فشل اسرائيل في اعادة انتاج الصهيونية

تابعنا على:   20:27 2019-11-19

نضال خضرة

أمد/ بات من الواضح أن إسرائيل 
عاجزة عن إعادة إنتاج صهيونتها من جديد في المرحلة القادمة، نتيجة عدة أسباب مترابطة، بعضها سياسي وإقتصادي، وبعضها الآخر ثقافي.
الأسباب السياسية لها علاقة بالمتغيرات الدولية، والديمغرافية، إضافةً إلى الصراع السياسي داخل المجتمع الإسرائيلي بين الصهيونية الدينية، والصهيونية القومية، والصهيونية العلمانية، 
أما عن الأسباب الاقتصادية، فلها علاقة بتراجع قيمة بعض الثروات الكامنة في المنطقة، بسبب تنامي مصادر الطاقة البديلة، وتحول مصادر الثروات ذات القيمة جغرافياً، لاسيما الغاز من الخليج إلى شرق المتوسط. 
أما الأسباب الثقافية، فتعزى للتحولات الفكرية الناتجة
عن التطور الثقافي والحضاري 
الذي شهده العالم في العشرين عاماً الأخيرة بسبب ثورة الإعلام، والتي ساهمت في كشف الحقيقة الزائفة لهذه الدولة التي كانت تدعي بأنها قائمة على الديمقراطية 
والحرية الدينية والسياسية والعدالة، والحقيقة 
التي بدأت تنجلي أمام المجتمعات بسبب تلك الثورة، أن هذه الدولة عنصرية قائمة على التطرف الديني والتعصب القومي.
إلى جانب كل ذلك، فإن إسرائيل كيان محتل أقيم بفعل أعظم جريمة إنسانية في القرن الماضي، توازي الهلوكوست، وهي إنكار وجود شعب بأكمله، مما أدى لأكبر عملية إغتيال منظمة في التاريخ المعاصر، وهذا الاغتيال كشف حقيقة أن هذه الدولة هي مولود غير شرعي وغير طبيعي يعاني من تشوهات خلقية.
أما الإعتقاد السائد لدى البعض 
بأن هذه الدولة قادرة علي البقاء بسبب الإكتفاء في قوتها
 الإقتصادية والعسكرية بمعزل 
عن تلك المتغيرات فهو اعتقاد خاطئ، لأن الحاضنة مفقودة بسبب الصراع الديني التاريخي الكامن في الوعي الجمعي لشعوب هذه المنطقة، والذي تعزز بالآلام التي خلفتها هذه الدولة، والتي أصبحت جزءاً أصيلاً من التاريخ المعاصر.
لذا، لن تستطيع إسرائيل  
العيش والبقاء في هذه المنطقة مكتفية بقوتها العسكرية والاقتصادية.

اخر الأخبار