رحيل الرفيق القائد ماهر حسين اليماني

تابعنا على:   18:11 2020-02-21

لواء ركن / عرابي كلوب

أمد/ ماهر حسين اليماني ولد عام 1949م، أي بعد الهجرة بعام واحد، لم يولد في فلسطين ولكن ولد في لبنان، لكن قريته سحماتا المحتلة في الجليل الأعلى قضاء صفد، كانت في قلبه وعقله ووجدانه وأحاديته، أحب لبنان فسكن إليها وسكنت إليه وعاش فيها مدداً من العمر.
ماهر اليماني نشأ في عائلة وطنية مناضلة مكونة من (13) فرداً، ثمانية من الذكور، وثلاثة من الإناث والوالد والوالدة.
تلقى تعليمه الثانوي في مدينة طرابلس اللبنانية، التحق بحركة القوميين العرب عام 1966م وأستمر في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منذ تأسيسها عام 1967م، عمل في قطاع العمليات الخاصة مع الشهيد الدكتور / وديع حداد، منها عملية ضد طائرة شركة (العال) الإسرائيلية في مطار أثينا باليونان نهاية عام 1968م سجن وزميله على أثرها في اليونان، وبعد قضاء عشرين شهراً، تم الإفراج عنهما في صفقة تبادل بعد أن تم اختطاف طائرة يونانية قامت بها جبهة النضال الشعبي الفلسطيني بغية تحرير اثنين من مناضليها، حيث تم نقلهم فيما بعد إلى مصر منها إلى الأردن ولبنان.
سجن الرفيق / ماهر اليماني في أقبية المخابرات السورية عام 1976م.
عين قائداً للقطاع الأوسط لقوات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، انتقل الرفيق / ماهر اليماني إلى قطاعات أخرى منها مسؤولية الأمن في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
بتاريخ 2/3/1978م وعندما احتلت قوات الشريط الحدودي بدعم صهيوني بلدة مارون الرأس، شارك الرفيق، ماهر اليماني مع آخرين من الجبهة بتحريرها ضمن قيادة قوات محمولة من حركة فتح والجبهة.
عمل الرفيق / ماهر اليماني سكرتيراً ومرافقاً للدكتور / جورج حبش الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لفترة من الزمن في لبنان، أصبح عضواً في اللجنة المركزية للجبهة منذ عام 2000م.
الرفيق / ماهر اليماني هو شقيق القائد المرحوم / أحمد اليماني / أبو ماهر، ورفيق درب القادة الكبار د. جورج حبش، د. وديع حداد، غسان كنفاني، أبو علي مصطفى، أنه ابن فلسطين في ذروة تجليها.
عرفته ميادين المواجهة، فقد كان أبرز الرفاق العسكريين الذين نشطوا في جهاز العمليات الخاصة للجبهة الشعبية.
الرفيق / ماهر اليماني من رجال البدايات الصادقين، الذين أعادوا إلى شعبنا تظهير قضيته السياسية.
ماهر اليماني، نظيف القلب، واليد، واللسان، أحب الجميع، فأحبوه.
كان الرفيق / ماهر اليماني يتمتع بصلابة القائد، ورجاحة عقل السياسي الملتزم بعقيدته، والمناضل الذي لا يحيد عن هدفه.
سبعون عاماً لم تفتر فيها عزيمته ولا همته ولا شوقه إلى الوطن الذي ظل مسكوناً فيه، حالماً في خياله. ناضل حتى مل النضال من حماسته، ولم ترهبه السجون ولا المعتقلات، لكن المرض العضال تغلب عليه أخيراً.
رحل الرفيق / ماهر حسين اليماني يوم الخميس الموافق 21/2/2019م في بيروت بعد صراع مع المرض الذي حاربه حتى اللحظات الأخيرة، عاش مناضلاً ورحل مناضلاً، مؤمناً بالنصر الحتمي وتحقيق شعبنا لأهدافه في العودة وتحرير فلسطين.
الرفيق / ماهر اليماني نجماً من نجوم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يصعد إلى سماء الوطن، قضى ورحل بعد عقود من الكفاح والتضحية والعطاء في كل المجالات الكفاحية والسياسية والجماهيرية والتي عرفته كل ساحات النضال.
رحل دون أن تتكحل عيناه برؤية قريته سحماتا وقد تحررت وعاد هو وأولاده إليها.
هذا وقد انطلقت جنازته ظهر يوم الجمعة الموافق 22/2/2019م من منزل أخيه أبو ماهر اليماني في بيروت إلى مسجد الخاشقجي حيث تم الصلاة عصراً على جثمانه الطاهر، ووري الثرى في مقبرة شهداء الثورة الفلسطينية في مخيم شاتيلا بمشاركة قيادات وطنية وذلك في موكب جنائزي مهيب تقدم المشيعين سفير دولة فلسطين في لبنان السفير / أشرف دبور وأمين سر حركة فتح وفصائل (م. ت. ف.) في لبنان اللواء / فتحي أبو العردات، وقائد قوات الأمن الوطني في لبنان اللواء / صبحي أبو عرب وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية الرفيق / عدنان أبو النايف، وعضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية الرفيق/ صلاح اليوسف، وقادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحشد كبير من المواطنين الفلسطينيين واللبنانيين. وداعاً يا رفيق ماهر، وداعاً أيها الرجل الذي تشهد له الساحات والمطارات ومواقع الاشتباك، من جيل إلى جيل حملت الفكرة ودافعت عنها حتى الرمق الأخير.
رحم الله الرفيق القائد / ماهر حسين اليماني وأسكنه فسيح جناته. هذا وقد نعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق القائد / ماهر اليماني الذي وافته المنية في 21/2/2019م، مشيدة بمناقب الرفيق الراحل.

اخر الأخبار