دراما الإنتخابات الفلسطينية العامة

تابعنا على:   22:55 2019-12-10

هاني أبو عكر

تعددت الاسباب وإمتدت حلقات العتاب وتوافقت الجموع وإتفقت الاحزاب وقرر الرئيس أن الإنتخابات العامة تنتظر موافقة حماس التامة بعد تسليم كتاب الموافقة مع الاحزاب الأخرى المتبقية ، وكأننا نعيش لحظة الإنتظار لقرار مرسوم الإعلان، الذي يرتهن لقرار حكومة الإحتلال بشروطهم للسماح للمقدسيين بالمشاركة في الإنتخابات الفلسطينية العامة ، فهل جهلنا صفعات سابقة وملمات حاضرة وقرارات فاجعة ونكسات صادمة ومرجعيات حاكمة وأقاليم وازنة ودول مقررة وأعراب مطبعة ، لكي نفهم واقع القرار ونص مرسوم الإنتظار علينا تحليل ما سبق لنصل لما لحق,

فالإنتخابات فرقعة إعلامية لنزعة قرارات سياسية ولرمي الكرة في صحراء قاحلة لن تجد لها ظل ولا حتى أثر بعد عين ، ففي عهد ترامب ونتنياهو والعوار العربي والصمت الغربي والتقهقر الإسلامي لن ينتزع قرارا ولن يفرض مصيرا ، ففي عهد الدب العقاري دونالد ترامب الذي تنتهي ولايته في 20 يناير 2021م ، وأيضا في ظل ترتيبات الإنتخابات القادمة للكنيست في يوم الثاني من اذار/مارس من العام 2020 ، وفي ظل إعتراف إدارة ترامب في السادس من ديسمبر 2017 ، رسميًّا بالقدس عاصمة لما يسمى إسرائيل ووفق قانون الدولة القومية لليهود المقر في القانون الأساسي لدولة الإحتلال في 19 يوليو 2018 ، الذي يُعرِّف إسرائيل بأنها دولة قومية للشعب اليهودي ، الذي أقرته الكنيست الإسرائيلي كقانون بأغلبية 62 ومعارضة 55 وبامتناع نائبين عن التصويت والذي ينص على أن "حق تقرير المصير في دولة إسرائيل يقتصر على اليهود، والهجرة التي تؤدي إلى المواطنة المباشرة هي لليهود فقط"، وأن "القدس الكبرى والموحدة عاصمة إسرائيل"، كيف سيتم الرجوع خطوة من خطوات محصلة تنتظر أخرى لتقضي على حلم الدولة وتعيش منتظرة لأجزاء ما تبقى من صفعة العصر المقررة ، ليست هي مقررات فلسطينية تتدحرج بين الرفض والصمت والمواجهة ثم ترجع فارغة مفلسة معللة، أو كخطابات فارغة وتحديات سادجة وإستجداءات صاغرة ، فذاك عجب العجاب وهدر للأحلام وضياع للقرار.

ما يحصل بإختصار تحدٍ فارغ الأركان وخطوات ناقصة مفلسة مستنسخة، إذا ما الحل، نحن بين خطوتين كلاهما مر ، الأولى إعلان إنتخابات بلا مشاركة العاصمة القدس ، كأنه إعتراف ضمني للغير قرارا وواقعا ، وبين تعليق الاستحقاق الوطني الذي طال إنتظاره بإشارة رفض معللة كانت مخطط لها ومنتظرة لترفع الحرج وتعلل السبب وترفع العتب .

لذلك الحل يكمن في حل واحد فى ظل سوداوية المشهد والتراجع العربي والإنقسام الفلسطيني والرفض الكوليونالي هو إعلان تشكيل حكومة وطنية تسير الأعمال وتعمل على وحدة الجغرافيا وتعزيز الصمود والمواجهة وبنفس هذه الخطوة العودة إلى وحدة الصف سياسيا وجغرافيا وشتاتا بتمثيل وطني واحد جامع على أساس مشروع وطني تحرري يفرض التوابث ومقبول للمجتمع الدولي بشكل عام إتفاقا وقرارا وتطبيقا ، بغير ذلك هو مراوغة والسير في حلقة مفرغة صامتة مجوفة مغلقة معللين غير مكترثين في الحكم باقون ما بقي الزعتر والزيتون إرث بلا منازع وحكم بلا منافس .

هناك من يصنع التاريخ وهناك من تفضحه صفحات التاريخ ، فلم تعد المنظمة مقبولة ممثلا شعبيا شرعيا وحيدا بهذه الكهول وهذه التنازلات وهذه المفاوضات وبنفس البرنامج الإستجدائي الذي حتى يرفضه الآخر ، وأيضا غير ممثل فيه الكل الفلسطيني ومختصر على غيره عنوانه المهادنة ويحرم شرعية المقاومة ، نحتاج ممثلا واحدا نتفق عليه برنامجا وطنيا واحدا وبيتا جامعا بلا إنفراد قرار ولا سطوة حكم ولا ورث سلطة ، بغير ذلك بقاء وضعنا على ما هو عليه متجرع كأس الفرقة والحصار من جهة ومن جهة أخرى سلطة كارتونية مجتزأة مشتتة بروابط قرى مفتتة .
يا ليت قومي يعقلون .

كلمات دلالية

اخر الأخبار