صفقة ترامب والصهيونية العربية

تابعنا على:   15:34 2020-02-24

محمد مصطفى شاهين

أمد/ في حين أن صفقة ترامب تجاهلت جميع قرارات الأمم المتحدة والقوانين والمواثيق الدولية نظراً لتواطئ الإدارة الأمريكية ومن خلفها الصهيونية تمثل إهانة لمبادئ العدل والقانون الدولي، فلم نعد نثق إلا بالمقاومة كسبيل للتحرير واستعادة الحقوق المسلوبة، فلقد أيقن شعبنا الفلسطيني بما لا يدع مجالاً للشك ويظهر ذلك جلياً من خلال عشرات ومئات القرارات المعطلة لحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية في أرضه ومقدراته أن المقاومة هي الحل فلا حق للصهيونية بفلسطين.

إن استمرار سياسة التنسيق الأمني في أعلى مستوياته بين السلطة برام الله مع الاحتلال يؤكد أن محمود عباس يتصرف على الأرض بعكس ما يعلن، فرفضه الأجوف المعلن في المحافل الدولية وأمام وسائل الإعلام بعيداً عن الفعل العملي، يعد موافقة عملية على الصفقة، فالقوم في السر غير القوم في العلن، ذلك ما كشفه استمرار أجهزة أمن عباس بمحاربة المقاومة وملاحقتها في الضفة الغربية واعتقال العشرات من المقاومين في الضفة، وذلك يؤكد مجدداً أن العقيدة الأمنية لرجال عباس تتوافق مع عقيدته السياسية القائمة على التعاون مع الأمن الصهيوني، ندرك اليوم حجم المؤامرة على القضية الفلسطينية وأنه ليس هنالك مبرر لعدم مواجهة الصفقة المشؤومة القائمة على أفكار المنظمة الصهيونية والتي تتبنى السياسة الاحتلالية المتمثلة في تهجير وتطهير الفلسطينيين من أرضهم.

إن صفقة ترامب تتضمن الكثير من الجرائم التي يجرمها القانون الدولي منها سلب أرض شعب وشرعنة تهجيره القسري من أرضه وليس بعيداً عنا (جرائم الترانسفير) جزء من الوعي الصهيوني انها عملية مخططة ومدروسة تأتي ضمن توجيهات لجنة التهجير في المنظمة الصهيونية، فصفقة ترامب هي مشروع المنظمة الصهيونية وامتداد لبرنامجها الموسع الأمد لإقامة الدولة اليهودية على الأراضي الفلسطينية.

فهل يدرك المطبعون العرب من رجال الصهيونية العربية أنهم يشكلون خنجراً في ظهر المقاومة الفلسطينية، أن جريمة التطبيع هي انسلاخ عن القيم والأخلاق والدين والوطنية. أتساءل وأتساءل عن أي فكر يحمل هؤلاء ؟ فأجد ما قاله معروف الرصافي كافياً للرد على تساؤلي (لا يخدعنك هتاف القوم في الوطــن فالقوم في السر غير القوم في العلن) ، ففي جلسات واجتماعات جامعة الدول العربية سمعنا الخطابات الرنانة التي ما كانت الا خديعة ووهما زائفا انكشف أمام مسيرة التطبيع الخبيثة.

إن الصهيونية العربية هي من دفع وسيدفع المليارات لتنفيذ الصفقة المشؤومة كما سبق وفعلوا أثناء زيارة ترامب لدولهم، الأمر الذي يستوجب من أحرار العالم والشعوب العربية التي ترفض هذه السياسات أن تنتفض في وجه الصهيونية العربية أولاً وأنظمتها السرطانية وأدواتها المطبعة ثانيا والتي تنفذ أوامر المنظمة الصهيونية الأب الروحي للصهيونية العربية.

الشعب الفلسطيني متمثلا في وحدة المقاومة يعد الرد الأمثل والأقوى على الصفقة ومن هنا يدرك حكماء المقاومة ضرورة التحرك عملياً بعمليات وتحركات متعددة ومتنوعة سياسياً واقتصاديا وثقافياً وعسكرياً لإفشال واسقاط المؤامرة التي تشارك بها الصهيونية العربية وأنظمتها المطبعة مع الاحتلال المنفذة لأجندته الخبيثة بلسان خادع و توحش وخديعة تارة أخرى حتى أننا بتنا نرى من يتفاخر بالتطبيع ويدافع عن جريمته الأخلاقية والوطنية فويل لهم ثم ويل من هكذا عار.

كلمات دلالية

اخر الأخبار