ذلك الهلع ... وهذا الصمود أمام الكورونا

تابعنا على:   19:43 2020-04-01

رانية فهد

أمد/  ذلك الفكر ... ذلك اليوم الصّعب .. والعديد العديد من التأملات التي راودتني وجعلتني أشرع بالكتابة عنها، بل قل  ذلك الصّوت الذي اقتحم خلوتي وسألني ماذا تقولين: يا عاشقة القلم والحروف والمداد في ذلك الخوف الذي طغى على مشاعرنا وجمدها .... ذلك الخوف الذي يقض ّ مضجعك لتستيقظ في منتصف الليل حاملاً بيدك جهازك المحمول لتحظى بلحظات الهدوء ... بلْ لتجد نفسك في فسحة أمل، وقبس من دفء ذلك المكان،  فتكون تلك الكلمات التي تخرج من أعماق قلبك ترسم الدّنيا بتلك النّظرات الثّاقبة، رغم ذلك الخوف الذي ينتابنا بين الفينة والأخرى...    فكما يقال: ما يخرج من القلب... يصل إلى القلب... أجل استيقظت هذه المرة لأكتب عن شعور الخوف والفزع  الذي  يراودنا كأي شعور آخر  يلازم أمزجتنا  وطبيعتنا الإنسانية... ذلك الخوف الذي إن سكنّا  ... سيفقدنا  بريق الحبّ ويسكن أجسادنا  بالملل والفزع .... أجل شعور الخوف مثله مثل أيّ شعور آخر في بني البشر لا بدّ منه في  رحلة هذه الحياة ... فنخاف أن نزعج النّاس بأصواتنا ...نخاف الليل ...نخاف انقضاء  مراحل العمر .. نخاف  الفقْد والموت  الذي ينشب أظفاره  بجبروته... التغيير والاختلاف ...  نظرات الغير، حقدهم، حسدهم ... أجل، نخاف عليك يا وطني ممن يسرقون أحلامك... ذكرياتك، يخاف بعضنا على بعض... قهر الزّمان وطمع الإنسان...  الفشل والإخفاق مع أنّك لن تصل النّجاح إلا إذا أجبرت نفسك على التّنفيذ في الأوقات الصّعبة...أجل نخاف ونخاف... وباعتباري كاتبة اللحظات... سأحدثكم عن  ذلك الخوق  والهلع والرّعب  الذي  شاهدته بأمّ عيني وخيّم علينا من فيروس الكورونا... الذي جاءنا من الصّين بوشاح أسود كئيب.... وجاء معه الخوف الذي سرق منّا الأمن والأمان والسكينة ... ففرض علينا، وعلى وطننا الحبيب  حصاراً من نوع آخر بعد أن سئمنا  ذلك الواقع الكئيب  المثقل بالجراح ، والكوارث ، والنّكبات ... الخوف من البطش والقتل والتّدمير... وأردفت قائلة: لا بدّ من  أنْ تعبر وتمرّ تلك الغيمة الحبلى ... ولكن لا بدّ من أخذ الحيطة والحذر... والأخذ بالأسباب... لا بدّ من الإصراروالكفاح والجلد والصّبر للخروج من الخوف الذي يعلق بذواتنا جراء هذا الوباء الفتّاك... لا بدّ من نشر الوعي ورفع المستوى الثّقافيّ ليغادرنا ذلك الظّلام... فلن نخرج من تلك الضائقة وذلك التّوتر إلا بعد أن نخلع رداء الخوف واليأس  مما نعاني منه... أجل لا بدّ ولا بدّ...  من أجلك يا فلسطين...يا منارة المنارات... تلك القصيدة والأغنية والحكاية التي تطارد أحلامنا الورديّة حتّى ينتهي ذلك الهلع... الذي يجتاحها ... ويغادرها ذلك الظّلام  ظلام الكورونا الذي استوطن قلوبنا وسلب النشوة والغبطة منها... .

 فلننظر لهذه المحنة بإيجابية وعلى أنها تجربة نفيد منها العبر  للمستقبل

وأخيراً ... لا بد من الإرادة والصمود، ولا بد من استعادة الفرح، ولا بد من توظيف تلك الشحنات القادمة من الجراحات النازفة في أعماقنا كي تكون أفضل مداد لأقلامنا في رسم أجمل مستقبل لأبنائنا وبناتنا وطلابنا وطالباتنا، ولا بد لأشجارنا أن تعلو فوق آلامها كي تزيد من ظلالها الجميلة، وأهم من كل هذا لا بد من الإيمان بان الله سبحانه وتعالى سوف يكون معنا دائما، ولسوف يمد حبله لنا ويغيثنا بكل ما نحتاج إليه.

 

اخر الأخبار