حكومة اشتية: ثقة مكتسبة يقابلها آمال متجددة

تابعنا على:   23:42 2020-04-02

فادي أبوبكر

أمد/ كُنت قد كتبت مقالاً منذ عام من الآن، بعنوان "حركة حماس وحكومة اشتية: ثقافة القوة في مواجهة ثقافة الثقة" ، ناقشت فيه تكليف الرئيس محمود عباس للدكتور محمد اشتية بتشكيل الحكومة الفلسطينية الثامنة عشر، وأن هذا التكليف لم يأتِ عبثاً، إذ أن اشتية يعتبر من ألمع القيادات الفتحاوية، وأكثرها كفاءة وخبرة، ويحمل الدكتوراه في الدراسات التنموية، وعمل وزيراً للأشغال ورئيساً للمجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار (بكدار)؛ بمعنى أنه الأقدر لتولي هذه المهمة في ظل الهجمة الاقتصادية  الأمريكية والإسرائيلية  على منظمة التحرير الفلسطينية. حيث أن المهمة التنموية والإقتصادية باتت  تشكل تحدياً أساسياً بعد جرائم القرصنة الإسرائيلية المستمرة لأموال المقاصة، من أجل ابتزاز القيادة الفلسطينية للرضوخ للمطالب الامريكية والاسرائيلية، واشتية بحكم علمه وخبرته الاقتصادية، قد يكون الأقدر على وضع الحلول الاقتصادية والتخفيف من الآثار الاجتماعية.

كما توقعت في مقالتي أن  تجعل حكومة اشتية من تطوير وتدعيم الخدمات الأساسية، أساس نجاحها وذلك لإقناع الرأي العام بعمل الحكومة وإنتاجيتها. وها نحن اليوم، وبعد عام من تشكيل حكومة الدكتور محمد اشتية، ونحن نخوض غمار المواجهة ضد الوباء العالمي المعروف باسم كوفيد-19 "كورونا" ، شكّلت فلسطين بلا منازع حالة عالمية فريدة بقيادة الرئيس محمود عباس، والحكومة في إدارة أزمة وباء فيروس (كورونا) المستجد، والتي تجلّت من خلال التناغم بين مختلف مكونات الدولة الفلسطينية، ما برهن على تفرد فلسطين دوماً كحالة استثنانية، تعبر كل محنة أشد عضداً وأصلب عوداً.

وقد شهدت منظمة الصحة العالمية بذلك، على لسان مدير مكتبها في فلسطين د. جيرالد روكنشواب، بأن "الحكومة الفلسطينية اتخذت إجراءات متقدمة لمكافحة انتشار فيروس كورونا، حيث تقوم الحكومة ووزارة الصحة بإجراءات تفوق ما هو موصى به دولياً".

تمكّنت حكومة اشتية من انتزاع واكتساب ثقة الشارع الفلسطيني، لأنها أثبتت نفسها بجدارة في هذه الأزمة، حيث أدارتها وما زالت بدون تخبّط وفي سياق منضبط الإيقاع. ولأن هذه الثقة سببها الإنجاز وللحفاظ عليها لا بد من مضاعفة الإنجازات وتكثيف الجهود وصرف الطاقات بما يخدم مصالح الناس ويلبي تطلعاتهم وتوقعاتهم من الحكومة.

كما هي الآن الآمال معلقة على هذه الحكومة لتعبر بنا أزمة وباء الكورونا، فهناك آمال أخرى لدى الشارع الفلسطيني باتت معلقة أكثر من أي وقت مضى على حكومتنا لتعيد الوحدة إلى الجسم الوطني الفلسطيني ويخلّصها من هذا الانقسام الذي كان السبب فى حدوث الكثير من الكوارث التي لا تقل خطورة عن هذا الوباء العالمي..

وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نقول: شكراً لقيادتنا الرشيدة .. شكراً لأجهزتنا الأمنية .. شكرأ لأجهزتنا الطبية.. شكراً للصحفيين .. شكراً لكافة أبطال العمل الإنساني والتطوعي ولكل أولئك الذين يقومون بواجباتهم بإخلاص ويعملون بعناد ويتحملون عبئاً ثقيلاً ويقدمون مساهمات لإحتواء وباء الكورونا..

كلمات دلالية

اخر الأخبار