"الإسرائيليون" يختلفون إلا في العدوان

تابعنا على:   11:51 2019-12-14

حافظ البرغوثي

أمد/ يتوجه «الإسرائيليون» في مارس/آذار المقبل إلى جولة انتخابية ثالثة في أقل من سنة، بعد جمود الوضع السياسي الداخلي بين كتلتي اليمين واليمين المتطرف، في وقت زاد فيه الوضع الحزبي اضطراباً بعد ظهور منافس قوي لنتنياهو على زعامة الليكود هو الوزير السابق جدعون ساعر، وسينافسه في الانتخابات الداخلية المقررة أواخر الشهر المقبل. وقد بدأت الأزمة عند انسحاب أفيجدور ليبرمان من حكومة نتنياهو لعدة أسباب، منها عدم الحسم في غزة وعدم تنفيذ اتفاق إلزام الحريديين المتدينين بالخدمة العسكرية، وهم قوة كبيرة في الكنيست شكلوا 15 عضواً.

كما لم تحسم الانتخابات التي جرت مرتين، الأزمة لتعادل القوى بين الكتلتين، ما أفضى إلى الجمود السياسي الحالي بعد تبلور الاتهامات ضد رئيس الوزراء نتنياهو في قضايا الفساد التي تلاحقه، وباتت شغله الشاغل لتشكيل حكومة عله يكسب من ورائها حصانة من المساءلة القضائية، وهو ما رفضه رئيس حزب «أزرق أبيض» الجنرال جانتس. وكان نتنياهو يخطط لإجراء تغييرات في سلطة القضاء ووزارة العدل، ما يتيح له التخلص من الذين وقفوا ضده في التحقيق في قضايا الفساد.

وقد ركز نتنياهو في مشاوراته لإخراج حكومة بزعامته على القضايا السياسية الخارجية للتغطية على هدفه الأساسي وهو إنقاذ نفسه، وزعم أن عدم ترؤسه حكومة سيضعف «إسرائيل» بسبب علاقاته الواسعة مع زعماء العالم الكبار، وأشار إلى أنه يريد حكومة وحدة وطنية لكي يضم الجولان والأغوار.

لكن لا خلافات كما يظهر بين «أزرق أبيض» والليكود حول هذا الأمر، فحزب الجنرالات برئاسة جانتس يؤيد ضم الأغوار لأسباب أمنية كما يدعي؛ بل إن حزب الجنرالات أكثر تشدداً في المواقف تجاه إيران، حيث قال جانتس إن الخطط جاهزة لتوجيه ضربة قوية إلى إيران دون مساعدة من أحد، وإن تحييد حماس في غزة يحتاج إلى عملية عسكرية قوية، وشدد جانتس على التهم الموجهة ضد نتنياهو بملفات فساد، وقال إنه يستغل القضايا الأمنية لتلبية احتياجاته السياسية في إطار حملته الانتخابية، وانتقد جانتس إمكانية إبرام تحالف دفاعي مع الولايات المتحدة، وقال: «نتنياهو يُدرك جيداً أن الأجهزة الأمنية تقاوم منذ سنوات عقد تحالف يقيدنا في الدفاع عن «إسرائيل»، لكن يبدو أن هناك خلافاً واحداً بين الحزبين يتركز حول قضايا داخلية خاصة بالموقف من الأحزاب الدينية التي تتمسك بمطالبها، وهي الإعفاء من الخدمة العسكرية ووقف العمل والمواصلات أيام السبت، والحصول على ميزانيات لمدارسها ومعاهدها، وهو ما يرفضه ليبرمان وكذلك الرجل الثاني في حزب الجنرالات يائير لبيد، الذي تنازل عن مبدأ التناوب على رئاسة الحكومة مع جانتس، وأعلن أن حزبه يخوض الانتخابات الثالثة موحداً برئاسة واحدة لجانتس، وهذا أدى إلى ارتفاع نسبة التأييد لهذا الحزب في استطلاع للرأي نشر الثلاثاء الماضي، بعد تقديم اقتراح حل الكنيست.

وكان معارضو نتنياهو في حزبه وعلى رأسهم جدعون ساعر، قال: «مشكلتنا أننا فقدنا الأغلبية في الكنيست، وللأسف الشديد، فإنه طالما يستمر نتنياهو في قيادة الليكود، لن تكون لدينا أغلبية»، وتابع ساعر أنه «توجد جماهير بأكملها مستعدة لتأييد الليكود برئاستي، وهذه جماهير لا يصل نتنياهو إليها».

وبحسب استطلاع القناة 13 «الإسرائيلية»، فإن «كتلة اليمين» قد تحافظ على تمثيلها الحالي (55 مقعداً) إذا ما خاض الليكود الانتخابات برئاسة ساعر، لكن في حالة تزعم نتنياهو لليكود، فإن معسكر اليمين سيتراجع إلى 52 مقعداً، ويرتفع معسكر جانتس إلى 47 مقعداً.

وعلى الرغم من الخلافات السياسية بين المعسكرين «الإسرائيليين»، فإن جانتس يؤيد بقوة، شن عدوان كبير على غزة أو أية مناطق عملياتية لصالح دولة الاحتلال؛ أي أن الفترة الانتقالية منذ الآن وحتى موعد الانتخابات الثالثة، يمكن للاحتلال أن يشن عمليات عسكرية موسعة بموافقة جميع الأحزاب. وقال جانتس خلال لقاء عقده مع رؤساء المستوطنات حول غلاف غزة، إنه سيدعم أي عدوان ضد قطاع غزة أو أية عمليات تخدم «إسرائيل» في المرحلة الحالية بادعاء توفير الأمن.

عن الخليج الإماراتية

كلمات دلالية

اخر الأخبار