أيّدلُوجّية الاِخّضَّاع

تابعنا على:   11:21 2020-02-24

د.جمال أبو نحل

أمد/ أيّدلُوجّية الاِخّضَّاع
تعددت الأسباب، والأساليب، والطرائق، ولكن الأهداف، والنتائج الموضوعة لكل المخططات الاستراتيجية، على مُضي العصور، والأزمنة واحدة، لكل قوي الشر الاستعمارية، من الطُغاة، البغاة، والفجرة الكّفرة، عبر التاريخ؛ وإن تغيرت، وتطورت، وتبدلت بعض الأساليب الحديثة للإخضاع والاذلال، التي تستخدمها قوي الإجرام من الامبريالية وأدرعها الماسونية، والصهيونية العالمية، ومن سار في ركابهِم من الأذلاء، والجُبناء، والسُفهاء!؛ ولنرجع للوراء قليلاً لنعرف حقيقة خُطورة ايدلوجية الاخضاع المتواصلة منذ مؤتمر : "كامبل بنرمان"، والذي انعقد حينها في لندن عام م،1905 واستمرت جلساته حتى 1907، بدعوة سرية من حزب المحافظين البريطانيين؛ حيثُ سعي لإيجاد آلية تحافظ على تفوق، ومكاسب الدول الاستعمارية إلى أطول أمد ممكن؛ وقدم فكرة المشروع لحزب الأحرار البريطاني الحاكم ؛ وضم الدول الاستعمارية في ذاك الوقت وهي: بريطانيا، فرنسا، هولندا، بلجيكا، إسبانيا، إيطاليا، وفي نهاية المؤتمر خرجوا بوثيقة سرية خطيرة سموها "وثيقة كامبل" نسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك " هنري كامبل بانرمان"؛ وهو أخطر مؤتمر حصل لتدمير الأمة العربية خاصة ( الإسلامية عامة) وكان هدفه إسقاط أي نهضة عربية، وإسلامية، وخلق عدم استقرار في المنطقة عبر زراعة جسم سرطاني غريب يقوم بدور، وضيفي مثل كلب حراسة للمصالح الغربية، وفعلاً أقاموا الكيان الصهيوني الغاصب المُسمي: * إسرائيل*؛ وبعد، وثيقة كامبل، كانت اتفاقية سايكس بيكو والتي كانت في 16يوم من شهر مايو لعام 1916م، وهي معاهدة سرية بين فرنسا والمملكة المتحدة، بموافقة الإمبراطورية الروسية، وإيطاليا على اقتسام منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا، وبريطانيا، ولتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا وتقسيم الدولة العثمانية التي كانت المسيطرة على تلك المنطقة في الحرب العالمية الأولى!؛ وتواصلت المسيرة الشيطانية لايدلوجية الاخضاع من خلال اصدار آرثر بلفور وعدهُ المشؤوم، في الثاني من نوفمبر عام 1917م، وصولاً لوعد ترمب واعلان مؤامرة صفقة ومصيبة القرن!؛ وهكذا كانوا يخططون، ونحن بعضُنا في سباتنا نائمون، وآخرون علي الملذات لاهثون، جاهلُون، ومنا وراء الراقصات، والأغاني يركضون، ويتمايلوُن، ومنا خلف مباريات كرة القدم مُتابعون، ومُتعَّصِبُّوُنْ!!؛؛ والأعداء لنا يُّخِّطُطُونْ، ويكيدون، ولتفريقنا ساعُون، وماضون، ولِّأرَاذِّلِّنَا صانُعون، ورافعُون، ولضعفِنا يّعمَلُونْ، ولِتّمِزيّقِنْا سائِّروُنْ، ولثقافتنا وهويتنا مُزورون، وسارقون، ولثراتنا مُغيرُون، ولعقولنا مُغيّبون، ولثرواتنا راغبُون، و نَاهِّبُوُونْ!؛؛ ولقد تصاعدت وثيرة ايدلوجية الاخضاع، وزادت قُوةً، وشراسة، وهينمةً بعد انهيار، وسقوط وتفكك الاتحاد السوفيتي في 26 من شهر ديسمبر عام 1991م، فأصبح العالم يعيش، وحيد القرن حيث تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 70% من شركات العالم، وتتحكم من خلال الدولار برأس المال، والاقتصاد العالمي، ورغم تنامي وصعود قوي اقتصادية عملاقة كالصين، وروسيا، واليابان، وبعض دول الاتحاد الأوروبي، سعياً منهم لكسر الهيمنة الأمريكية الامبريالية؛ والتي لا بد لها أن تنكسر قريباً، وتنهار سواء طال الليل أو النهار !؛ ولكن أمريكا حتي الأن تتحكم في مصير العالم وتفرض أيدولوجية العربدة، والاخضاع والسيطرة، وتتحكم في رقاب الكثير من الأمم، وخاصًة بعضاً من حكام العرب والمسلمين!؛ فّجَعلُتهم كرهين المحبسين!؛ وهكذا استمرت أيدولوجية الاخضاع!؛ وتؤكد ذلك دراسات السيسيولوجيا، أن كُل سلطة سياسية ترتكز على منظومة إيديولوجية رمزية ذات طابع مهيمن من أجل تغذية، وتعزيز هيمنتها المشروعة للتوسع، والديمومة!؛ وختاماً طالما خبزنا ليس من يَدِّنَا، وزرعنا ليس من فأِّسِنا، وقرارنا ليس من قُرأننا، وشريعة ربنا، ولباسنا ليس من صُنعنا، واستمر ت الضغينة، والحقد والسواد والفُرقّةُ فيما بيننا، فلن تقوم لنا قائمة بين الأمُم، والشعوب وتستمر المذّلة حتي نّفِّيقْ.

كلمات دلالية

اخر الأخبار