أمد/ غزة- صافيناز اللوح: بقوة وعزيمة، وضعت  أقدامها على أولى خطوات الأمل، ونشرت بين طيّات طموحاتها المستقبلة حكاية تسطرها عقبات ومصاعب تم تخطيها بحنكة وذكاء عقلي، حتى وصلت إلى تحقيق الهدف الذي وضعته بين نصب عينيها.

ايمان أبو على 28 سنة من بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، أم لأربعة أطفال خريجة تجارة- قسم إدارة أعمال، وأخيراً صاحبة مطعم "لمة صبايا" الأول في قطاع مختص بالفتيات، خلال مقابلتها مع "أمد للإعلام"، أكدت أنّ "فكرة مشروعها أتت من احتياج، ثم تحولت لاستفتاء من نساء المنطقة".

قالت "ايمان"، إنّني "وجدت المكان الذي اتواجد به بحاجة إلى هذا المشروع، لأن أقرب مكان لنا بعيد ومواصلات ولا يوجد أمان به لفتيات من عمر 14-18 سنة ممكن أن يجلسوا لوقت متأخر بمكان بعيد كهذا".

واجهت الخريجة العشرينية، الكثير من المصاعب قبل افتتاح مشروعها "لمة صبايا"، فالعقلية الفلسطينية المبنية على العادات والتقاليد المنغلقة نوعاَ ما، جعلها طريحة "سوء الفهم"، والاستياء من هذا المطعم.

وأضافت، بدأت المشروع باللجوء لمؤسسات كثيرة ورجال أعمال، ولم أجد قبول من أي أحد، فصممت على البدء بهذه الفكرة، رغم المعارضات والانتقادات على هذا المشروع، والتي اختفت تدريجياً على هذا المشروع بعد ما بدأت توضح أفقه، ودخلوا المكان، والخدمات التي يتم توفيرها داخل جدرانه، وبعدها بدأت توضح الصورة للناس".

افتتحت ايمان مطعم "لمة صبايا"، وسط فرحة كبير للفتيات، بوجود مكان للتجمع بين الصديقات والأقارب، دون ارتباط أو خجل من وجود الرجال أمامهن، ليقضين وقتاً ممتعاً بمفردهن.

وجهت إيمان خلال حديثها مع "أمد"، رسالتها للنساء اللواتي يهابون المجتمع أو عائلاتهن، ويمتنعون عن تطبيق أفكارهن ومشاريعهن على أرض الواقع، متخوفين من العادات والتقاليد المجتمعية المتزمتة، والتي تضيع حقهن في تحقيق طموحاتهم.

وقالت في رسالتها، تحررواّ، موجهةّ دعوتها للأهالي بمساندة المرأة، بأن تكون شريكة في العمل وكافة مجالات الحياة، ودعمها بكافة الطرق الوسائل وإعطاءها الفرصة في الحياة سواء معنوياً أو مادياً.

وأشارت، يكفيهن الوضع الاقتصادي والاجتماعي المفروض عليهن من جهة، والاحتلال من جهة أخرى، مؤكدة "لا تقتلي طموحك ولا أحد يؤثر عليكِ، كوني " قد حالك وسيري في طريقك" حتى تحقيق أحلامكٍ وترى طموحاتك النور.

إذاً.. استطاعت ايمان بمطعم "لمة صبايا"، أن تصل إلى أهدافها، بالإضافة إلى ذلك، توفير مكان راقياً بعيداً عن ضجة العمل أو الدراسة أو حتى المنزل للفتيات، ليجتمعن ويتحدثن بلا رجال.