ماذا بعد الكورونا ؟

تابعنا على:   21:10 2020-04-01

غازي فخري مرار

أمد/ فكرت طويلا فى هذا السؤال بعد ان شاهدت تغيرات كبيره فى خريطة العالم والعلاقات الدوليه . ادركت جوانب اقتصادية وسياسية وانسانية امتزجت والكورونا تطلق تاثيرها على الامم والشعوب . وكان لدائرتنا العربية نصيب كبير فى هذا الشان .
تقدمت الصين خطوات كبيره على خريطة العالم الى جانب تقدمها فى السنين الماضية اقتصاديا وعسكريا لكنها تفوقت انسانيا وخلقيا على غيرها من الدول التى جعلت من نفسها سيدة لهذا العالم والقوة الكبرى الاولى واقصد الدولة الامريكية التى تراجعت بخطوات سريعه بعد هذا الوباء وقد كشف قادتها وعلى راسها الرئيس ترامب . اتهمت الادارة الامريكية على راس قادتها ترامب وبومبيو وغيرهم اتهموا الصين بانها وراء نشر هذا الوباء , ولكن الصين برهنت عبر مسيرتها فى السابق واليوم ان البعد الانسانى عميقا فى الصين وقد قامت بارسال الاطباء والمعدات واللوازم الطبية الى العديد من الدول وعلى راسها امريكا وايطاليا والمانيا وروسيا , وعرضت التعاون على هذه الدول لمقاومة هذا الوباء . فاحتللت الصين دون منازع المرتبة الاولى والدولة الاعظم فى العالم وستكون كذلك بعد تلاشى هذا المرض .
ان امتنا العربية مدعوة ان تقيم اقوى العلاقات مع الصين فى مختلف المجالات والابعاد الاقتصادية والسياسية والثقافية , الصين قادرة ان تلعب دورا اساسيا فى تغيير خريطة العالم تناصر الشعوب التى مارست عليها الامبريالية والراسمالية كل اصناف القهر والظلم كما حصل فى وطننا وكما راينا قرارات هذه الادارة ضد حرية شعبنا وناصرت الحركة الصهيونية ضد قرارات الشرعية الدولية وقرارات الامم المتحده . وعلى شعبنا الفلسطينى ان يضع الخطط من الان ويختار الكوادر السياسية القادرة على تحقيق امتن العلاقات مع دولة الصين بعد انقشاع هذا الوباء , الصين جديرة بهذا الاهتمام لتتجه بوصلة اعمل الفلسطينى نحو الصين القادمه كاول دولة ستكون لها المكانه الاولى فى هذا العالم .
الاتحاد الروسى : ستكون روسيا الدولة الثانيه التى تفرض وجودها على خريطة العالم . ادرك القائد عبد الناصر هذه الحقيقة مبكرا واقام اوثق العلاقات مع الاتحاد السوفييتى , يوم وقفت القوى الاستعمارية وحلفاؤها ضد ثورة يوليو وقادتها فحاصروها اقتصاديا وتامروا عليها عسكريا وسياسيا حتى منعوا عنها مساعدات البنك الدولى وهى تستعد لاقامة السد العالى . لكن عبد الناصر تحدى القوى الاستعمارية وحلفاءها وبنى السد العالى واقام النظام الاشتراكى على طريق تحقيق العدالة والتنمية فى ظل المؤامرات والحروب التى دعمها المعسكر الامبريالى والرجعى والصهيونى .
وعلى امتنا العربية وفى قلبها فلسطين ان تحسم العلاقات العربية الروسيه لتكون حليفا لامتنا العربية فى معارك التحرر والتنمية وبناء مشروعنا الحضارى التنموى . وعلى امتنا ان تدرك ما قدمته روسيا فى الدفاع عن حرية سوريا والوقوف امام القوى المعادية الاستعمارية والصهيونية وعدد من الدول الخليجية وتركيا . ولا بد من الاستفادة من عمق التجربة العربية وعلى راسها مصر مع الاتحاد السوفييتى . وروسيا الاتحادية تملك من الامكانات العسكرية والاقتصادية والسياسية ما يمكنها ان تكون حليفا قويا مع امتنا وامالها فى المرحلة القادمه .
الاتحاد الاوروبى : بدات التناقضات بين دول الاتحاد الاوروبى وتخلى عدد من دول الاتحاد مثل فرنسا والمانيا وانجلترا عن ايطاليا فى محنتها جراء وباء الكوليرا وكذلك عن اسبانيا وما واجهته فى هذه الازمة المدمره . على امتنا ان تبذل اقصى جهودها للتخطيط لاقامة اقوى العلاقات مع دول اوروبا الجنوبيه وان تعطى الاولوية فى المرحلة القادمة وتخصص دولنا الكوادر القادرة على اقامة اقوى العلاقات مع هذه الدول سيما وان امتنا تملك من اسباب القوة وخاصة فى مجالات النفط والغاز ما يجعلها قادرة على اقامة اقوى العلاقات فى مجال التنمية والتعاون الاقتصادى والعسكرى .
هناك العديد من الدول فى قارة اسيا وافريقيا لا بد ان نضع فى اععتبارنا اقامة علاقات معها مثل اليابان وماليزيا واندونيسيا والهند بالاضافة الى دول امريكا اللاتينبية . وهذا يفرض علينا ان نحسن التخطيط وتحضير الكوادر القادرة على اقامة علاقات تخدم مصالح امتنا فى المرحلة القادمة وان نبتعد عن سياسة الولاء بدلا من الكفاءه . وعلى سفراء دولنا فى هذه الدول ان تدرس طبيعة القوى وقوى المعارضة وتقيم علاقات صحية تنعكس ايجابا على مصالحنا المشتركه .

اخر الأخبار