لا يوجد أمة تعرض أمنها للخطر من أجل أمة أخرى

تابعنا على:   13:48 2020-01-25

محمود مرداوي

أمد/ ساعات تفصلنا عن إعلان صفقة القرن 
صفقة فُصلت في تل أبيب 
كاتب السيناريو نتنياهو 
والمُسوق ترمب 
حقوق الشعب الفلسطيني تُذبح دعايةً انتخابية من راعية السلام في المنطقة لصالح نتنياهو ولأجل إعادة انتخابه .
دعوة نتنياهو وجانتس جاءت بطلب من نتنياهو. 
توقيت عرض الصفقة التي أُجلت لبعد الانتخابات الأولى والثانية وستُعلن قبل الثالثة بطلب من نتنياهو للتغطية على طلب الحصانة الذي فشل نتنياهو في تأجيله إلى ما بعد الانتخابات .
ترمب يتصرف وفق إرادة نتنياهو  وأجندته تماماً، ربما يخدمه في الانتخابات الأمريكية، لكن المبادرات والأفكار تأتي من نتنياهو ولصالحه باستدعاء أمريكا لتتدخل في الانتخابات من بوابة رئيسها لصالح حزب وشخصية.

في الساعات القادمة سنطلع على فصول تصفية القضية الفلسطينية والذي شكل أوسلو على مدار ربع قرن بروڤا عملية لتجسيد الصفقة واقعاً على الأرض بانتظار الإجراءات القانونية إعلان الضم والتمليك والحدود وإطلاق المسميات على النتائج.

 على مدار العامين الماضيين راهن عباس في مواجهة صفقة القرن على المجتمع الدولي وفي مقدمته الاتحاد الأوروبي الذي رفض تقديم خطة موازية لصفق القرن وراهن على الشعب الفلسطيني في إسقاط الاتفاق على جسده وبدمه ولحمه، بينما رئيس حركة فتح يخشى أن يقف منذ أكثر من عقد ونصف إلى جانب رئيس حركة حما.س اسماعيل هنية معلناً موقفاً فلسطينياً موحداً مواجهاً للصفقة .

13 عاماً وحركة فتح تتعايش مع رئيس لها يُسقط الكفاح المسلح ويُجرم المقاومة .
عامان كاملان والرماد يُذر في أعين الثوري من خلال إصرار الرئيس على مواجهة الصفقة بمن لا يريدون إغضاب ترمب ولا مواجهته حتى لو تعلق الأمر بمصالحهم متعارضاً مع اتفاقات وقعوها، وكأن المجلس الثوري يعتقد أن الحلول تتنزل جاهزة من السماء ولو قعد وانتظر المكلفون، أو أنه مذعن مستسلم صاغر لسياسات الرئيس وهو مدرك فشلها المسبق، كأنهم لم يقرؤوا جواب كيسنجر عندما تحدث عن خطر هجوم مباغت من الروس عبر الستار الحديدي لتفوق الروس بالسلاح التقليدي على السلاح الأوروبي ستة أضعاف، طالبين نصب صواريخ نووية لردع الروس عن فعل ذلك، حيث صمت كيسنجر وساد الهدوء وقال بصوت خافت ، لكنه تأكد من أنه يلامس مسامع الجميع، مؤكداً لهم أن لا أمة تعرض أمنها للخطر من أجل مصالح أمة أخرى .

وعلى حركة فتح أن تتذكر ، ومن أغزر تاريخاً منها حتى تنسى أن لا شيء ببلاش إلا العمى والطراش، وأن التغطية على سياسة رئيس السلطة بثمن التأجيل والمناورة والانتظار قد يتفهمها البعض عندما يتعلق الأمر بفوارق نسبية ، لكن عندما يكون الوطن يتعرض للخطر الحقيفي بشكل فعلي لا ينبغي ترجيح المصالح الحزبية على المصالح الوطنية، وتأجيل ثمن مستحق إلى ثمن باهظ مؤجل.

لا ينفع الاختباء وراء الأصبع وتحمل المسؤولية نظرياً وبالتخلي عنها عملياً، 
الأوروبيون ينتظرون من الشعب الفلسطيني إسقاط صفقة القرن
والرئيس ينتظر من الأوروبيين التصدي لها.
والتاريخ يثبت في الماضي أن الشعب هو من أسقط كل المؤامرات وتصدى لها عندما توحد الموقف ونُبذ الاستفراد ، وما ساد ما أريكم إلا ما أرى، وتغلبت المبادئ والحقوق الوطنية على الاحقاد الشخصية .

الصفقة مؤامرة تستهدف فلسطين الأرض والهوية والمقدسات والبشر والحجر والشجر، والمواجهة يجب أن تكون فلسطينية بدعم من الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم، لكن من خلال رؤية وطنية موحدة فتح تتحمل المسؤولية في إقناع الرئيس أو إلزامه بها 
" إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص"

كلمات دلالية

اخر الأخبار