صاروخ طهران "الغبي" والثمن الإيراني!

تابعنا على:   07:23 2020-01-12

أمد/ كتب حسن عصفور/ لم تكد إيران وتحالفها "المتشعب"، تفيق من حجم الضربة الأمريكية باغتيال قاسمي سليماني "حرس الحربة" لتنفيذ مخطط الهيمنة الفارسية إقليميا، عبر اشكال جديدة، وما تلاها من ضربة صاروخية ضد قوات أمريكية في قاعدة عين الأسد العراقية، والتي تبين أنها ضربة بحساب دقيق كميزان الذهب، يمكن وصفها بـ "الصواريخ الصوتية" تخيف ولا تجرح، حتى جاءت الضربة الأكبر المعاكسة من طهران ذاتها.

مع انطلاق "صواريخ الصوت طويلة المدى" ضد قاعدة عين الأسد، وانشغال الإعلام بتلك الضربة، لساعات حاولت إيران و"تحالفها" تسويقها على انها "ردا استراتيجيا" كسر شوكة الهيمنة والغطرسة الأمريكية، حتى تسرب خبرا بإسقاط طائرة أوكرانية فوق طهران بعد إقلاعها بدقائق، قتل فيها ما يقارب الـ 180 راكبا أغلبهم من الإيرانيين والكنديين، حاولت وسائل إعلام إيران أن تتعامل معه بتبسيط غريب.

وفجأة، قفز اسقاط الطائرة الأوكرانية ليصبح "الحدث"، وبذكاء إعلامي تمكنت أمريكا ودول غربية، ان تستغل ذلك ليس لإزاحة آثار "جريمتها" يقتل سليماني، بل لتوريط الحكومة الإيرانية، ونصبت لها "فخا" لتسقطها سياسيا، وأن تصبح في موقع الاتهام، بعد ان كانت تجاهد لتنال "حق" الجريمة الأمريكية، بات عليها أن تدفع ثمن "غباء صاروخ" عسكري، وجهالة ساسة لم يتقنوا التعامل مع رواية اسقاط الطائرة.

منذ اللحظة الأولى، أعلنت أمريكا أن الطائرة تم اسقاطها بصاروخ، وعملت على تكريس تلك الرواية رغم الالتباس الذي حكم المعلومة ذاتها، المتوازي مع جريم قتل سليماني، فكان تصديقها صعبا، خاصة مع إصرار السلطات الإيرانية بغير ذلك، حتى ساعات قليلة من الكشف العملي، عبر فيديو صور بدقة، على أن الطائرة سقطت بفعل صاروخ وليس بفعل خلل طبيعي.

وهنا، بدأت حركة السقوط السياسي الإيراني تتسارع في كيفية التعامل مع رواية كاذبة أصرت عليها لأيام، ووصفتها بأنها استغلال سياسي أمريكي، الى ان تعترف بأن السقوط بسبب "خلل بشري"، ما فتح الباب مشرعا لبداية الحساب الفوري لذلك "الخطأ البشري".

الاعتراف الإيراني المتأخر، والذي جاء بعد رعونة غير مبررة، سيضع سلطات إيران تحت مقصلة حساب مفتوح، لن يكون فيه "التعويض المالي" سوى الجزء الأقل تكلفة رغم انه سينهك خزينة منهكة أساسا، لكن توابعه السياسية – الاقتصادية سيفوق كثيرا ذلك، خاصة ,ان "الكذب السياسي" ورواية مرتبكة، فضحها الفاعلون عندما أعلنوا انهم أخبروا الجهات المعنية فورا، بسقوط الطائرة بطريق الخطأ، مع تبريرات، مرة بأنه "خطأ بشري" وآخر متعمد لشكوكهم أنها "هدف معادي"، مع ذلك قررت الحكومة السياسية أن تصر على "الكذب".

كان للرواية الإيرانية، ان تكتسب قيمة كبرى، لو انها أعلنت فورا الحقيقة، وأعلنت استعدادها لكل ما يلزم، واعتذارا صريحا لما حدث، في ظل أجواء توتر أدت الى ذلك، لكن أن تقوله بعد عملية كذب غير متسقة، فتلك سقطة مضافة.

أمريكا وتحالفها بدأت عمليا بتنفيذ "حرب اقتصادية" قبل السياسية على إيران، مع تعليق حركة الطيران الى طهران، وعدم التحليق فوق سمائها، وما قد ينتج عنه من منع استقبال الطيران الإيراني، مرورا بتشديد ما تسميه واشنطن بنظام الرقابة على النظام الإيراني، وعل الخطوة القادمة سيكون "الوجود العسكري الإيراني" في الخليج العربي، عبر تنفيذ خطة أمنية تم البحث بها، تعرقلت ما قبل سليماني، وكادت تذهب بعد اغتيال سليماني.

"صاروخ غبي" وسلوك سياسي لسلطة فقدت القوة الذهنية سيكلف إيران سياسيا واقتصاديا كما لم يكن سابقا، ما يفتح باب الغضب الشعبي في الداخل الإيراني بأسرع كثيرا مما يتوقع كثيرون...ولعل هتاف مظاهرات الرد السريع بعد اعلان حقيقة اسقاط الطائرة الأوكرانية (لا غزة، لا لبنان ..روحي فدا إيران) مترافقة مع حرق صور سليماني، وخطاب مهدي كروبي "الثائر الأول" المعتقل معنويا ضد مرشد الدولة خامنئي، وهي الأولى منذ سنوات، تكشف أن القادم سيكون مختلفا عما سبق رفضا لسلطة لم تقدم لشعبها الخير رغم خير البلاد...

ما كان من تطورات، جاء خلافا بل معاكسا لكل التقديرات، فهل هي صدفة ام ان الصاروخ قدر من صنع "بشري" مجهول...تلك هي المسألة!

ملاحظة: فجأة ألغي الوفد المصري الحضور الى قطاع غزة...فجأة أزمة غاز مصر الى غزة...فجأة وسائل إعلام مصرية تفتح ملف  رئيس حركة حماس السابق خالد مشعل، بأنه كان يتدخل في الشأن المصري...فهل هذه الـ "فجأة" ستكون "مفاجأة سياسية" لحماس وغزة بعد "عواطفها الجياشة جدا" على مقتل سليماني!

تنويه خاص: مفارقة وفاة السلطان قابوس، انها وحدت كل "الأضداد"...نعاه قادة الغرب والعرب وإسرائيل وعباس وحماس...فزورة سياسية عجيبة!

اخر الأخبار