الصحفي الأمريكي فريدمان يتساءل: هل ترامب بيبي أحمق؟

تابعنا على:   11:00 2020-02-01

أمد/ واشنطن: تساءل الكاتب الصحفي الأمريكي  يهودي الأصل، توماس فريدمان: هل صفقة ترامب  التي أطلقها يوم الثلاثاء، تتعلق بدولتين لشعبين أم أنها بانحراف لقائدين قذرين؟؟

 يقول الكاتب في مقالته التي نشرتها نيويورك تايمز:" من المؤكد أنه يبدو وكأنها تتعلق بالثاني. فبعد كل شيء وفي الواقع، يواجه كل من الرئيس ترامب ، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهم تهدد وظيفتهما .

ويسترسل الكاتب شرحه ويقول:" ترامب يواجه تهمة عرقلة العدالة وإساءة استخدام السلطة ويواجه بيبي الذي أدين حرفيًا يوم الثلاثاء، تهم الاحتيال والرشوة وخيانة الأمانة. كلاهما كانا بحاجة كبيرة لتغيير الموضوع ودعم قاعدتهما المشتركة المكونة من اليهود اليمنيين والإنجيليين.

ويوضح الكاتب في مقاله:" لو كنت مكان جاريد كوشنر وعملت لثلاث سنوات على خطة سلام - وكنت جادًا في عقد جلسة استماع عادلة وكاملة مع جميع الأطراف – فما كان من الممكن أن تكون هذه الجلسة الآن، فهذا الأمر فاحت رائحته.

ويبين الكاتب وجهة نظره ويقول:"  وجهة نظري التي تبنيتها لفترة طويلة كانت تقول دائمًا أن الشرق الأوسط يجعلك تبتسم فقط إذا بدأ التغيير نحو الأفضل معهم. بدأت كامب ديفيد بالإسرائيليين والمصريين ولم تُدخل أمريكا إلا لاحقًا، وبدأت أوسلو بالإسرائيليين والفلسطينيين وانضمت أمريكا في وقت لاحق فقط.

ويشير الكاتب أن تونس البلد الوحيد الذي شهد الربيع العربي وشق طريقه نحو الديمقراطية، هي الدولة العربية الوحيدة التي لا علاقة لأميركا بها. ولكي تكون مبادرة السلام جادة ومستدامة ، يجب أن تبدأ دائمًا بهم.

يتابع الكاتب:"  أعلم أيضًا أنه عندما تضع أمريكا شيئًا مفصلاً هكذا على الطاولة فلا يمكن تجاهله، على الأقل في المدى القريب.

 ويشير الكاتب إلى إعلان نتنياهو أن إسرائيل ستتحرك بسرعة بمباركة ترامب لتطبيق قانونها (المعادل للضم) على وادي الأردن بالضفة الغربية وجميع المستوطنات اليهودية في الأرض المحتلة. ويقول:" سيكون من المثير للاهتمام أن نرى الكيفية التي يستجيب بها الاتحاد الأوروبي الذي يمول الكثير من مشاريع البنية التحتية الفلسطينية المتصلة بالحوكمة والإدارة في الضفة الغربية، بمجرد دراسته للخطة، ناهيك عن رد فعل الفلسطينيين والعرب كل يوم. (لا أتوقع الكثير ويبدو أن هذا الصراع قد تجاوز تاريخ إصلاحه)

ويتساءل الكاتب :" هل تتضمن صفقة ترامب أي شيء من شأنه أن يثير إعجابي بشأن كون إدارة ترامب جادة فعلًا في الترويج لحل الدولتين – وأنها تتبنى استراتيجية لتحقيق هذا الحل؟، على الرغم من الدوافع السياسية الواضحة لتوقيت إعلان هذه الخطة، ناهيك عن الكثير من مضمونها، نعم، إذا فعل رئيسنا أمرًا صعبًا. ما هو ذلك الأمر؟

 أن يتم اخبار نتنياهو أنه قبل أن يطبق القانون الإسرائيلي على جميع مستوطنات الضفة الغربية ووادي الأردن، ترامب يريد شيئًا واحدًا: بيان علني لا لبس فيه بأن نتنياهو يقبل حصول إسرائيل على القدس الشرقية وأكثر من 20% من الضفة الغربية الأساسية بجميع مستوطناتها بالإضافة إلى غور الأردن بينما تصبح النسبة المتبقية والبالغة 70% دولة فلسطينية مستقلة، إذا وافق الفلسطينيون على جميع المتطلبات الأمنية.

يجب أن يقول ترامب لنتنياهو: "يا بيبي، أنت تقول أنني أكثر رؤساء البيت الأبيض تأييدًا لإسرائيل. كتبت هذه الخطة بمشاركة فريقك وأيدت موقفك إلى أقصى حد - استيعاب جميع المستوطنات اليهودية في إسرائيل والقدس التقليدية بالكامل وعدم عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى إسرائيل. يجب الآن أن أعرف ويجب أن يعرف الفلسطينيون ويجب أن يعرف العالم، أن هذه ليست نقطة انطلاقك الجديدة. هل توافق الآن على أن تكون الأرض المتبقية دولة فلسطينية إذا وافق الفلسطينيون على التجرد من السلاح والاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية؟ هل توافق - الآن - على عدم تقديم أي مطالبات أخرى للضفة الغربية وعدم بناء مستوطنة أخرى خارج المناطق التي تخصصها خطة ترامب لإسرائيل؟ "

إذا أنفق ترامب القليل من رأس المال السياسي على ذلك، فقد أبدأ أنا في أخذ هذه الخطة على محمل الجد. لكن إذا سُمح لنتنياهو بالتهرب من هذا السؤال، أو رفض  طلب ترامب دون تحمل أي تبعات ، فهذا الأمر برمته مهزلة حقيقية - وهو مجرد خط أساس جديد لنتانياهو من أجل تنفيذ خطوته التالية في الاستيلاء على الأراضي في الضفة الغربية.

يقول الكاتب :" في الواقع، إذا قال بيبي أنه لا يزال يريد أكثر مما تقدمه له هذه الخطة بالفعل - كما يزعم القوميون المتطرفون في ائتلافه - فإنه يعلن صراحة أمام رئيس الولايات المتحدة أن شهيته تمتد لجميع أجزاء الضفة الغربية وأن رؤيته لإسرائيل تتمثل في أن تصبح دولة ثنائية القومية / فصل عنصري تحتجز 2.5 مليون فلسطيني في الضفة الغربية دون التمتع بحقوق سياسية كاملة.

يشدد الكاتب:" هذه هي اللحظة التي نكتشف فيها ما إذا كان بيبي - الذي كان يقول للرؤساء الأميركيين لعقود من الزمان "اختبروني بخطة حقيقية وسأريكم أنه يمكنني أن أكون قائدًا رائعًا" - يتمتع بأي عظمة من أي نوع أو انه مجرد سياسي فاسد  يسعى إلى تحقيق منافع شخصية ويتطلع إلى البقاء خارج السجن وسيقوم بأي مناورة قصيرة الأجل ضرورية، بغض النظر عن تأثيرها طويل الأجل على إسرائيل، للقيام بذلك.

لأنه إذا كان بيبي جادًا بشأن توقف طموحاته عند ما حصل عليه الآن من ترامب، فهو بحاجة إلى تحالف محلي جديد بالكامل - فالمتعصبين المتطرفين في ائتلافه سيغضبون كثيرًا - وربما حتى يكون تشكيل حكومة وحدة وطنية أكثر اعتدالًا في إسرائيل ممكنًا.

ويقول الكاتب:" في الوقت نفسه وبينما أفهم سبب شجب الزعماء الفلسطينيين لهذه الخطة، ينبغي عليهم مع ذلك محاولة عمل عصير الليمونادة من ليمون ترامب. الأمر ليس كما لو كان لديهم الكثير من الخيارات العظيمة ومقاومتهم للاحتلال الإسرائيلي لم تقدهم إلى أي مكان. عانى الزعماء الفلسطينيون من الضعف والانقسام لبعض الوقت وقاطعوا تصميم هذه الخطة. لكن لو كنت أنا مكانهم لقلت لترامب ، "نعم، لكن سنستخدم هذه الخطة كأرضية في المفاوضات مع الإسرائيليين، وليس هي السقف". من المؤكد أنهم سيضمنون النوايا الحسنة من الأمريكيين والعرب والأوروبيين على خلفية تجريبهم لهذا النهج. ماذا هساهم أن يخسروا؟

يختم الكاتب مقاله: دون أن يقوم ترامب بإقناع نتنياهو بالتوقف عن مطالبه في الضفة الغربية بشكل نهائي، ودون أن يتمكن القادة الفلسطينيون من توحيد فصائلهم السياسية المتنافرة في غزة والضفة الغربية في جسم واحد يمكنه من الناحية النظرية أن يقول "نعم" لنتيجة عادلة لشعبه، مع الاعتراف أيضًا بإسرائيل كدولة يهودية ، قستذهب صفقة القرن التي قدمها ترامب إلى مكتبة عمرها قرن تضم خطط السلام الفاشلة في الشرق الأوسط.

https://www.nytimes.com/2020/01/28/opinion/peace-middle-east.html
 

كلمات دلالية

اخر الأخبار