أمد يكشف أسباب وجود إطارات سيارات تالفة في قطاع غزة.. وسائقون: سنخسر حياتنا!

تابعنا على:   23:31 2019-12-16

أمد/ غزة - نسرين موسى: يشتك سائقون في قطاع غزة من إطارات سياراتهم التي يشترونها من ورش الإطارات، حيث يتفاجؤون أثناء قيادتهم لسياراتهم بحركة غير منتظمة ،مع حدوث ارتجاج لو زادت سرعة المركبة، وملاحظتهم لاعوجاج في الإطارات .

السائق أحمد حطاب من خانيونس يقول :" كانت حياتي ستتعرض للخطر لولا لطف الله، حيث كنت أسير بسيارتي من طريق البحر، فتفاجأت بإطارات السيارة ((عجلات)) من الجهة الأمامية ينحرفان من مكانهما وكنت سأصطدم بإحدى الاعمدة إلا أني استطعت السيطرة على سيارتي".

و يضيف لــ أمد للإعلام": توجهت على الفور إلى صاحب الورشة التي اشتريتهما منه وأخبرته بما حدث معي، حيث اشتريت الاطارات بمبلغ 1000 شيكل ،وكانت صدمتي حينما أخبرني صاحب الورشة أن بعض الاطارات التي تدخل إلى قطاع غزة ، رديئة، وسرعان ما تتعرض للتلف".

وعن تفادي خسارته للمبلغ الذي اشترى به الاطارين يقول أبو حطاب:" قام صاحب الورشة بتحمل جزء من الخسارة ، على ان يتم استبدالهما بإطارات صالحة".

الناطق باسم اتحاد تجار إطارات السيارات بغزة، طرزان دغمش عند سؤاله عن صحة وجود إطارات تالفة في قطاع غزة ؟ يردف لــ " أمد للإعلام": إطارات السيارات التي تصل قطاع غزة عن طريق مصر بها مشكلة ، لأنها لا تتلائم مع الأجواء الاقليمية بين افريقيا واسيا ،ولأنها ليس حاصلة على علامات الجودة سواء التيكن الاسرائيلي أو الايزو العالمي ،وهذا ما كان يحدث سابقا ".

يضيف دعمش: "نراسل أكثر من شركة بعدة دول، ومن ينطبق عليه "التيكن الاسرائيلي" يتم شرائه ، وكان الذي يوافق عليه لا يتعدى 20% من العروض، مشيراً أن في مصر لا توجد مواصفات وفقط الذي يوجد "عجل كاوتشوك" ،

وتختلف تحمله للحرارة ، حيث تصبح حرارته مرتفعة ، فيما تتميز أجواءنا بالباردة ". ويكرر دغمش تأكيده وجود فرق شاسع بين نوعية الإطارات المستوردة من مصر عبر معبر رفح، وبين التي كانت تصل من معبر كرم أبو سالم، فالأخيرة جودتها مرتفعة.

وحول كيفية تعاملهم مع السائق الذي يشتكي من رداءة الإطارات بعد شراءها ، يقول دغمش:" عندما تعطب الإطار ويتقدم السائق بشكوى لدى الشرطة فإما تحفظ الشكوى لفهم المرور طبيعة الاطارات المستوردة من مصر، أو يتم التفاهم مع السائق بتحمل جزء من التكلفة".

ويضيف دغمش:" الأخطر من ذلك سرعة استجابة العجل للفرامل الفجائية، وهو على سرعة عالية ضعيفة، مما يجعل احتمال تفادي التصادم ضعيف، حيث تضاعف المسافة التي يمكن إيقاف السيارة بالفرامل الفجائية".

ويشير دغمش أن البضاعة التي تدخل ميناء أسدود، لا تدخل الميناء بدون شهادات جودة حسب القانون الاسرائيلي، ووزارة المواصلات الإسرائيلية ، وفحص "التيكن"( الجودة الاسرائيلية)، تضع اسس للتعامل ولا يوافق على أي اطار، فقط واحد من كل خمس شركات لانهم يدققون كثيرا بجودة المنتج حسب الجودة الاوربية والعالمية، وورق افادة رسمية تفصيلية مثل كمية السلك الموجودة وكمية البلاستك والمطاط، وكم يتحمل درجات حرارة والضغط ، لذلك سواء تم استيرادها من إسرائيل او عبر اسرائيل تكون ذو مواصفات عالية."

يختم دغمش:" تواصلنا مع وزارة المواصلات بشكوى حول نوعية إطارات صناعة تركية شركة "واتر بولار"، من بعض النوعيات التي تضررنا منها بشكل كبير ، وابلغنا يحيي ابو شرخ والمهندسين بوزارة المواصلات لمنعه من دخول معبر رفح وتم الاستجابة.

ويتفق مع حديث دغمش صاحب شركة دياب للإطارات عمر دياب . ويُقر دياب في حديثه لــ أمد بوجود اطارات غير مكتملة المواصفات لكنه يقول الان افضل من قبل". ويضيف دياب :" كثيرا ما يشتكي السائقين من وجود اطارات غير مطابقة للمواصفات ، وغالباً الخسارة تقع على السائق".

وحول خطواتهم للتخلص من المشكلة يؤكد دياب :" تواصلنا مع وزارة المواصلات في غزة، واتفقنا على عدم ادخال اطارات رديئة".

لكن السائق أشرف أبو ناموس من رفح يقول:" أعمل بسيارتي الاجرة لكني أضع النثرية التي أحصل عليها في تصليح الاطارات ، لأني اكتشفت رداءتها، وأصحاب الورش يكذبون علينا بأن الموجود في السوق صالحاً".

وفي حديث لــ الدكتور ماهر الطباع مدير العلاقات العامة والإعلام في غرفة تجارة وصناعة غزة قال:" أن السلع التي تدخل قطاع غزة من مصر عبر معبر رفح، لا تخضع لمقياس معايير الجودة، التي تجرى في دولة الاحتلال، وفق اتفاقية باريس الاقتصادية، التي تنص على أن تخضع السلع الموردة لأراضي السلطة الفلسطينية لمقياس الجودة العالمية التي تسمى محلياً "تيكن".

وبين الطباع أن الإطارات يجب أن تنقل لمعامل ومختبرات خاصة لمقاييس جودة، يقاس فيها سمك الإطار، وقدرته على التحمل، ومقاومة الاصطدام والاحتكاك في الأرض، ومعايير الأمان فيه، وفي حال نجح يسمح بدخوله، والعكس صحيح. الإطارات تدخل من مصر دون فحص للمنتج لغياب وجود معامل، وتعتمد جهات الاختصاص على شهادة المنتج، التي ثبت في كثير من الأحيان عدم صحة ما ورد فيها وفق الطباع، الذي أكد أن شكوى السائقين لا تتوقف بسبب نوعيات تالفة ورديئة من الإطارات التي وصلت من مصر.

المحلل الاقتصادي سمير أبو مدللة عقب على وجود اطارات تالفة في الورش في قطاع غزة من ناحية اقتصادية وقال لــ أمد للإعلام :"لو كان التجار يعلمون بعدم صلاحيتها فهذه كارثة اقتصادية ، حيث تباع بأسعار وكأنها صالحة ويبيعها التاجر بأسعار مرتفعة ، وكارثة أخرى انها تؤدي للحوادث لأنها ليست دقيقة التصنيع.

وشدد أبو مدللة:" يجب ان تكون لجنة المواصفات والجودة في وزارة المواصلات على المعابر وتعاين السلع التي تدخل، لان تركيزهم فقط على السلع الغذائية دون غيرها".

اخر الأخبار