"خطوات صغيرة" مطلوبة من الرئيس عشية المعركة الكبرى!

تابعنا على:   09:07 2020-01-25

أمد/ أمد/ كتب حسن عصفور/ لن نقف الآن أمام ماذا سيكون الرد السياسي الرئاسي الفلسطيني، عمليا وليس بيانا بلا قيمة، فتلك، مع أنها تكررت مرارا، ستكون في اليوم التالي لإعلان الخطة الأمريكية، التي لم تعد وهما، ولا إشاعة بل ستصبح واقعا عمليا يفتح مسارا جديدا، إما التمرد الوطني العام، أو الانكسار العام.

ولأن المسألة تتطلب تغييرا جوهريا في الإعداد لتلك المعركة، تزيل "العقبات الداخلية" وكل ما يسمم أجواء المشهد الوطني، فهناك إجراءات عملية تمثل سلاحا ضروريا، وعنصر لا بد منه في أي مواجهة يراد لها عدم الهزيمة، إن لم يكن تحقيق مكاسب فيها، فما بالنا ونحن نخوض واحدة من أخطر المعارك المصيرية في تاريخ الشعب الفلسطيني ومستقبل قضيته الوطنية.

ومنها:

قطع الرواتب والتقاعد الإكراهي، تمثل مسألة منهكة جدا لعشرات آلاف من أبناء فلسطين، صحيح انها لم تكسر روح الانتماء، لكن تلك الإجراءات تسمم ذلك الانتماء، خاصة ممن لا يملكون مصدرا سوى رواتبهم.

خطوات حصار قطاع غزة، وهو الخزان الثوري الأهم في المعركة المقبلة، لو أعيد التفاعل معه بما يستحق، وأثبتت ذكرى انطلاقة الثورة تلك الحقيقة، حيث خرجت جماهيره في مشهد غاب كثيرا عن الساحة الفلسطينية، ليقول رسالته الأكثر وضوحا، ان القطاع هو قلب الدولة النابض، وقاطرة الثورة الذي لن يتوقف، وسيقاوم محاولات فصله وخطفه عن دولته...وأكثر رسالة صارخة للرئيس وحكومته أن مشاركتكم في حصاره لن يبعدنا عن "أمنا الثورية".

حظر وسائل إعلام فلسطينية في الضفة الغربية، بعيدا أنها عملية ليست قانونية وقهرية، تعتبر موقفا ساذجا قبل ان تكون ضارة بمن أقدم عليها، فمن جهة يمكن كسر الحظر بأشكال متعددة، وهناك وسائل للتغلب عليها، بإرسال نص المواد التي يراد نشرها دون رابط، او صناعة مقاطع كلامية وصوتية تكون أبلغ وأكثر قساوة نقدية، لكن الحظر مؤشر على عدم جدية وحدة الذات الإعلامية الوطنية في مواجهة الحرب الكبرى.

الإعلام الرسمي للسلطة، يحتاج الى ثورة شاملة كي يكون سلاحا في المعركة، دون فتح ملف كل ما عليه من "آثام وطنية" لا تليق بإعلام شعب تحت الاحتلال، لكن اجراء تغيير شامل وحقيقي في مضمونه وأدواته ضرورة لا بد منها، لو أريد العمل على رسم "خطة وطنية إعلامية"...وليته لا يكون حزبيا فئويا فرديا.

تشكيل خلية إعلامية وطنية تتولى رسم استراتيجية المواجهة لما سيكون بعد اعلان الصفقة الأمريكية، بكل تفاصيلها داخل الوطن وخارجه، وتفعيل قسم الإعلام باللغات غير العربية، كي لا تصبح الرواية الفلسطينية شأنا محليا لا غير.

خلال حصار بيروت ومواجهة الغزوة العدوانية، خلقت الحالة الكفاحية أدواتها الإعلامية دون قرار رسمي، خاصة جريدة "المعركة" جاءت فعلا ثوريا مباشرا بلا أي بروتكولات، وكانت إذاعة الثورة سلاحا مميزا وتجربة فريدة في معركة الشرف الوطني خلال 89 يوما...

هناك الكثير من "الخطوات الصغيرة" لكنها ثورية جدية، لها ان تعطي المشهد قوة دفع لتصبح قاطرة الرد العملي لشعب قرر ان لا ينحني أمام جبروت عدو فاشي استغل "استكانة" فلسطينية رسمية ليفعل ما يريد دون عقاب.

هل لنا بتلك الخطوات...ننتظر...ولنا لقاء في اليوم التالي لإعلان الصفقة التصفوية الجديدة..

ملاحظة: كشف الرئيس الأمريكي أن "الصبيانية السياسية" ليست سمة عربية – فلسطينية، فبعد نفي خبر اعلان خطته عن الشرق الأوسط، سارع لتأكيد نشرها بعد دقائق...فعلا رزق الهبل على المجانيين.

تنويه خاص: مشاكل قطاع غزة مش محتاجة لجان د. محمد أشتية...انت بالذات عارف البير وغطاه...لو بدك تحل بتحل، أو بلاش فوازير اللجان.

كلمات دلالية

اخر الأخبار