جونسون وسياسة القهر والجموح

تابعنا على:   12:59 2019-12-16

خالد صادق

أمد/ الفوز الساحق الذي حققه زعيم المحافظين البريطانيين بوريس جونسون وإلحاق هزيمة تاريخية بحزب العمال البريطاني, يمثل مكسبا كبيرا لإسرائيل, نظراً لمواقفه المساندة لسياساتها, والتشابه السياسي الكبير بينه وبين الرئيس الامريكي دونالد ترامب, بوريس جونسون وصف نفسه بأنه صهيوني متحمس, صحيفة «يديعوت أحرونوت»العبرية علقت على فوز جونسون بالقول : «في إسرائيل عموماً وبمكتب (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو على وجه الخصوص يسود شعور بالرضا لانتخاب بوريس جونسون رئيساً لوزراء بريطانيا». وتابعت «يرتبط جونسون بعلاقة دافئة ومتعاطفة سواء مع إسرائيل أو مع الجالية اليهودية في بريطانيا، وفي إسرائيل ينظر إليه باعتباره رجلا يدرك جيداً التحديات التي تواجه إسرائيل بالمنطقة، وتحديدا التهديد الإيراني». مواقف جونسون تجاه اسرائيل تجسدت في قيامه بإزالة ملصقات «معادية لإسرائيل» جرى تعليقها بمترو أنفاق العاصمة البريطانية بعدما تلقى رسالة واتساب حول الموضوع من الصهيوني المجرم يائير لبيد رئيس حزب «هناك مستقبل» الإسرائيلي, وقد تورط جونسون مع الفلسطينيين، عندما قال: إن قادة حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) هم شرذمة من الأكاديميين اليساريين يرتدون سترة الكوردروي، وليس لهم تأثير وهم ليسوا سوى أقلية غبية, وكان جونسون يشير لدى حديثه عن سترة الكوردروي إلى جيمي كوربين رئيس حزب العمال البريطاني المعارض، والمعروف بمواقفه المناهضة للاحتلال الصهيوني .

صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية قالت إن أحد أسباب «حب» جونسون لإسرائيل ربما يكمن في زيارته وشقيقته لها في يوليو 1984 خلال عطلتهما الصيفية الدراسية، وقتها تطوع جونسون في كيبوتس (مزرعة تعاونية) كفار هناسي في الجليل الأعلى, وكتب جونسون إنه خلال فترة تطوعه بالكيبوتس الإسرائيلي كان يغسل الأطباق في أغلب الأحيان للإسرائيليين، توافق جونسون مع سياسة ترامب دفع الاوروبيين للتخوف من سياساته, ففي مقال رأي لها على الموقع الإلكتروني لمؤسسة DW الإعلامية ترى الصحفية الألمانية المتخصصة بالشؤون الأوروبية، باربرا فيزل، أن «جونسون متقلب وليس دبلوماسياً ولا خبيراً بالشأن الشرق أوسطي، ويمكن في أي لحظة أن يتخذ قراراً بترك برلين وباريس والذهاب إلى ترامب. وتضيف أنه يمكن أن يتعرض للابتزاز من جانب واشنطن لأنه يسعى وبشكل عاجل وراء اتفاقية تجارية معها», شواهد كثيرة تدل على ان «اسرائيل ستتمتع بعلاقات حميمية مع بريطانيا خلال المرحلة المقبلة, وتأييد مطلق لسياساتها, فالرئيس الصهيوني، رؤوفين ريفلين، ووزير خارجيته، يسرائيل كاتس، سارعا إلى تهنئة بوريس جونسون برئاسة الحكومة البريطانية, وهناك رهان اسرائيلي كبير على بوريس جونسون بشأن تأييد مواقف «اسرائيل» السياسية في التعامل مع القضية الفلسطينية, والتصعيد باتجاه ايران, وضرب الموقف الاوروبي.

الرهان الامريكي على مواقف جونسون السياسية تمثل في كلمات ترامب التي قالها في حق جونسون خلال خطاب له في واشنطن ليقول له إنك (ترامب بريطانيا). مضيفا: «لدينا رجل جيد سيكون رئيس وزراء بريطانيا الآن». وكان ترامب قد قارن نفسه بزعيم حزب المحافظين الجديد بوريس جونسون، وقال إنه أدى عملا رائعا كوزير للخارجية. وفي المقابل، أبدى بوريس جونسون إعجابه بأسلوب تعامل ترامب مع الشؤون السياسية، وقال جونسون الجامح سياسيا: «في الحقيقة أعتقد أن النهج الذي اتبعه دونالد ترامب، في السياسة آثار خيال الناس في أنحاء العالم», فهل ستحكم المواقف الشخصية سياسة البريطاني الجامح بوريس جونسون, ام انه سيلتزم بالسياسة العامة للمؤسسة البريطانية, وهل يستطيع ترامب ونتنياهو جر جونسون الى حظيرتيهما, ام سيبقى داخل الحظيرة البريطانية, وكيف يمكن للسلطة الفلسطينية ان تتعامل مع السياسة البريطانية المستقبلية فيما يخص القضية الفلسطينية, بعد ان عجزت تماما عن مواجهة سياسة ترامب العنجهية, فهل ستبقى في دائرة العجز بعد ان اصبحت المصيبة مصيبتين بتولي جونسون لرئاسة الحكومة البريطانية.

كلمات دلالية

اخر الأخبار