الأثار السلبية لظاهرة التسول في قطاع غزة وكيفية علاجها

تابعنا على:   10:25 2020-01-05

ليندا عبد الكريم عبيد

أمد/ تعد ظاهرة التسول ظاهرة معقدة وعميقة ،، حيث تنقسم أراء الناس حولها فنجد من هو متعاطف معها ومن هو رافضُ لها .

ويكمن التعقيد في ظاهرة التسول الى كونها ظاهرة إجتماعية وثقافية ،، فهي بكل أسف إنعكاس سيء لإنعدام التكافل المجتمعي وكذلك أيضا صورة دلالية لإنخفاض المستوى الثقافي داخل المجتمعات .

فعند الحديث عن الظاهرة بصفة العموم نرى انها مؤشر على الفوضى الإجتماعية والطريق المؤذية إلى جنوح الأطفال سواء المتسولين منهم بصورة مباشرة او أولئك التابعين لأسرة احد الوالدين او كليهما فيها يمتهن التسول .

أما لو تحدثنا عن الظاهرة في قطاع غزة فنلاحظ الإزدياد الغير طبيعي لأعداد المتسوليين وخصوصاً من الأطفال الذين يفترض بهم الأمر انهم في سن التعليم الإلزامي .

فأين يكون الحل إذاً ؟؟

وهل تستطيع الحكومات وحدها محاربة هذه الظاهرة؟؟

سيكون الجواب حينها وبشكلِ طبيعي لا ،، بدون مساندة من جميع مكونات المجتمع وأولها المنابر داخل المساجد وذلك من خلال حث الناس على التكافل في خطب الأئمة ودروسهم وحلقات العلم المرتبطة بذلك ،، كذلك من خلال تعاون المؤسسات التعليمية التي يكمن دورها من خلال الإهتمام بالأطفال الذين تكرر غيابهم بشكل ملحوظ وتتجه المؤشرات نحو توجههم الى تلك الظاهرة ،،

كذلك هناك دور هام لمؤسسات الرعاية والإغاثة في إنقاذ هؤلاء الأطفال وتلك الأسر من هذا الإعصار الإجتماعي المدمر .

ولذلك عزيزي القارئ لمقالتي المتواضعة أترك بين أيديكم وجهة نظري التي قد تساعد في الحد من هذه الظاهرة ،، وذلك من خلال ما يلي :-

• تكوين لجنة تكافل خاصة يكون المرشحين لها شخصيات وازنة ومستقلة ومشهود لها بالأمانة وحُسن الخلق .

• مراعاة التنوع الجغرافي لأعضاء اللجنة بحيث تشمل جميع المناطق السكانية .

• احصاء الأسر ذوي الفقر المدقع ومن يتوجه من تلك الأسر نحو التسول .

• التوجه لرجال الأعمال وأصحاب المصانع والشركات والعمل على إيجاد فرص عمل لأحد أفراد تلك الأسر او كفالة الأسر المحتاجة من قبل رجال الأعمال .

• العمل بجانب الدوائر المختصة في الحكومة من أجل ردع معاقبة كل من يثبت أنه يمتهن التسول كمهنة وليس من باب الحاجة الماسة .

• بناء برنامج توعي كامل من خلال الإعلام والمساجد والمدارس والجامعات وكذلك المؤسسات يُحفز بدوره على التكافل المجتمعي ومساعدة المحتاج وتنمية روح المبادرة .

• فرض منح جامعية للطلاب الغير قادرين على إكمال دراستهم بسبب الفقر .

ختاماً /

ان الانتشار الكبير والملاحظ لهذه الظاهرة هو مؤشر حقيقي للفوضى الإجتماعية، ، وانعدام المستوى الثقافي وروح المبادرة وصفة التكافل داخل المجتمع الواحد

لذلك يتوجب علينا جميعاً العمل من أجل تحقيق التكافل والحد بشكل مبدئي من هذه الظاهرة وصولاً للقضاء عليها نهائياً من خلال تحقيق المساواة واحقاق العدل التوزيعي داخل بنية المجتمع .

اخر الأخبار