محمود عباس ومعركة الانتخابات ..!!

تابعنا على:   21:03 2020-01-21

د. أحمد محيسن

أمد/ محمود عباس يدير ظهره لشعبنا الفلسطيني .. ‏ويفرض نفسه رئيسا لكل المؤسسات الفلسطينية عنوة وبقوة اجهزتها الأمنية ...!!

ضغوط أوروبية وتحديدا ألمانيا خلف دعوة رئيس السلطة محمود عباس لاجراء الانتخابات.. ومطالب أوروبية له بإصدار المرسوم.

ألمانيا أخبرت محمود عباس بصراحة بضرورة إعادة شرعيته.. واستحالة تمويلها للسلطة ورئيس منتهي الشرعية في ضوء ضغط المجتمع الألماني الذي يدفع الضرائب..  وحيث حل الإتحاد الأوروبي في المرتبة الأولى .. باعتباره أكثر جهة تقدّم مساعدات مالية للسلطة الفلسطينية .. بمتوسط يقدَّر بـ300 مليون دولار سنويا ..  بعد وقف الولايات المتحدة الأمريكية دعمها للسلطة.

إن الضغط الأوروبي وخاصة الألماني كان واضحاً ولم يعد خافياً ..  وبناء عليه أعلن عباس رغبته اجراء الانتخابات عبر منصة الأمم المتحدة في شهر سبتمبر من العام المنصرم ..

الموقف الألماني تحديداً مع إجراء الإنتخابات وإعادة شرعية لرئيس سلطة منتخب .. لقاء الإستمرار في تمويل السلطة،.. وهذا الموقف تقاطع مع اطراف أوروبية عديدة ..خاصة وأن المساعدات الأوروبية   مرتبطة أساساً بالضرائب التي يدفعها المجتمع الأوروبي .. والذي بات يضغط عبر نخبه وأحزابه بضرورة إجراء الإنتخابات في الأراضي الفلسطينية...

وأن هناك تعهداً من الإتحاد  بتقديم تمويل للجنة الإنتخابات المركزية .. عقب إعلان عباس دعوته لإجراء الإنتخابات.

إن محمود عباس كان قد ابتلع الطعم ..واعتمد على تقديرات قدمها له كلاً من حسين الشيخ وماجد فرج  .. بأن المعارضة الفلسطينية سترفض إجراء  الإنتخابات .. وكانوا في طرحهم لعباس شبه متأكدين بأنها سترفض..!!

إن  محمود عباس قرر رمي الكرة بملعب المعارضة الفلسطينية .. للتنصل من الضغوط الأوروبية التي تُمارس عليه لتحميلها مسؤلية عدم إجراء الإنتخابات .. لكنه مع فشل التقديرات الأمنية والسياسية التي قدمها له الشيخ وفرج،.. بدأ بالتواصل مع الجهات الإسرائيلية التي طلبت منه القاء الكرة في ملعبها .. وتحميلها المسؤلية..

ونتساءل هنا في هذا المقام .. ما الذي استجد مجدداً لكي يطلب عباس هذه المرة موافقة إسرائيلية ..  رغم أنه لم يفعلها  في انتخابات عام 2005 وعام  2006 .. ؟!

إن هذه المسألة جاءت نتيجة تنبيه إسرائيلي لعباس حول معلومات مؤكدة بخطورة وضعه .. تبعاً لتقديرات القياس العام الممثلة باستطلاعات الرأي والإنخفاض الكبير في شعبيته ..

إن ‏محمود عباس قد أدارة ظهره للجمع الفلسطيني .. شعبيا وفصائليا  وفي الشتات .. وهو لا يأبه برأيي شعبنا الفلسطيني ‏ولا يقيم له وزناً .. وهو الذي أوصل القضية الفلسطينية إلى هذا التراجع الذي لم يسبق لقضيتنا أن وصلت إليه على كافة الأصعدة..!!

اخر الأخبار