مقامة شاعر البركان الملثّم

تابعنا على:   12:50 2019-12-10

إبراهيم أمين مؤمن

أمد/ مقامة شاعر البركان الملثّم
بركان في بطن الأرض يصول .
أمّه ..ما عادتْ تتحمل الفجور.
دقّت باب ولدِها فاندفع يثور .
يدمع ثأرًا وحزْنًا على أمّه العجوز.
داستها أطماع تشتعل بالصدور .
صدور تتزين بعقود الشياطين .
أهواء وتقاليد والحقّ في القبور .
فاستغاثوا بدموع التماسيح.

**
أنا الشاعر ، بقرون استشعارى أحسُّ.
فرأيت فتاة تصرخ فهرعتُ أذبُّ .
فجنبتها من صهير ثائر عابر يدب ُّ.
فلفحني في وجهي وانفلتُّ بها أفرُّ .
وضعتها في مأمن وذهبت للخلاء .
أتحسّس وجهي المتهالك المنهار .
وجه تشوّه وتجمّل بزينة الرجال .
بيعة رابحة ، بيعة رابحة ، بيعة رابحة .
لثّمتُّ وجهى وصرتُ الشاعر الملثم .
أُشعرُ للجمال الروحي ونبذ التصنّع .
وبعد سنين ، على ضفاف بحر يثور .
وجدت فتاة البركان تسأل الله صدوق .
فأتيتها مشْعِرًا قصيدة حُبّ الأصول.
ونبْذ القشورالتي امتزجتْ بالصدور .
وتبادلنا حديث المحبين ، حديث عجيب .
رأتني فيها الصدوق والصدّيق والرسول .
وما أعلمتها بأنّي صاحب البركان الرهيب.
حديثها مقنّع ، حديثها مقنّع ، حديثا مقنّع .
وجهي ملثّم وحديثها مقنّع .
قالتْ أرني ، وجهك الملثّم .
فقلتُ صدقاً، وطفقتُ أعبّر .
قلبي رسولك ، صباح مسا .
وجهي فَدَاك ِ، من بركان الثرى.
قلبي أحبك ، بإخلاص الأنبيا .
وجهي فِداكِ ، وحياتي كلّها .
القلب جوهر الروح تدقّه .
والوجه تجهله الروح وتعفّه .
تعاب القلوب إذا دنّستْ .
وما تُعاب الوجوه إذا قَبُحتْ .
وها وجهي، وجوه فداء جمُلتْ .
حديثي صدوق ، ولساني عفيف .
فهلعتْ وولتْ الدّبر .
فأتيتها من القُبل .
فقالتْ كذّاب أشِر .
فقلتُ من الكذّاب الأشِر ؟
الوجه الذي أعطى ومنح ؟
أم القلب الذي حبّ وصدق ؟
وتركتها تمرّ وظلها اختفى .
إعراض صريح بكبْر الشياطين .
عادتْ إلىَّ ، ناداها الضمير .
أرادتْ جزائي ، جزاء الردود .
وحب مزيف ، زيف العطوف .
فقلتُ قلبي ليس رخيص .
ووجهي غال لمخلص مصيب .
وما عملي في البركان الرهيب .
إلا فروضًا فرضتها الدهور .
وحسن جزائي جزاء مخْلصين .
وإخلاصه قلب يحبّ الصالحين .
ووجهي شرف لكلّ السالكين .
فابتعدي شمالاً وأنا في اليمين .
فحبّي لغيرك وحبك مستحيل .
عطاؤك رخيص ، عطاؤك رخيص ، عطاؤك رخيص .

اخر الأخبار