ذكرى رحيل المناضل "موسى عيسى سابا"

تابعنا على:   12:42 2020-02-22

لواء ركن/ عرابي كلوب

أمد/ غزة: المناضل "موسى عيسى سابا"، الرياضي الكبير والمناضل الوطني وصاحب المشوار الرياضي الطويل والنضالي الحافل الذي قدم الكثير لفلسطين رياضياً ووطنياً خلال عمله مديراً لجمعية الشبان المسيحية بقطاع غزة على مدار عدة أعوام.

عيسى موسى سابا من مواليد مدينة بئر السبع عام 1926م أنهى دراسته في مدارس بئر السبع وأنتقل بعدها إلى مدينة رام الله لإكمال دراسته في مدرسة الفرندز وحصل منها على المترك الفلسطيني آنذاك، والده كان تاجر ذهب، بعد تخرجه من المدرسة عمل في سجل الأحصاء لأهالي النقب وبئر السبع حيث كان يقوم بإحصاء العشائر والعائلات في القرى البدوية وكان يسجل ويدون كل ما يحصيه في سجلات هاجرت أسرته إلى قطاع غزة عام 1948م أثر النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني وهجر وطرد من دياره وأرضه.

وقف مدافعاً صنديداً عنيداً في موضوع التدويل وإسكان الفلسطينيين في سيناء عام 1955، 1956م، اعتقل من قبل السلطات الإسرائيلية خلال العدوان الثلاثي على مصر وقطاع غزة وأفرج عنه عند أنسحاب الجيش الإٍسرائيلي من القطاع في شهر آذار عام 1957م عمل في البداية في وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين وكذلك عمل كضابط أرتباط مع قوات الطوارئ الدولية والفلسطينيين.

عام 1963م أصبح موسى سابا مديراً للعلاقات العامة في جريدة أخبار فلسطين بقطاع غزة.
بعد هزيمة حزيران عام 1967م التحق موسى سابا بقوات التحرير الشعبية الذراع العسكري لجيش التحرير الفلسطيني في قطاع غزة، اعتقل وحكم عليه ثلاثة أعوام عام 1972م، أعيد اعتقاله مرة ثانية عام 1976م لمدة ستة أشهر بتهمة نشاطه بدعم رؤساء البلديات الذين فازوا بالأنتخابات.

عمل في جمعية الشبان المسيحية كمدير تنفيذي لها وقام بتحويلها لتصبح صرحاً وطنياً وملتقى قيادات الحركة الوطنية بالقطاع، ساهم في تشجيع الأنشطة الثقافية والأجتماعية والرياضية وكان أحد لاعبي رياضة التنس في القطاع.

لم يدخر موسى سابا (أبو عيسى) جهداً في سبعينيات وثمانينات القرن الماضي في توعية فتيان وفتيات وشبان وشابات قطاع غزة بوطنهم فلسطين، فقادهم من خلال مئات الجولات والرحلات على جميع مدن فلسطين، ماراً بقراهم التي لجأوا منها معرفاً على المعالم الدينية والتاريخية والثقافية والعلمية والطبيعية الجغرافية، شارحاً ومؤكداً على عمق تجذر الإنسان الفلسطيني تاريخياً بأرضه وبلاده.

عمل موسى سابا حتى ضمن الأنشطة المتعددة في خدمة المجتمع والوطن والتي آمن بها وسار عليها منها النشاط الصحي والثقافي، ومن خلال وجوده بجوار الدكتور/ حيدر عبدالشافي في تأسيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لقطاع غزة، حيث جمعته بالدكتور حيدر علاقة صداقة متينة تقوم على الحفاظ على الثوابت الوطنية وخدمة أبناء شعبنا في المجالات الصحية والثقافية والأجتماعية.

المناضل/ موسى سابا (أبو عيسى) عشق غزة إلى الحد الذي جعله أكثر إنسانية وأشد عروبية وأصدق وطنية، حيث تحولت جمعية الشبان المسيحية تحت إدارته إلى حاضنة وطنية وثقافية وسياسية وترفيهية وتربوية، ساحة دافئة وآمنة للأجتماع السري والندوة الفكرية وأجراء الانتخابات المهنية والثقافية وممارسة الرياضة الذهنية والبدنية ورعاية المواهب الأدبية والفنية وقضاء الأمسيات الشعرية وعرض اللوحات الفنية.

موسى سابا أحد أعمدة العمل الوطني من جيل الرواد والمؤسسين وأحد رجال الثقافة والرياضة والعمل السياسي والمجتمعي.

موسى سابا متزوج وله من الأبناء/ عيسى، عماد، نجلاء، سوزان، سناء.

بتاريخ 22/2/2016م توفي في مدينة غزة المناضل/ موسى سابا وشيعت مدينة غزة علماً بارزاً من أعلام النضال الشعبي الفلسطيني، ذلك الرجل الذي مات وهو يمشي مرفوع القامة، وما أنحنى يوماً إلا لخدمة وطنه في مدينة بئر السبع ثم غزة الصامدة.

كلمات دلالية

اخر الأخبار