انتعاش النزعة الإنسانية والروحية في مواجهة كورونا و الراشمالية المتوحشة. .

تابعنا على:   15:58 2020-04-03

محمد جبر الريفي

أمد/  عمق النظام الرأسمالي العالمي خاصة بعد هيمنته على الأسواق المالية بعد تطوره إلى المرحلة الامبريالية. .عمق النزعة المادية الاستغلالية الجشعة على المستوى العالمي فأصبح التكالب على جمع المال لدى الدول الراسمالية عن طريق الشركات الاحتكارية المتعددة الجنسية التي هدفها نهب موارد دول العالم الثالث النامية .. ولدى الأنظمة السياسية المستبدة صار التكالب ايضا على جمع المال عن طريق فرض الضرائب على المواطنين لتحقيق المزيد من المكاسب المادية للفئات الاجتماعية الحاكمة مما يساهم هذا الأداء الحكومي الاقتصادي الى زيادة الأزمات الإقتصادية المعيشية الطاحنة التي تعاني منها الجماهير الشعبية الكادحة ...اما على مستوى أصحاب المحلات التجارية فقد أصبح الاهتمام بجمع المال يفوق أي شيء آخر من متع الحياة فارتفعت أثمان السلع التموينية والآخرى في الأسواق دون التقيد بما تحدده وزارات الاقتصاد ... هكذا أصبح التكالب على جمع المال بالطرق الاستغلالية الجشعة غير المشروعة هي الظاهرة الأكثر بروزا في النشاط الإنساني على المستوى الاقتصادي وهو سبب رئيسي ايضا من أسباب وجود النزاعات بين الدول والشركات والأفراد و .. في الأزمة التي يعيشها العالم الآن أمام هجمة فيروس الكورونا القاتل نجد الانتعاش الظاهر للنزعة الإنسانية في مواجهة هذه الحالة الاقتصادية الاستغلالية التي تتنافى مع الضمير الإنساني حيث أظهر المشهد السياسي العالمي صورا من التضامن والتكافل الاجتماعي والاقتصادي بين بعض الدول وهي سياسة عميقة الدلالات وفي المجال التطبيقي لدول لها وزنها في مجال التحرر ومناهضة النظام الرأسمالي العالمي بقيادة الولايات المتحدة فعلى مستوى المواجهة العلمية والإغاثية للفيروس القاتل الذي اتخذ من القارة الأوروبية بؤرة جرثومية كبيرة له قامت كل من الصين وروسيا وكوبا وهي دول لها تاريخ من المواجهة مع الرأسمالية والإمبريالية والمشروع الاستعماري الغربي عموما ...قامت بإرسال الوفود الطبية إلى البلدان الغربية الراسمالية الأكثر تضررا من فيروس كارونا كإيطاليا واسبانيا وهي أعمال إنسانية ملموسة لا مجال لانكارها على مستوى التهديدات التي يتعرض لها العالم من الفيروسات التي باتت تشكل العدو الرئيسي لمستقبل الحياة الإنسانية .. وما كان يمكن أن نعطي مسألة انتعاش النزعة الإنسانية في مواجهة الكورونا حقها دون أن نتعرض للدين كعامل روحي في مقابل الجشع الرأسمالي خاصة عند المجتمعات التي تعتبره من خصوصيتها القومية حيث التبرع بالمال كممارسة أخلاقية لها علاقة بالعقيدة الدينية خاصة في العالم العربي والإسلامي أصبح مساهمة شائعة ملموسة من بعض الدول الغنية للفقيرة ومن بعض الأثرياء إلى الفقراء ومن بعض الموظفين الكبار في الدولة بجزء أو براتب شهر إلى الخزينة المالية وبذلك تتجلى في صور المشهد السياسي والاقتصادي العالمي الحالي المواجهة بوضوح بين النزعة الإنسانية والروحية من جانب وبين النزعة المادية التي من مظاهرها الصارخة ممارسة الاستغلال بهدف جمع المال عند الطبقة الراسمالية الجشعة التي تزداد شهية شركاتها الاحتكارية أكثر للنهب خلال هذه الأزمة وغيرها من الأزمات الإنسانية ..ليس فقط ذلك بل وأصبح نجد في العالم الرأسمالي الغربي "الصليبي " بداية ظهور حالة توافق مع السياسات التي تدعو إلى نبذ التعصب الديني فهذه ألمانيا الذي ينسب اليها ريتشارد قلب الاسد وهو من قادة الحملات الصليبية على القدس والشرق الإسلامي نجد صوت الأذان وقد رفع قبل أيام في أحد كنائسها وذلك بطلب من القائمين عليها وبذلك غلب الطابع العاطفي على الطابع المادي في الثقافة الدينية المسيحية وبوصف ذلك أيضا هروبا من جشع المادة إلى طمأنينة النفس البشرية في العيش بسلام في عالم تسوده النزعة الإنسانية والروحية وتختفي فيه النزعة المادية الاستغلالية الخالصة التي تقوم عليها الراسمالية والإمبريالية التي تشعل الحروب وتفشي الصراعات وتنشر الفقر والبؤس عند الشعوب المطحونة بازماتها الاقتصادية والاجتماعية المعيشية. . ...

اخر الأخبار