ترامب يقلب الحقائق الوطنية الفلسطينية

تابعنا على:   08:22 2019-12-17

د.صالح الشقباوي

أمد/ فلسطين هي واحدة من قضايا التحرر الوطني ، سرقتها الصهيونية لتقيم عليها ومكانها دولة اسرائيل ، هي التي تتعثر على كافة الجبهات ، بعد ان نجح ترامب في قلب الحقائق وتحويل نقاط الضعف الى قوة وتحويل الجرائم الصهيونية البشعة التي تصل الى حد ابادة الشعب الفلسطيني حجة لاسرائيل لا عليها خاصة وانه يستغل تصهين الرأسمالية العربية التي اصطفت الى جانب الرأسمالية الصهيونية واللتان تسعيان معا للقضاء على الوجود الفلسطيني وتصفية القضية من جذورها، صحيح أن القضية تعيش مرحلة الشيخوخة وتحتاج الى تجديد وصيانة الحاضن الفلسطيني لحقوقنا الوطنية واخضاع أفكارنا للتجديد لذا أقول ككاتب ومفكر أكاديمي فلسطيني أنه يجب أن تستمر وطنيتنا الفلسطينية ليس بفضل التاريخ بل بالرغم عنه لذلك علينا أن نوضح أهدافنا كشرط ضروري وعامل حاسم في الانتصار فنحن لم نشعر أن اسرائيل قد تخلت عن صهيونتها ولم تعد اسرائيل قاعدة للصهيونية فنحن طيلة فترة صراعنا عالجنا القشور ولم نعالج الجوهر، لم نعالج معالجة فكرية تمتد جذورها لأعماق تربة المسألة اليهودية خاصة اذا علمنا أن جل الدعاوى والايديولوجيا الصهيونية تنطلق من مفهوم الارض (ارض الميعاد) التي حسب توراتهم وهبها الله لشعبه المختار وحلم العودة والذي الفته و نسجته الصهيونية من التراث والاسطورة العبرية كما نسجت حنين العودة وهو حنين اليهودي الى ذاته خاصة اذا علمنا ان الصهيونية تعتبر صلة الشعب المختار بالارض المختارة جزء من معطيات وجدانه التاريخي المباشر ومن هويته الدينية والقومية فالشعب اليهودي لا يحقق ذاته الكاملة الا في الاتحاد الاقنومي بالارض ، فالصهيونية تشير الى ان المسألة ليست اولا مسألة شعب بما هو شعب بل هي مسألة تلازمه مع أرض بعينها تحقيقا لميثاق الشعب اليهودي ووعد الله له بأرض اسرائيل فالقومية اليهودية عندهم تعني المطالبة بالأرض وبذلك يتحول الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين الى حق تاريخي مشروع، فاسرائيل تقوم على حق تاريخي لا حق احتلالي وبذلك تخفي الصهيونية جريمتها الكبرى التي تمارسها ضد الشعب الفلسطيني وضد أرضه ووطنه تحت سمع وبصر العالم خاصة وأنها حرصت على تقديم تاريخ اليهود في صورة مجردة مثالية خارج مسرح الأحداث، مقطوع الصلة عن أرضه المادية والاقتصادية من خلال تزييف التاريخ اعتمادا على حق القوة واعتماد على الدعاوى الصهيونية التي اعتبرت الأرض وطن تاريخي لشعب اسرائيل الذي شرد منها بالقوة وبالتالي له الحق المشروع في العودة اليها وان الشتات حصل نتيجة غزوات دموية تعرض لها الشعب اليهودي في فلسطين، ويبقى المنفى قائما في كل ألارض حتى العودة لأرض الميعاد خاصة وأن الصهيونية تعتبر ان الشعب اليهودي يمثل تعاقبا تاريخيا متصلا برغم المذابح والاضطهاد والتشتت وعاش برغم التاريخ ...!!!

اخر الأخبار