خانيونس:عائشة العبادلة تتحدى إعاقتها وكوابيس صواريخ اسرائيل

تابعنا على:   09:43 2019-11-20

أمد/ خانيونس: كثيرًا ما يتعرض قطاع غزة للاعتداءات الإسرائيلية، فلا يكاد يمر شهر أو أقل إلا ونشهد اعتداء أو أكثر، وكان أخرها العدوان الذي وقع في الأسبوع الماضي وتحديدًا بتاريخ 12/11/2019، والذي خلّف وراءه عشرات الشهداء والجرحى، وتدمير العشرات من المنازل على رؤوس ساكنيها، وتشريد العديد من المواطنين، ناهيك عن الحروب المتكررة والتي كان أخرها حرب 2014.

ولم يكن الأطفال وطلبة المدارس بمنأى عن هذه الاعتداءات وما تخلفه من آثار سلبية تنعكس على تصرفاتهم، وتغيّر من نمط سلوكهم، فانتابت الكثير منهم حالة من عدم الاتزان النفسي، بسبب الكوابيس الليلية نتيجة للانفجارات واستهداف منازل المواطنين العزل وتدميرها فوق رؤوسهم، كل ذلك ولّد حالة من الذعر لدى الأطفال وطلبة المدارس.

• عائشة محمود العبادلة طالبة من عشرات آلاف الطلبة في قطاع غزة يعيشون المعاناة ذاتها، وهي في الصف الرابع الأساسي بمدرسة مسقط الأساسية ب للبنات التابعة لمديرية شرق خان يونس، وتعاني من عيب خَلْقي في يدها اليسرى لازمها منذ الولادة، لذا فهي تعتمد على يدها اليمنى بشكل كامل خلال ممارسة حياتها اليومية في البيت مع عائلتها، أو خلال وجودها في المدرسة، فهي تتابع دراستها بشكل طبيعي، وتمارس نشاطها اليومي المتميّز في المدرسة شأنها في ذلك شأن زميلاتها الطالبات، ولم تقتصر معاناة عائشة على هذا العيب الخلقي فحسب؛ بل إنها تعاني من الكوابيس الليلية التي سببتها الاعتداءات والحروب التي شنتها إسرائيل على غزة، ففي عدوان 2014 تعرض بيت جدها للقصف حين كانت هي و أسرتها مع مجموعة من أقاربها تجمعوا فيه هربًا من ويلات الحرب، نتج عنه وقوع العديد من الإصابات الخطيرة، وكان من بينها عائشة؛ حيث أصيبت بجراح خطيرة جدًا رقدت على إثرها في غرفة العناية المركزة لعدة أيام، عانت على إثرها من الكوابيس الليلية لفترة طويلة، لكن هذه الحالة لم تستمر طويلًا، إذ أخذت تخف تدريجيًا بفضل متابعة إدارة المدرسة لها، وتواصلها مع والديها بشكل مستمر، كما لعبت المرشدة التربوية أ. أمل النجيلي دورًا مهمًا في متابعتها، لكن هذه الحالة عادت إليها من جديد في العدوان الأخير الذي شنه الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة الأسبوع الماضي، إلا أنها استطاعت أن تتجاوز هذه الأزمة مرة أخرى، وتتغلب على المعيقات الجسدية والنفسية؛ و أن تشق طريقها بكل إصرار وتحدٍ، وتمارس حياتها بشكل طبيعي، فهي تذهب إلى المدرسة مبكرًا، وتتلقي الدروس وتمارس الكثير من الأنشطة التي تبدع فيها، خاصة وأنها عضوة مميزة في فريق الكشافة بالمدرسة، كما أن لها نشاطًا بارزًا في الإذاعة المدرسية بما تقدمه من إسهامات كان لها الأثر الإيجابي على طالبات المدرسة.

 ولم يقتصر دورها في المدرسة على هذه الجانب فحسب، بل إنها عضوة بارزة في لجنة التوجيه والإرشاد والتعليم الجمعي، وهنا يبرز دور المرشدة التربوية النجيلي التي تتابع حالتها عن كثب، حيث أكدت أن عائشة تتجاوب بعد كل جلسة إرشادية وتشارك في كافة الأنشطة التي تكلف بها، كما شهدت معلماتها بتفوقها الطبيعي في كافة المباحث بحيث لم يكن لحالتها الخاصة أدنى تأثير على تحصيلها الدراسي.

اخر الأخبار