لماذا لم يمت ياسر عرفات ؟!!

تابعنا على:   23:43 2020-01-19

د . عبد الحميد العيلة

القليل من الرؤساء يموتون بأجسادهم لكن يبقون أحياءاً بروحهم وذكراهم ومآثرهم العطرة والكثير من الرؤساء الأحياء هم أموات بروحهم وأحياء بأجسادهم لن يخلدهم التاريخ بل سيلعنهم بما فعلوه في شعوبهم من ظلم وقهر والقضية الفلسطينية شاهد عيان على أعظم رئيس فلسطيني قدم حياته قرباناً للقضية الفلسطينية .. إنه الشهيد الحي الزعيم الراحل ياسر عرفات ( أبوعمار ) شهد له العالم والشعب الفلسطيني قاطبه بوفائه لشعبه ولأمته العربية..

وحد كل الفصائل تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية .. حافظ على الثوابت .. حنى على الصغير ووقر الكبير..

ساعد الفقير وشجع الغني يشهد له أرشيف الرئاسة المالي بكم وكيف المساعدات التي قدمها لأبناء شعبه .. قدم المساعده للآلاف من الشباب الفقراء لتمكينهم من الزواج .. ساعد الأزواج الذين لم يحالفهم الحظ في الإنجاب الطبيعي بتغطية عمليات زراعة الأجنه وكان له كلمة مشهورة ( شدوا حيلكم ياشباب نحن بحاجة لأبنائكم هم مستقبل وفخر القضية وفلسطين بحاجة لهم ) ..

عالج المريض دون تميز وله الكثير من المساعدات التي لا حصر لها .. والحق بالحق يقال .. ما هو الحال الذي نشهده بعد رحيل هذا الزعيم .. صنف كل فلسطيني يتقدم بطلب لأي مساعدة من القيادة بالمتسول وشهدت الصحف المحلية المختلفة على صفحاتها الكثير من المناشدات للمواطنين المرضى للقيادة في رام الله بعد أن ضاقت بهم كل السبل وللأسف لم يجدوا من يحنو عليهم بل شاهد هؤلاء المرضى بحصرة ومرارة أن الكثير من القيادات وأبنائهم وأقاربهم تم تحويلهم لأرقى المستشفيات للعلاج في الخارج على نفقة السلطة ناهيك عن حالة الإنقسام ليصبح الوطن وطنين والفتح فتحين ..

لكن ثَم رجال مخلصون في الوطن أصروا المسير على نهج أبوعمار لعودة فتح لنهجها السياسي الوحدوي دون تميز والإجتماعي الذي يدعم المواطن الفلسطيني بالقدر الممكن بكل ما حرم منه بعد إستشهاد ياسر عرفات فنجح التيار الإصلاحي الديمقراطي بمثلث أضلاعه الثلاث القيادي دحلان والمشهراوي وأبوشمالة ومعهم ثلة من أعضاء المجلس التشريعي والقيادات الفتحاوية الوازنة لإعادة البسمة لعشرات الآلاف من العائلات منهم أسرة الشهيد والجريح والطالب والفقير والمريض ومن حرم من الإنجاب ومشاريع الزواج الجماعي ودعم المستشفيات والكثير من المناشدات الإنسانية التي تم التعامل معها ومساعدتها ..

هكذا لم يمت أبوعمار وترك خلفه رجالاً عاهدوه على حفظ إرثه والسير قدماً نحو وحدة فتح والعمل على طي صفحة الإنقسام والوقوف الى جانب شعبهم حتى ينال حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وحق اللاجئين في العودة لديارهم .

كلمات دلالية

اخر الأخبار