أهم عناوين الصحف الدولية 21/2/2020

تابعنا على:   10:20 2020-02-21

أمد/ متابعة: تناولت صحف بريطانية صادرة يوم الجمعة، في مقالات وتحليلات تأثير قاسم سليماني على الانتخابات التشريعية في إيران، وتعامل المجتمع الدولي مع مأساة إدلب في سوريا، وكذا تصاعد تيار اليمين المتطرف في ألمانيا.

ونشرت صحيفة آي مقالا تحليليا كتبه، كيم سنغوبتا، محرر شؤون الدفاع يقول فيه إن اغتيال سليماني سيقلل من حظوظ الإصلاحيين في الانتخابات الإيرانية.

وتحدث الكاتب إلى أحد أصدقاء سليماني المقربين، وهو حسين كنعاني مقدم، فيقول إنه بعث برسالة إلى سليماني قبل اغتياله بشهرين ينصحه فيها بأخذ الحيطة والحذر، ومع ذلك فإن صدمة مقتله كانت كبيرة بالنسبة له.

ويضيف كنعاني مقدم أن رسائل التعزية في مقتل سليماني ومعها مطالب بالثأر له كانت تصل من العراق وسوريا واليمن وأفغانستان وشمال أفريقيا ومناطق أخرى من آسيا.

ولكن رده، على حد تعبيره، كان أنه لابد من انتظار ما سيحدث، وماذا ستكون التبعات السياسية. كما أن القوات الأمريكية حاليا في حالة استنفار قصوى، فليس من الحكمة مهاجمة العدو وهو جاهز مستعد للهجوم.

وعلى أي حال، فإن الحكومة الإيرانية، يقول الكاتب، ردت في قاعدة عين الأسد. ويمكن أن تفعل أشياء أخرى مستقبلا.

ويذكر الكاتب أن الجنرال كنعاني مقدم دعم المرشح المحافظ إبراهيم رئيسي، منافس حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية الماضية.

لكنه يعتقد أن الإصلاحيين من أنصار روحاني في البرلمان سيعانون في انتخابات الجمعة.

وأضاف أن الاتفاق النووي بين إيران والغرب تضرر بسبب انسحاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منه وإعادة فرض العقوبات على طهران.

فالشعب الإيراني، على حد تعبير الكاتب، لم يحصل على فائدة من الوعود التي نص عليها الاتفاق، والاقتصاد في تدهور والغضب الشعبي في تزايد.

وعليه يرى الجنرال كنعاني مقدم، وفق ما نقله عنه سنغوبتا، أن مقتل سليماني سيكون له تأثير كبير في الانتخابات، إذ يتوقع أن جميع من حضر جنازته سينتخب المحافظين، وسيمنى الإصلاحيون بالهزيمة.

ويعتقد أيضا أن مقتل قائد الحرس الثوري قد يعجل بانسحاب القوات الأمريكية من الشرق الأوسط.، ويضيف أن التفاهم ممكن بين إيران ودول الخليج بشأن اليمن وسوريا إذا استُبعد التدخل الخارجي.

الردود المخزية

ونشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا افتتاحيا عن تعامل المجتمع الدولي مع مأساة إدلب في سوريا، ووصفته بأنه مخز، وتطالب الغرب بأن يواجه بوتين بأدلة جرائم الحرب في سوريا.

تقول الصحيفة إن النزاع السوري أدى إلى هجرة نصف مليون شخص ونزوح نصف عدد سكان البلاد قبل بداية الحرب، الذي كان 22 مليون، 6 ملايين منهم عبروا الحدود.

وتتوقع أن تكون الموجة الجديدة من النازحين نحو الحدود التركية هي الأكبر منذ بداية النزاع، ويمكن أن تفجر أزمة مهاجرين جديدة مثل تلك التي عاشتها أوروبا في 2015 و2016، والتي أذكت نيران معاداة الأجانب.

وتضيف أن روسيا تعرف ذلك وتستعمله لتخويف الاتحاد الأوروبي ودفعه إلى قبول نظام الرئيس بشار الأسد، وضخ الأموال لإعادة بناء ما خربته الحرب في سوريا.

فتركيا، وفق الصحيفة، تستضيف حاليا 3.6 ملايين مهاجر سوري وتتلقى دعما ماليا من الاتحاد الأوروبي من أجل استضافتهم، وتهدد بين الفينة والأخرى بفتح طرق الهجرة إلى أوروبا أمام المهاجرين السوريين، ما لم تحصل على دعم لبناء منطقة عازلة على الحدود السورية ضد المليشيا الكردية.

وتقول إن إدلب تمثل النموذج الصعب الذي جعل الولايات المتحدة وأوروبا تمتنع عن دعم المعارضة السورية التي كانت شاملة في البداية قبل أن يختطفها الإسلاميون المتطرفون.

فالمدينة فيها نحو 20 ألف من المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة، ولكن فيها أيضا 3 ملايين مدني، وليس لهم مفر وأطفالهم يموتون من البرد.

تقول الفايننشال تايمز إن "القنابل والصواريخ تسقط على بيوتهم ومستشفياتهم ومدارسهم، وأسواقهم، إنهم ضحايا جرائم الحرب التي يقترفها نظام بشار الأسد ورعاته".

وترى الصحيفة أن رد الدول الغربية على مأساة إدلب كان مخزيا. فقد استعملت روسيا حق النقض في مجلس الأمن لحماية سوريا 14 مرة بين 2011 و2019، وغالبا بدعم من الصين. ولكن الولايات المتحدة اكتفت بالمراقبة ولا حركة للأوروبيين.

فالغرب، حسب الصحيفة، يملك أشياء تريدها روسيا وإيران، من بينها رفع العقوبات. ولابد من مواجهة الرئيس فلاديمير بوتين بأدلة عن جرائم الحرب قبل أن تتحول إدلب إلى حمام دم، وقبل أن يشتت مليون آخر من السوريين.

تصاعد التطرف في ألمانيا

ونشرت صحيفة التايمز مقالا كتبته الباحثة ومديرة المركز البريطاني للسياسة الخارجية، صوفي غاستون، تتحدث فيه عن تصاعد الأفكار اليمينية المتطرفة في ألمانيا.

تقول صوفي إن الهجرة ليست السبب الوحيد الذي يغذي الاستقطاب الاجتماعي في ألمانيا، فأزمة المهاجرين أخرجت إلى السطح مشكلة كانت تكبر منذ سنوات، وسيكون لها تأثير عميق على النسيج الاجتماعي وعلى السياسة في البلاد.

فقد شهدت انتخابات 2017 العامة تراجع حزبين كبيرين، ودخول حزب من اليمين المتطرف البرلمان لأول مرة، معتمدا على شعارات معادية للهجرة.

وكانت خسارة أنغيلا ميركل، مستشارة ألمانيا، كبيرة شخصيا وسياسيا، إذ فقدت سلطة اختيار من سيخلفها في الحزب.

وانتشرت أفكار اليمين المتطرف في الشطر الشرقي البلاد خصوصا، ولا غرابة أن حركة بغيدا وحزب البديل من أجل ألمانيا ولدا هناك، صوفي.

واستغل اليمين المتطرف هذه الظروف لطرح قضايا كانت متروكة في بلاد تحاول التصالح مع ماضيها. وأتاح النقاش حول التعددية والاندماج والشرخ بين الشرق والغرب الفرصة للأصوات الغاضبة للتعبير عن نفسها ، وفي الوقت نفسه ترك المجال لخطاب معاداة الأجانب والعنصرية والقومية، وفق الكاتبة.

وترى صوفي أن التحديات التي تواجهها ألمانيا لاحتواء اليمين المتطرف ليست فريدة من نوعها، ولكن تاريخ البلاد وتشتت الأحزاب السياسية يعمق الشقاق السياسي.

اخر الأخبار