدهار وسقوط حضارة المايا، وأوضح: "تزدهر الحضارة مع كمية الأمطار ووفرة الغذاء، ولكن بمجرد أن تتوقف الأمطار عن المناطق لفترات طويلة من الزمن، فإن هذا يتسبب في المجاعة وعدم الاستقرار السياسي والحروب الأهلية والغزوات الأجنبية".

اخر الأخبار