هَلْ مِنْ خَلَاصٍ سَيَأْتِي؟!

تابعنا على:   11:56 2020-03-28

عبد الرحمن بسيسو

أمد/ هَا نَحْنُ نَلتَزمُ البُيوتَ، والتَّعليْمَاتِ، والْعُزْلة، لِتَفَادِي انْتِشَار وبٍاءٍ فَيرُوسِيٍّ غَيْرِ حَيٍّ، وغَيْرِ مَرْئِيٍّ، اسْمُهُ "كُورونا" أو "كُوفِيد التَّاسع عَشَر"؛ أَمِلِيْنَ لهَذَا الالْتِزَامِ أَنْ يُجْدِي، وأنْ يَكُوْنَ رافِعَةً مِعْرَاجِيَّةً لإدْرَاكِ خَلَاصٍ تامٍّ، نِهَائيٍّ، حَاسِمٍ وأَخِيْرٍ!

ولَكِنْ، كَيْفَ سَيَكُونُ بمقدُورنَا، إِنْ نَحْنُ أدْرَكْنَا هَذَا الخَلَاصَ المَنْشُودَ، أنْ نَتَفَادَى اسْتِفْحَالَ وُجُوُدِ أوْبِِئَةٍ بَشَريَّةٍ حَيَّةٍ ومَرْئِيَّةٍ، وأَشَدّ خُطُورةً وفَتْكَاً بالطَّبِيْعةِ، والبَشَر، والكَائِنَاتِ، وبِشَتَّى تَجَلِّيَاتِ الْوُجُودِ الْحيِّ وانبثاقات الحَيَاةِ؟!

كَيْفَ سَنَتَمَكَّنُ مِنْ الخلاصِ مِنْ أَوْبِئةٍ اسْتَشْرَت في الوَاقِعِ الاجتماعي الْكَوْنِيِّ، وفي النُّفُوْسِ، وهَذهِ بَعْضُ اسْمَائِهَا: الاسْتِغْلالُ، والاستبدادُ، والجَشَعُ، والعُنْصُريَّةُ، والظَّلامية، والتَّطرُّف، والإرهابُ، والتَّوحشُ، وغير ذلكَ ممَّا يَنبْعُ عَنْ أيٍّ مِنْهَا أو يَرْتَدُ إليه، أو يُنْتِجُهُ، أَوْ يُسْهِمُ، في الأَصْلِ، في إنْتَاجِِهِ، أَوْ يُحَفِّزُ وُجُوُدَهُ، أو يُمَاثِلُهُ؟!

ثُمَّ كَيْفَ يُمْكِنَنَا الْعَمَلَ جَمْعِيَّاً، وبجَدِّيةٍ إنْسَانِيَّةٍ مُتَضَافرَةٍ ومُثَابِرَةٍ، لَيْسَ عَلَى تَفَادِي اسْتْفحَالِ مخَاطِرِ وُجُودِ هَذِهِ الأَوبِئَةِ المُهَدِّدةِ الإنْسَانِيِّةَ: فِكْرةً، ومَبَادِئَ، وقِيَمَاً، وتَجَلِّياتِ وُجُودٍ، فَحَسْبُ، بَلْ وَاجْتِثَاثِ هَذِهِ الأَوبِئَةِ اجْتِثَاثَاً تَامَاً يَحُولُ دُونَ تَوْريِثَها لأجْيَالٍ بَشَرِيَّةٍ ستأتي؟! أَيَكُونُ هَذَا بالْتِزَامِ البُيُوتِ والتَّعْلِيْمَاتِ والْعُزْلَة، أَيْضَاً، أَمْ ثَمَّةَ سُبُلٌ وطرائقُ خَلَّاقَةٌ ونَاجِعَةٌ أخْرَى، مَوْجُودَةٌ، أَو هِيَ قَابِلَةٌ للابْتِكَارِ والْوُجُود؟!

أَتُرَانَا نَعُودُ إلى الطَّبِِيْعَةِ الْخِصْبَةِ الْخَلَّابَةِ الحُرَّة، وإلَى الْحَضَارةِ الإنْسَانِيَّةِ الْخَيِّرةِ الْحَقَّةِ، كَي نَسْتَمِيْحُهُمَا الأَعْذَارَ، ونَطْلُبُ مِنْهُمَا الْغُفْرَانَ والصَّفْحَ، ونُنَاشِدْهُمَا أخذَنَا، لِمَرَّةٍ أخِيْرٍةٍ، عَلَى مَحْمَلِ الصِّدْقِ، وفَتْحَ أذْرُعِهِمَا إلَيْنَا، والعَوْدَ إِلَى احْتِضَانِنَا ورعايتنَا، لتَهْيِِئَتِنَا، مِنْ جَدِيدٍ، وكَبَشَرٍ واعِدِينَ بالسَّعْيِّ الْجَادِّ لإدْرَاكِ إِنْسَانِيَّتِهِمْ الْمُمْكِنَةِ، لِلانْخِراطِ في مَخَاضِ ميْلَادٍ إنْسَانِيٍّ حَقِيقِيٍّ، أَوَّلٍ، أَوْ ألْفَ أَلْفٍ، أَوْ جَِدِيِدْ!

اخر الأخبار