هذه أبرز الأفلام التي وثقت المعاناة الفلسطينية

تابعنا على:   20:24 2020-01-30

أمد/ كانت القضية الفلسطينية ولا تزال تواجه من التحديات ما يهدد وجودها ويحصر دائرة الاعتراف بها على جميع الأصعدة بهدف طمس معالم الدولة الفلسطينية وشرعنة الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة.

آخر تلك التحديات خطة السلام الأميركية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الثلاثاء الماضي، وتضمنت جوانب عدة تتعلق بالقدس ودولة فلسطينية جديدة والاستثمارات التي ستضخ فيها.

كل تلك المحاولات التي توالت عبر عقود من الزمن لم تمنع السينمائيين المؤمنين بالقضية الفلسطينية من إنتاج أعمال توثيقية نقلوا عبرها هموم الشعب الفلسطيني ومعاناته إلى العالم، وفي هذا التقرير نستعرض مجموعة من أبرز تلك الأفلام التي لعبت دورا مهما في تحريك الرأي العام.

النكبة
سلسلة أفلام وثائقية للمخرجة الفلسطينية روان الضامن ومن إنتاج شبكة الجزيرة الإعلامية تتناول القضية الفلسطينية منذ نشأتها عبر أربعة أجزاء: خيوط المؤامرة، سحق الثورة، التطهير العرقي، والنكبة مستمرة.

يعتبره كثيرون من أهم الأفلام التي روت الحكاية الفلسطينية منذ عام 1799 وحتى وقتنا هذا، بسبب اعتماد أحداثه على عدد كبير من المصادر والمراجع، فضلا عن استخدام عدد من المقاطع المصورة المأخوذة من الأرشيفين البريطاني والإسرائيلي.

وصل هذا الفيلم إلى العالمية، ونال كثيرا من الجوائز العالمية، كما تمت ترجمته إلى عشر لغات ابتداء بالإنجليزية وانتهاء بلغة الإشارة. 

الزمن الباقي
تناول هذا الفيلم لمخرجه إيليا سليمان المعاناة الفلسطينية منذ عام 1948، وتميز بكونه الفيلم السهل الممتنع، وبقيمته الفنية العالية، إضافة إلى قوة السيناريو وتقنية طرح الفكرة البسيطة التي يمكن لمسها في مشاهد عدة تتعلق بحياة فلسطينيي الداخل الذين أمسوا غرباء في بلادهم بعد محاولات جهاز التعليم الإسرائيلي محو هويتهم.

جنين جنين
يعتبر هذا الفيلم من الأفلام التي لعبت دورا مهما في توثيق القضية الفلسطينية، وتحديدا أثناء مجزرة جنين عام 2002، إذ حاول محمد بكري بإخراجه هذا الفيلم أن يلخص معاناة الفلسطينيين في المخيم أثناء مواجهتهم الدامية ضد القوات الإسرائيلية التي لم تتوان عن استخدام الأسلحة الثقيلة ضد المدنيين العزل.

كان فيلم "جنين جنين" بمثابة "القنبلة" في وجه إسرائيل، فبعد خروجه إلى النور رفعت دعوى على المخرج بتهمة التشهير، كما رفضت لجنة مراقبة الأفلام الإسرائيلية تقديم ترخيص لعرض الفيلم بحجة عدم المصداقية والتحريض ضد حق دولة إسرائيل في الوجود.

وبالفعل تم حجب عرضه لمدة عامين، لكن محكمة العدل العليا ألغت قرار اللجنة وسمحت بعرض الفيلم، فما كان من السينما الإسرائيلية إلا أن أنتجت فيلما مضادا بعنوان "الطريق إلى جنين" حاولت فيه إظهار جنود الاحتلال كأبطال خلصوا جنين من المتفجرات ووقفوا في وجه "المجرمين" كما يصفهم الفيلم.

عشر سنين
تكمن أهمية هذا الفيلم في اعتباره أول فيلم سينمائي طويل يتم تصويره في قطاع غزة المحاصر الفاقد لأغلب أساسيات الإنتاج السينمائي وأدواته، وعلى الرغم من سوء الظروف التي كانت تصعب من مهمة التصوير استطاع علاء العالول إخراجه من رحم المعاناة إلى العالم، ونجح في إلقاء الضوء على معاناة الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية بإسقاط حكايته على فتاة تسعى لإخراج شقيقها المعتقل ظلما لدى قوات الاحتلال.

الجنة الآن
يتناول فيلم "الجنة الآن" لمخرجه هاني أبو أسعد حياة الشباب الفلسطينيين قبيل قيامهم بالعمليات الاستشهادية في سبيل لفت أنظار العالم إلى ما يحدث في فلسطين من حالة تشتت ومحاولات الاحتلال لطمس الهوية الفلسطينية.

وما إن انتهى أبو سعدة من هذا الفيلم حتى طرح فيلمه الثاني "عمر" الذي تمكن خلال فترة قصيرة من الوصول إلى العالمية، بسبب اعتماده على قصة حقيقية حاول من خلالها رصد الأسباب التي دفعت بعض الشباب الفلسطينيين للتخابر مع عدوهم الأزلي إسرائيل عبر الممارسات التي تقوم بها الأخيرة من ضغط وترهيب يصلان إلى التهديد بفضائح شخصية اجتماعية بهدف تجنيد الضحايا وتحويلهم لمخبرين.

خمس كاميرات مكسورة
يقدم هذا الفيلم عبر ساعة ونصف القصة الشخصية للمصور والمخرج عماد برناط على مدى سبعة أعوام من التصوير بكاميرات بسيطة، انكسرت الواحدة بعد الأخرى، وحافظت اثنتان منها على حياته.

أحداث الفيلم كانت تجسيدا لنضال سكان قرية بلعين شمال غرب مدينة رام الله، ووقوفهم ضد جدار الفصل العنصري الذي أقامته إسرائيل، حيث حاول المخرج توثيق حالة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والمقاومة السلمية.

وسلط الفيلم الضوء على المتضامنين الأجانب مع القضية الفلسطينية، سواء كانوا إسرائيليين أم غيرهم، وذلك من خلال إشراك المخرج متضامنا وحقوقيا إسرائيليا يدعى جاي ديفيدي في صناعة الفيلم.

كما نجح برناط في كشف بعض السياسيين الفلسطينيين الذين حضروا إلى القرية قبيل بدء المواجهات لأخذ الصور ثم الانتهاء والمغادرة بهدف تحقيق المكاسب المادية والسياسية، وقد لقي الفيلم رواجا كبيرا في العالم حتى نجح في الدخول إلى قائمة الترشيحات لجائزة الأوسكار عام 2013 كأفضل فيلم توثيقي.

حارس الذاكرة
تناولت المخرجة سوسن قاعود في هذا الفيلم قصة الشاب طارق البكري الذي قام بمبادرة ذاتية قبلها بثماني سنوات بتوثيق القرى الفلسطينية المهجرة منذ عام 1948، حيث يصل عدد هذه القرى إلى حوالي 500 قرية، ثم ما لبث أن تطورت الفكرة لديه وانتقل من التصوير الفوتوغرافي لهذه القرى إلى التواصل مع بعض اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية والشتات ومقارنة الصور القديمة لديهم بصور يلتقطها لواقع قراهم ومدنهم الحالية من أجل البحث عن منازلهم فيها.

اخر الأخبار